أول لقاء بين تركيا وإسرائيل على مستوى الرؤساء منذ أكثر من 10 سنوات
تعمل تركيا وإسرائيل لتجاوز سنوات من العداء وتبادل الانتقادات عندما يجتمع رئيسا البلدين هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ أكثر من عشر سنوات وذلك في إطار جهود أنقرة الرامية إلى تحسين العلاقات مع منافسين إقليميين.
وتبادل البلدان الاتهامات بشأن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ودعم أنقرة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم غزة. ووصلت العلاقات بينهما إلى أدنى مستوى في عام 2018 عند طرد سفيري البلدين.
وفي إطار جهود تركيا لإصلاح علاقاتها المتوترة في الشرق الأوسط أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان في يناير كانون الثاني أنه دعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوج لإجراء محادثات – مقررة يوم الأربعاء – يقول الجانبان إنها تهدف إلى استكشاف سبل تعميق التعاون.
وقال أردوغان إن الزيارة ستعلن عن بداية “حقبة جديدة” وأن البلدين يمكن أن يعملا سويا لنقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا، في إحياء لفكرة نوقشت لأول مرة منذ أكثر من 20 عاما.
وقال رئيس الشركة الإسرائيلية التي تضخ الغاز من حقل عملاق في شرق البحر المتوسط إن شركته يمكن أن تزود تركيا بالغاز إذا وفرت البنية التحتية اللازمة لكنه لم يعلق على فكرة أردوغان الطموحة لربطها بأوروبا.
وقال يوسي أبو، الرئيس التنفيذي لشركة نيوميد إنرجي، في مؤتمر للمستثمرين قبل أسبوعين “موقفنا واضح على الدوام. إذا كنتم تريدون الغاز حسنا فنحن مستعدون لذلك. أنتم تبنون خط الأنابيب لنا وسنقوم بضخ الغاز”.
ويمكن لإمدادات الغاز من البحر المتوسط أن تخفف من اعتماد أوروبا على الغاز الروسي. وتوقفت الخطط الرامية لإنشاء خط أنابيب تحت البحر من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا دون أن يشمل ذلك تركيا بعد أن تخلت الولايات المتحدة عن دعمها للمشروع.
وتستورد تركيا معظم احتياجاتها من الطاقة من الخارج لكنها أعلنت عن اكتشاف 540 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في البحر الأسود وتأمل في استخراجه العام المقبل.
رغم أن منصب الرئيس الإسرائيلي شرفي إلى حد كبير وأن أي خطوات كبيرة نحو التقارب مع تركيا ستتطلب موافقة رئيس الوزراء نفتالي بينيت إلا أن زيارة هرتزوج تمثل خطوة كبيرة نحو تحسين العلاقات.
وكانت آخر زيارة لرئيس إسرائيلي إلى تركيا في عام 2007 وكانت آخر زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي في العام التالي. وتحدث أردوغان وبينيت هاتفيا في نوفمبر تشرين الثاني في أول اتصال من نوعه منذ سنوات.
وتوترت العلاقات في عام 2010 عندما قامت قوات خاصة إسرائيلية تنفذ حصارا بحريا على قطاع غزة بقتل عشرة نشطاء أتراك خلال هجوم على السفينة التركية مافي مرمرة التي كانت تنقل مساعدات إلى القطاع.
وعلى مدى سنوات العداء، حافظ الجانبان على التجارة التي بلغت 6.7 مليار دولار في عام 2021، ارتفاعا من خمسة مليارات دولار في عامي 2019 و2020 وفقا لبيانات رسمية.
واستضافت تركيا العديد من كبار المسؤولين في حركة حماس التي صنفتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية. ورغم تخفيف تركيا حدة انتقاداتها لإسرائيل قبل زيارة هرتزوج فإنها استبعدت التخلي عن التزامها بدعم إقامة دولة فلسطينية.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس لرويترز خلال زيارة لتركيا إن العلاقات بين الحركة وأنقرة راسخة وإن التقارير الإعلامية عن ضغط تركيا على حماس لكبح انتقاداتها لإسرائيل لا أساس لها وغير صحيحة.