أنقرة وتل أبيب.. سر الإسراع في التطبيع الكامل

تسابق المسؤولون الإسرائيليون للترحيب بإعادة التطبيع الكامل للعلاقات مع تركيا إلا شخص واحد وهو رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.

وقال دبلوماسي غربي في تل أبيب، إن : “ثمة تفسير واحد لقرار التطبيع الكامل للعلاقات في فترة تستعد فيها إسرائيل للعودة إلى صناديق الاقتراع وهو الإسراع قبل العودة المحتملة لبنيامين نتنياهو إلى الحكم”.

وأضاف الدبلوماسي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه: “لا يخفى على أحد أن لا كيمياء في العلاقات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس حزب “الليكود” الذي ترجح استطلاعات الرأي العام بأنه الأوفر حظا لتشكيل الحكومة المقبلة”.

وتابع الدبلوماسي، قائلا: “تقديري أن الرئيس التركي يريد اغتنام الفترة الحالية قبل الانتخابات لإعادة العلاقات بشكل كامل خشية ان تتعرقل الجهود التي بذلت في الأشهر الأخيرة في إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين”.

وكانت فترة رئاسة نتنياهو للحكومة شهدت الكثير من الاتهامات المتبادلة بين نتنياهو واردوغان وصلت حد التجريح.

تصريحات نتنياهو جاءت ردا على تصريحات لأردوغان قال فيها: “نتنياهو إنك طاغية. أنت رئيس إرهاب الدولة، إسرائيل قتلت عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء من جميع الأعمار في فلسطين”.

وفي هذا السياق فقد أشار الدبلوماسي الغربي إلى أن مسيرة إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل جاءت مباشرة بعد سقوط حكومة نتنياهو وتشكيل حكومة رئيس الوزراء نفتالي بينيت بالشراكة مع رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد.

وقال: “فور تشكيل بينيت ولابيد لحكوماتهما بدأت العلاقات بالانتعاش بداية عبر اتصالات غير معلنة ثم تبادل المسؤولون الإسرائيليون والأتراك الزيارات للبلدين وصولا الى إعلان قرار إعادة السفراء الى تل ابيب وأنقرة”.

وكانت تركيا أول دولة ذات اغلبية مسلمة تعترف بإسرائيل في العام 1949 ما اطلق التعاون الاستراتيجي والدبلوماسي والعسكري بين البلدين.

وزار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل في عام 2005 عارضا أن يكون وسيطا للسلام في الشرق الأوسط وتطلعه إلى بناء علاقات تجارية وعسكرية.

وأحضر أردوغان مجموعة كبيرة من رجال الأعمال في رحلته التي استغرقت يومين، والتي تضمنت محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرييل شارون والرئيس الإسرائيلي آنذاك موشيه كاتساف.

وفي زيارة استمرت ثلاثة أيام لأنقرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2007، التقى الرئيس الإسرائيلي آنذاك شيمون بيريز بالرئيس التركي آنذاك عبد الله جول، وألقى كلمة أمام الجمعية الوطنية الكبرى لتركيا.

وفي العام 2013 توسط الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ما بين نتنياهو واردوغان ما قاد الى اتصال هاتفي بينهما اعتذر فيه نتنياهو عن حادثة اسطول غزة وتعهد بتعويض عائلات الضحايا فيما تعهد اردوغان بوقف ملاحقة إسرائيل قضائيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى