أيام على الانتخابات الرئاسية بالجزائر… ما مصير الحراك في الشارع؟
تسود حالة من الترقب الشارع الجزائري، الذي بات على مقربة من إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
بالرغم من اقتراب الانتخابات الرئاسية إلا أن الحراك المستمر منذ عدة أشهر لا يزال حاضرا في الشارع، وهو ما يطرح التساؤل الأهم والذي يتعلق بمصير الحراك بعد الانتخابات الرئاسية، خاصة أنه يرفض إجراء الانتخابات حتى اللحظة، ويعترض على المرشحين الخمسة.
في البداية يقول سمير بيطاش المحلل السياسي الجزائري، إنه بإجراء الانتخابات الرئاسية لن يبقى أي حراك في الشارع الجزائري بالشكل الحالي، خاصة أن الرئيس المنتخب سيكون عن طريق آليات ديمقراطية واختيار الشعب، ما يعني انتهاء الفوضى والاحتجاجات والبدء في الإصلاحات المطلوبة.
وأضاف في تصريحات صحفية، أنه “يجب احترام جميع الآراء، وأنه مع احترام آراء الحراك يجب احترام المواقف الأخرى في الهيئة الناخبة (من يحق لهم التصويت من الشعب)، وألا يمنع أي من أعضاء هذه الهيئة من الإدلاء بصوته في الانتخابات”.
وأوضح أن مطالب الحراك المشروعة يمكن العمل عليها من خلال الإصلاحات التي يقدمها الرئيس المنتخب ضمن برنامجه، وأنه لابد من احترام الآليات الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع.
حقيقة الاعتقالات
تداولت العديد من وسائل الإعلام بعض الأخبار عن اعتقالات واسعة في صفوف الحراك الجزائري، إلا أن الأنباء تباينت من صحيفة لأخرى.
حول مدى دقة حملات الاعتقال أشار بيطاش إلى أن بعض الأخبار المتداولة عن اعتقالات بعض الأشخاص في الحراك هي غير مؤكدة حتى الآن، وأنه يجب التفرقة بين التوقيف الأمني ونشطاء الحراك إن صحت الأنباء المتداولة عن توقيف البعض.
على جانب آخر، يقول المحلل السياسي الجزائري إسماعيل خلف الله، إن المناخ العام في الجزائر لا يرحب بالانتخابات، إلا أنه لا يمكن تعطيلها، خاصة أن السلطة تعلق كل أوراقها على مرور هذه الانتخابات.
هل خسر الحراك المشهد
وأضاف خلف الله في تصريحات صحفية، أن الحراك لم يرشح أي قيادة تعبر عنه في الانتخابات الرئاسية، كما أنه لم يساند أي من المرشحين الحاليين وأن هذا الخطأ كان يجب تداركه من خلال ترشيح قيادة تعبر عنه في الانتخابات الرئاسية.
ويرى خلف الله أن المرشحين الخمسة من العهد الماضي، إلا أن عدم ترشيح الحراك لأي مرشح أتاح لهم الفرصة بشكل كبير، وأنه على الحراك تكوين أحزاب وتيارات قوية تعبر عن الحراك.
وأشار إلى أن فرصة التغيير لا تتوقف على الانتخابات الرئاسية، خاصة أن هناك بعض المحطات الأخرى المتمثلة في الانتخابات البرلمانية والمحلية.
ويرى مخلوف أن عمليات الاعتقال التي جرت خلال الأيام الماضية تدخل في نطاق انتهاك الحريات، وأن العملية الانتخابية يجب أن تكون ضمن الخيارات الديمقراطية إلا أنه لا يجب استعمال العنف ضد من يعترض على الانتخابات.
لهجة حادة من قائد الأركان
وفي رده على محاولات تعطيل الانتخابات ورفض الحراك لها، قال نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، في وقت سابق إن “الاستقلال المبارك الذي بزغ نوره عبر جيل نوفمبر سيضل غصة في حلق أعداء الأمس وخدامهم من أعداء اليوم”.
وأضاف الفريق أحمد قايد صالح في كلمة ألقاها خلال متابعته تنفيذ تمرين إنزال مظلي عملياتي، قامت به مفرزة تابعة للمدرسة العليا للقوات الخاصة ببسكرة إن “الجيش الوطني هو سليل عن جدارة واستحقاق، لجيش التحرير الوطني والمد النوفمبري هو الطابع الذي سيصبغ ألوان الجزائر الجديدة ودولتها الشامخة الراسية الجذور”.
وشدد رئيس أركان الجيش “الشعب الجزائري سينتصر اليوم رفقة جيشه على أذناب العصابة وسيتم تثبيت قيم نوفمبر وترسيخها في الأذهان والعقول”، مضيفاً “ذلكم هو التحدي الذي سنرفعه بإذن الله تعالي وقوته وسنكسب رهانه وسيخيب أمل خدام الاستعمار الذي لا يعجبهم إطلاقا هذا الالتفاف الوطني الصادق حول الجيش الوطني الشعبي”.
وحتى الآن يتمسك الحراك برفض الانتخابات الرئاسية مع بعض الأحزاب منها أحزاب اليسار، وبالرغم من أن البعض تحدث عن أن جبهة التحرير تقف ضد إجراء الانتخابات، إلا أنه أحد قياداتها أكد أنها ستساند المرشح عبد المجيد تبون، القيادي بالجبهة ورئيس الوزراء السابق في عهد بوتفليقة.