إقالته ستكون “كارثة”.. دولة أوروبية تفتح أبوابها لخبير الأوبئة الأمريكي فاوتشي إذا فصله ترامب

وُجهت الدعوة إلى الدكتور أنتوني فوتشي، مدير “المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية” والعضو البارز في فريق عمل البيت الأبيض المعنيّ بمكافحة فيروس كورونا، للعمل بأحد أفضل مستشفيات إيطاليا في حال أقدم الرئيس الأمريكي على إقالته من منصبه، وفق ما نشره موقع businessinsider الأمريكي.

إذ وُجِّهت انتقادات كثيرة إلى خبير الأوبئة الأمريكي، بسبب مخالفته لآراء وتصريحات الرئيس دونالد ترامب، وصلت إلى حد تلقِّيه تهديدات من أنصار ترامب واتهامه بالعمل لحساب “الدولة العميقة” في أمريكا.

إقالة فوتشي كارثة على الجميع: جاءت الدعوة من الدكتور جوزيبي إيبوليتو، المدير العلمي للمعهد الوطني الإيطالي للأمراض المعدية (مستشفى لازارو سبالانزاني) بروما، الذي قال في تصريحات لوكالة Associated Press الأربعاء 15 أبريل/نيسان 2020، إن قدر المعرفة والخبرة التي يمتلكها فوتشي فيما يخص الأمراض المعدية لا مثيل له.

كان المركز البحثي لمستشفى لازارو سبالانزاني أول مركز أبحاث في أوروبا يتمكن من عزل التسلسل الجيني لفيروس “كوفيد-19”. وقال إيبوليتو: “لم يسهم شخص في كتابة تاريخ طب الأمراض المعدية كما أسهم توني فوتشي. وليس ثمة شخص آخر يضاهيه في الكتابة عن أسرار الأمراض المعدية، وتفكيك شفراتها”.

أضاف إيبوليتو أن إقالة فوتشي من منصبه في الولايات المتحدة “لن تكون خبراً كارثياً على الولايات المتحدة فحسب؛ بل على المجتمع الدولي بأَسره”.

أشار إيبوليتو في تصريحاته، إلى أن “السياسيين لا يحبون العلماء الذين لا يُريحونهم، فهم دائماً ما يريدون علماء خاضعين لهم. والحقيقة أن قيمة العلم تكمن في قول الأمور غير المريحة أيضاً، بأي سياق وعلى أي مستوى، لأن المبدأ هو الدفاع عن العلم، وليس إرضاء السياسيين”. وأضاف: “العالَم بحاجة إلى فوتشي، وأمريكا بحاجة إلى فوتشي”.

رسالة إلى الرئيس الإيطالي: بحسب وكالة Associated Press، فقد كتب إيبوليتو رسالة وأرسلها إلى الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا ومسؤولين آخرين، قال فيها إن “إيطاليا يجب أن ترحب بفوتشي بأذرعٍ مفتوحة”. وسلطت الرسالة الضوء أيضاً على خبرة فوتشي الممتدة، و”دعمه السخي دون حساب” للمستشفيات في جميع أنحاء العالم، وهو السلوك الذي يقول إيبوليتو إنه يعكس “كرماً نتشرف بارتباطه بأصوله الإيطالية، التي دائماً ما يتذكرها بفخرٍ واعتزاز”.

يأتي شغف إيبوليتو العلني بانضمام فوتشي إليه في طاقم مستشفى لازارو سبالانزاني، في أعقاب تقارير تفيد بأن ترامب وفوتشي اختلفا أكثر من مرة، على النهج الأمثل للتعامل مع تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة وفيما يتعلق برغبة ترامب في إعادة فتح الاقتصاد الأمريكي.

هل يفعلها ترامب فعلاً؟ غالباً ما يظهر فوتشي جنباً إلى جنب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال جلسات الإحاطة الصحفية اليومية للبيت الأبيض بشأن آخر مستجدات فيروس كورونا، وقد تمسَّك بسلوك عملي صريح لطالما شهد تشابكات مع رسائل ترامب المتفائلة سابقاً فيما يخص توقعات تفشي الفيروس في البلاد.

غير أنه في الآونة الأخيرة، عارض فوتشي مرة أخرى رغبة ترامب العلنية في التخفيف من حدة إجراءات الإغلاق الخاصة بمكافحة فيروس كورونا بحلول عيد الفصح، قائلاً إن الولايات المتحدة من المرجح أن تشهد “ملايين من حالات الإصابة” بفيروس “كوفيد-19” وأكثر من 100 ألف حالة وفاة خلال الأشهر القادمة.

مساء الأحد الماضي، أعاد ترامب نشر تغريدةٍ لديانا لورين، إحدى المروّجات لنظريات المؤامرة بشأن فيروس كورونا، تقول فيها: “لقد حان الوقت.. أقيلوا فوتشي” (Time to #FireFauci).

مع ذلك، نفى البيت الأبيض التقارير التي تفيد بأن ترامب يعتزم إقالة فوتشي، وقال المتحدث الصحفي باسمه يوم الإثنين، إن تلك التكهنات “سخيفة”.

ثم خرج فوتشي على شبكة C-SPAN وقال إن ترامب بإمكانه إقالته، إلا أنه يستبعد أن يفعل ذلك. وقال: “أنا في فريق العمل الذي يخدمه وفقاً لتوجيهاته. يمكنه إخراجي من الفريق. لكني كنت معه مدة طويلة على مدار اليوم، ولم يبد لي أن لديه أي نية لفعل ذلك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى