إثيوبيا تتهم مصر بـ”التلاعب خلال المفاوضات”.. وتدعو الشعب للاستعداد للمرحلة التالية من ملء سد النهضة
قال جيدو أندارجاتشون وزير الخارجية الإثيوبي، الجمعة 21 أغسطس/آب 2020، إن سبب الخلاف بين أديس أبابا ومصر والسودان والذي يحول دون التوصل لاتفاق نهائي بخصوص سد النهضة، هو “تلاعب الجانب المصري وخوضه في مواضيع ليس لها صلة خلال المفاوضات”.
وزير الخارجية الإثيوبي، وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية، صرح قائلاً: “أهدافنا واضحة ألا وهي كيفية ملء السد، بينما تتلاعب مصر بالخوض في مواضيع ليست لها صلة بالملء، وهذا هو سبب الخلاف فيما بيننا”.
القرار يرجع لإثيوبيا: أندارجاتشون صرح بأن استخدام المياه حق طبيعي لبلاده، مؤكداً أن إثيوبيا لن تسمح لأي دولة بـ”أن تسمح أو ترفض” استخدام مواردها الطبيعية.
الوزير أوضح أن “هذا قرار يرجع لإثيوبيا التي تحترم الدول الأخرى وتراعي مصالحها”، مضيفاْ: “نريد أن نستفيد من مصادرنا الطبيعية في البلاد، وأن نخرجها من الفقر”، وفقاً لوكالة الأنباء الإثيوبية.
بخصوص أجندة أديس أبابا في المفاوضات، كشف الوزير الإثيوبي، أنها تتمثل في “كيفية ملء السد، وما بعد الملء من حيث كيفية تدفق المياه دون إلحاق الضرر بدول المصب، بالإضافة إلى جمع المعلومات وتنسيقها”.
قبل أن يوجه انتقادات مباشرة للقاهرة، إذ صرح قائلاً: “أما الجانب المصري فيريد التطرق إلى مواضيع أخرى ليست لها علاقة بملء السد متمثلة في تقسيم المياه، فالسودان ومصر في عام 1959 لديهما اتفاقية بشأن تقسيم المياه وكان لمصر النصيب الأكبر، وأهداف مصر بطريقة غير مباشرة تشير إلى ذلك الاتفاق”.
تقدُّم في بناء السد: تصريح الوزير الإثيوبي يأتي بعد يوم واحد من تصريحات مماثلة من رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، قال فيها إن بلاده أحرزت تقدماً مهماً في عملية بناء سد النهضة، مؤكداً أن “العمل الرئيسي ينتظرنا في المرحلة القادمة”.
جاء ذلك خلال تصريحات أدلى بها في اجتماع مع أعضاء مجلس إدارة مشروع “سد النهضة”، ونشرت على الحساب الرسمي له على “تويتر”.
آبي أعرب عن “امتنانه الكبير لقيادة (مشروع) سد النهضة وأعضاء مجلس الإدارة والعاملين به الذين حققوا معالم مهمة وتقدماً في المشروع”.
وأضاف: “إن العمل الرئيسي ينتظرنا جميعاً الآن في المرحلة التالية”، داعياً “جميع الأطراف المعنية والمواطنين إلى تقديم الدعم بطرق مختلفة”.
وفي السياق ذاته، أفاد مكتب رئاسة الوزراء الإثيوبية، الخميس، بأن المدير العام لمشروع السد، كيفلي هورا، أطلع آبي أحمد على التقدم المحرز في أعمال بناء السد، بالإضافة إلى الإنجازات والتحديات الرئيسية.
وأضافت رئاسة الوزراء، في تغريدات نشرتها على حسابها بموقع “تويتر”، أن آبي أحمد شجع قادة المشروع والعاملين به والمواطنين على “الاستعداد للعمل نحو تحقيق المرحلة الحاسمة التالية”.
في السياق نفسه، تناقلت وسائل إعلام دولية أنباء عن اكتمال بناء نحو 75% من السد، ووصول الأعمال الكلية فيه إلى 78%، مقابل وصول الأعمال الكهروميكانيكية إلى 46.5% والأعمال المدنية إلى 88.8%.
إلا أنه لم يصدر أي تعقيب رسمي من السلطات الإثيوبية يؤكد هذه الأرقام التي تم تداولها في وسائل إعلام دولية.
تعثر المفاوضات: في 21 يوليو/تموز الماضي، عقد الاتحاد الإفريقي قمة مصغرة، بمشاركة إثيوبيا ومصر والسودان، عقب نحو أسبوع من انتهاء مفاوضات رعاها الاتحاد لنحو 10 أيام، دون اتفاق، وأسفرت القمة عن الدعوة مجدداً إلى عقد مفاوضات ثلاثية جديدة.
تعثرت المفاوضات بين الدول الثلاث على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة في فرض حلول غير واقعية.
فيما تقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح مصر والسودان، وإن الهدف من بناء السد هو توليد الكهرباء بالأساس.