إحياء الذكرى السنوية لاستشهاد فنان الكاريكاتير ناجي العلي بالمركز الثقافي الروسي في دمشق
محمد حسين
مدير مكتب أوبينيا تايمز- بدمشق
إحياءً للذكرى السابعة والثلاثين لاستشهاد رسام الكاريكاتير ناجي العلي أقامت أكاديمية دار الثقافة في سورية أمس الخميس حفلاً فنياً أحيته فرقة القدس للأغنية الوطنية في المركز الثقافي الروسي بحضور شخصيات ثقافية ووطنية واجتماعية، حيث تغنت الفرقة بفلسطين والمقاومة وغزة.
تخلل الحفل الفني كلمة للدكتور علي الأحمد المسؤول الثقافي في المركز الثقافي الروسي أكد من خلالها على أهمية هذه النشاطات التي تبقي القضية الفلسطينية حية.
وتطرق الأحمد إلى استشهاد الفنان ناجي العلي الذي رسم لفلسطين ودفع حياته ثمناً لذلك، كما أكد على عمق العلاقة التي تربط الشعب الروسي مع الشعب الفلسطيني.
بدوره تحدث الأديب الدكتور حسن حميد عضو أكاديمية دار الثقافة في سوريا، مشيرا إلى أن حضور أبناء المخيمات الفلسطينية لهذا الحفل الفني هو تأكيد منهم على أن الشهيد ناجي العلي حي في ضمير كل الشعب الفلسطيني شباباً ورجالاً وشيوخاً ، وأن رسومات ناجي العلي والتي بلغت أكثر من أربعين ألف لوحة كانت تتحدث عن المقاومة وفلسطين والشهيد والأرض والمخيم.
لمحة عن تاريخ ناجي العلي:
ناجي سليم حسبن العلي، ولد في قرية الشجرة بين طبريا والناصرة في فلسطين عام 1937، وفي سن العاشرة هاجر ناجي مع عائلته إلى لبنان واستقروا في مخيم عين الحلوة بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948، وتزوج ناجي العلي من الفلسطينية وداد صالح نصر من بلدة صفورية، ولهما أربعة أولاد هم: خالد وأسامة وليال وجودي..
لم يستطع العلي إكمال تعليمه بسبب ظروفه الصعبة، حيث انتقل إلى طرابلس وحاز على شهادة ميكانيك السيارات، إلا أنه عام 1960 التحق بالأكاديمية اللبنانية وتعلم فيها الرسم، وكان للأديب غسان الكنفاني دورًا كبيرًا في انطلاقة ناجي العلي نحو الشهرة، حيث قصد مخيم عين الحلوة وشاهد أعماله على جدران المخيم، ونشر إحداها في مجلة الحرية العدد 88 في 25 – سبتمبر – 1961.
عرف الرسام ناجي العلي بثوريته من خلال رسوماته التي تناولت قضايا سياسية تتعلق بفلسطين والمقاومة وبقية البلاد العربية عامةً، عمل في عددٍ من الصحف العربية في الكويت ولندن ولبنان. اشتهرت رسوماته بشخصية حنظلة وعدد من الشخصيات الأخرى.
وأنجز ناجي العلي حوالي أربعين ألف كاريكاتيرٍ خلال مسيرته الفنية؛ حصل من خلالها على جائزة القلم الذهبي لحرية الصحافة من الرابطة العالمية للصحافة عام 1978.
في عام 1963 انتقل إلى الكويت ليعمل رسامًا في مجلة الطليعة الكويتية، وبقي فيها حتى عام 1968، ثم عمل في جريدة السياسة الكويتية. وفي عام 1975 عاد إلى لبنان ليعمل في جريدة السفير اللبنانية والتي استمر فيها حتى عام 1973.
اعتقلته القوات الإسرائيلية بسبب نشاطه ضد الاحتلال، إضافةً لاعتقال الجيش اللبناني له عدة مرات، وكان يقضي وقته في السجن بالرسم على الجدران.
وتعرض ناجي العلي للاغتيال في لندن عام1987، حيث قام مجهول بإطلاق الرصاص عليه فأصابه تحت عينه اليمنى، بقي في غيبوبة حتى تُوفي في 29 – أغسطس – 1987، عن عمر يناهز الخمسين.
أبرز انجازاته:
في عام 1979، أصبح ناجي العلي رئيسًا لرابطة الكاريكاتير العربي، وفي عام 1983 عاد إلى دولة الكويت ليعمل في جريدة القبس، ثم انتقل بعد عامين إلى لندن ليعمل في جريدة القبس الدولية.
اشتهرت كاريكاتيرات ناجي العلي برسم شخصية حنظلة التي ولدت في الخامس من حزيران عام 1967 تاريخ النكسة، حيث يعبر فيها عن صبي فلسطيني بعمر العاشرة يدير ظهره في كل الرسومات ويعقد يديه للخلف؛ حنظلة رمزٌ للعذاب الفلسطيني كما أنه شاهدٌ على كل الأحداث التي مرت وعلى خزي الأنظمة العربية، أول ما ظهر حنظلة في رسومات ناجي في جريدة السياسة الكويتية عام 1969.
تكررت عددٌ من الشخصيات الأخرى في كاريكاتير ناجي العلي منها شخصية الفلسطينية فاطمة، والتي تعبر عن الإرادة التي لاتقهر وتتمسك بالقضية؛ أما شخصية زوجها ذو اليدين والقدمين الكبيرتين كتعبير عن صعوبة عمله، فقد كان شخصيةً تنكسر أحيانًا؛ إضافةً لشخصية السمين التي عبر بها عن القيادات الفلسطينية والعربية، وشخصية الجندي الإسرائيلي ذو الأنف الطويل المنهزم أمام حجارة الأطفال، والخبيث مع القيادات الفلسطينية.
أصدر ثلاثة كتبٍ تضم أهم رسوماته، كما جمع ابنه خالد رسوماته من عدة مصادر، وترجمها لعددٍ من اللغات كالإنجليزية والفرنسية. وحاز العلي على عددٍ من الجوائز منها الجائزة الأولى في معرضي الكاريكاتير للفنانين العرب في دمشق في عامي 1979 و 1980.
أبرز أعماله:
عملَ ناجي العلي رسامًا كاريكاتيريًا في كل مجلة الطليعة وجريدة السياسة الكويتيتين وجريدة السفير اللبنانية من منتصف ستينات القرن العشرين وحتّى عام 1975.
رسمَ شخصية حنظلة ونشرها لأول مرّة في جريدة السياسة الكويتية في عام 1969؛ ولا تزال هذه الشخصية ترمز إلى المقاومة الفلسطينية حتّى يومنا هذا.
عُيّنَ رئيسًا لرابطة الكاريكاتير العربي عام 1979.
عمِلَ في جريدة القبس في الكويت عام 1983.
عملَ في جريدة القبس الدولية في لندن عام 1985.
أصدرَ ثلاث كتب ضمّت مُختارات من رسومه العديدة كان منها كتاب “طفل في فلسطين: الكاريكاتير ناجي العلي”.
أبرز جوائزه: الجائزة الأولى في معرض الكاريكاتير للفنانين العرب في مدينة دمشق.
أفلام ومسلسلات تناولت سيرته: فيلم “ناجي العلي” أُنتِجَ عام 1991.