أول فريق نسائي في غزة لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية

من الدراسة إلى العمل على أسطح المنازل، رحلة فتيات من قطاع غزة اخترن الصعب بدراسة أنظمة الطاقة الشمسية وواجهن التنمر بالإرادة.

وجوبهت الشابة الفلسطينية رماح البحيصي، عندما اختارت دراسة أنظمة الطاقة الشمسية، بانتقادات محلية لكنها تحدتها بدخول ساحة العمل الميداني لتثبت جدارتها في المجال.

رماح وبرفقة مجموعة من زميلاتها كسرن عزوف الفتيات عن دراسة هذا التخصص الذي يستقطب الشباب الذكور عادةً لما يحتاجه من بعض الأعباء والعمل الميداني على أسطح البنايات.

وبعد أن أنهت دراستها النظرية، نجحت رماح وعدد من زميلاتها بتشكيل فريق من الفتيات للعمل مع إحدى الشركات المحلية العاملة في تريب أنظمة الطاقة الشمسية، وخلال مدة وجيزة أثبتن حضورهن في هذا العمل.

مهنة ذكورية

قالت رماح “كنا ضمن أول دفعة فتيات تدرس الطاقة الشمسية في الكلية التابعة للأونروا بغزة، كانت التعليقات قاسية أننا سنعمل في مهنة الشباب الذكور، لكننا تجاهلنا ذلك وخضنا التجربة بإصرار وعزيمة”.

ترتدي رماح الزي البرتقالي للعاملين في الشركة وهي تحمل أحد ألواح الطاقة الشمسية لتصعد به إلى سطح أحد المنازل في غزة لتركيب النظام وسط دهشة أصحاب المنزل.

الدهشة سرعان ما تحولت إلى إعجاب وتقدير لأداء رماح وزميلاتها اللواتي عملن بهمة وإصرار وكفاءة في رفع الألواح وتركيبها واستخدام آلة اللحام، وترتيب شبك النظام بالكامل.

بالنسبة لرماح المرأة شريكة للرجل ويمكن أن تنجح بأي شيء تخوضه طالما أنها تمتلك إرادة وعزيمة.

وتؤكد أن فكرة احتكار الرجال لهذه المهنة غير واردة، وتقول: “رأينا نساء عديدات نجحن في الكثير من المهن، التي كان المجتمع يعتقد أنها مهن خاصة بالرجال”.

وذكرت أنها تعمل مع فريقها من الساعة 9 صباحًا حتى 7 مساءً؛ لافتةً إلى أن هذا العمل مناسب للفتاة التي لديها رغبة أو بنية جسمانية تتحمل مشقة العمل.

لم تخف رماح حجم الضغوط والانتقادات والتنمر الذي واجهته سواء خلال رحلة الدراسة أو العمل، لكنها تؤكد أنها جابهت ذلك بعزيمة وإيمان المضي في هذا الطريق نحو مطاردة حلمها الخاص بإنشاء شركتها الخاصة في هذا المجال.

غادة كريم، إحدى أعضاء الفريق، أكدت أنها لجأت لدرست هندسة وتشغيل وتركيب وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية، كونه تخصصا جديدا وهناك إقبال في المجتمع على تركيب هذه الأنظمة بسبب أزمة الكهرباء.

وقالت إنها اختارت تخصصا يمكن أن ينتشلها من البطالة المتفشية في قطاع غزة.

ووفق معطيات رسمية، تصل البطالة في غزة إلى قرابة 50 % وترتفع في أوساط الشباب إلى نحو 67 %.

وأكدت أنها وزميلاتها يعملن مع فريق شبابي ويشاركن في كل الأعمال، سواء اللحام أو التمديدات وتجهيز الشبكة، وحمل البطاريات، وألواح الطاقة (الخلايا)، والقضبان الحديدية.

وذكرت أنها تعرضت أيضا للتنمر على خلفية عملها، لكنها تتجاهل ذلك وتستمر في عملها لتحقق مرادها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى