منذ خطابه العاطفي في افتتاح مؤتمر الحزب الديمقراطي، غاب بايدن عن الأنظار فلم يظهر علنا أو يتفاعل مع الصحفيين.
فقبل أسابيع فقط، كان من غير المعقول أن يشاهد الرئيس الأمريكي جو بايدن شخصًا غيره يقبل ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة وألا يكون حاضرا في شيكاغو ليتابع الأمر من شاشة تلفزيون على بعد حوالي 2000 ميل.. لكن كل شئ محتمل في السياسة.
وبعد الضغوط المتزايدة التي أعقبت أداءه الذي وُصف بـ”الكارثي” في المناظرة مع المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، اضطر بايدن للانسحاب من سباق البيت الأبيض واقتصر ظهوره في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي على ليلة الافتتاح حين ألقى خطابا عاطفيا سلّم خلاله الشعلة لنائبته كامالا هاريس.
ومنذ تلك الليلة غاب بايدن عن الأنظار حيث غادر إلى مزرعة خاصة تبلغ مساحتها 8 آلاف فدان في سانتا ينز بولاية كاليفورنيا، وكان رد فعله على لحظة قبول هاريس ترشيح الحزب لها لخوض انتخابات الرئاسة مخفيا تماما،وفق ما طالعته “العين الإخبارية” في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى نشاط بايدن المحدود بشكل ملحوظ منذ خطابه الوداعي في المؤتمر، لافتة إلى أن الرئيس الأمريكي لم يتحدث علنًا أو إلى الصحافة منذ ليل الإثنين – الثلاثاء من الأسبوع الماضي.
وذكرت أن المرة الأخيرة التي أجاب فيها بايدن على أسئلة الصحفيين كانت على مدرج المطار في مدينة شيكاغو حين كان يستعد لركوب طائرة الرئاسة والتوجه إلى سانتا ينز لقضاء إجازته عقب مغادرته مؤتمر الحزب الديمقراطي.
ولم يسمع أحد عن بايدن منذ ذلك الوقت. وعلى الرغم من التعقيدات التي تحيط بمحادثات وقف إطلاق النار في غزة بسبب التصعيد الأسوأ للعنف بين حزب الله وإسرائيل فإن الرئيس الأمريكي لم يرد على أسئلة الصحفيين عندما صعد إلى طائرة الرئاسة المتجهة إلى ريهوبوث بيتش، في ديلاوير.
واعتاد بايدن الظهور علنا خلال إجازاته حيث يظهر وهو يركب الدراجات، أو يجلس على الشاطئ، لكن الأمر اختلف خلال هذه الاجازة التي استمرت 6 أيام وقضاها هو وزوجته جيل مع الأبناء والأحفاد في مزعة منعزلة يملكها المتبرع الديمقراطي جو كياني.
ومنذ بداية العطلة جرى إبلاغ الصحافة التي سافرت مع الرئيس إلى كاليفورنيا أنه لن يكون هناك أي ظهور علني.
عكس الروتين
وشوهد بايدن مرة واحدة فقط أثناء حضوره قداس بعد ظهر يوم السبت.
وعلى عكس الروتين الطبيعى جرى إبقاء المراسلين في الجزء الخلفي من الموكب. وعندما غادر الرئيس الأمريكي الكنيسة برفقة ابنه هانتر وابنته آشلي لم يمنح المراسلين وقتا للإجابة عن الأسئلة وتوجه مباشرة إلى سيارته.
وعندما صرخ أحد المراسلين ليسأله “كيف تسير محادثات وقف إطلاق النار؟” رفع بايدن إبهامه وكان هذا هو تفاعله العام الوحيد في خمسة أيام.
وبنفس القدر، كان موظفو البيت الأبيض صامتين بشأن كيفية قضاء الرئيس وعائلته الإجازة أو كيف تفاعلوا مع اللحظة المؤثرة في مسيرة بايدن السياسية مع إعلان الحزب رسميا ترشيح هاريس.
وكل ما حصل عليه الجمهور هو لقطة واحدة لبايدن وزوجته جيل وهما يقفان بجانب تلفزيون يبث المؤتمر قبل وقت قصير من قبول نائبة الرئيس لترشيح الحزب.
وكانت المعلومة الوحيدة الأخرى التي نقلتها الدائرة الداخلية هي أن الشائعات المحلية حول تناول الرئيس العشاء خارج المنزل لم تكن صحيحة مع التأكيد على أن الأسرة تناولت الطعام معًا في المزرعة كل ليلة.
وأمس الأحد، سافرت العائلة مرة أخرى لكن إلى شاطئ ريهوبوث لقضاء أسبوع آخر من الإجازة.
اتصالات تكسر صيام الظهور
ورغم غيابه عن الأنظار أجرى بايدن اتصالات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأمير قطر الأمير تميم بن حمد آل ثاني، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، في محاولة لإعادة محادثات وقف إطلاق النار إلى مسارها الصحيح.
كما أجرى اتصالا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وذلك وفقا لما ذكره البيت الأبيض.
كما أرسل بايدن مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان إلى الصين. وتردد أن الرئيس الأمريكي أمضى بعض الوقت مع مساعديه لتحديد الأولويات السياسية للأشهر الأخيرة من ولايته.
وفي حين كافح بايدن للعثور على منزل يقضي فيه عطلته بعيدا عن ضجيج الانتخابات، أثار العديد من الجمهوريين تساؤلات حول سجل عائلة الرئيس في قضاء العطلات في منازل المانحين الديمقراطيين مثل كياني وهو مؤسس ورئيس تنفيذي لشركة التكنولوجيا الطبية ماسيمو يصفه بايدن بأنه “صديق مقرب”.
