إهمال ترامب يهدد الهنود الأمريكيين.. صحيفة: أكثر ما يمكن منحهم أجهزة تنفس منتهية الصلاحية
قالت صحيفة Politico الأمريكية إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تسببت في إحباط لدى زعماء القبائل الهندية، بعد تأخر الإدارة في توفير مبلغ 40 مليون دولار كمساعدة طارئة وافق عليها الكونغرس لمساعدة الهنود الأمريكيين على مكافحة فيروس كورونا، وهو ما جعلهم غير مؤهلين للاستجابة للتفشي السريع للفيروس في مناطقهم.
تقرير الصحيفة الذي نشر، الجمعة 20 مارس/آذار 2020، أوضح أن التمويل ضاع وسط متاهة البيروقراطية لأسابيع رغم النداءات العاجلة المتزايدة من المنظمات القبلية للتعبير عن حاجتها لمخزون من الإمدادات الأساسية والحفاظ على تشغيل العيادات الصحية.
أجهزة التنفس الصناعي “منتهية الصلاحية”
أشار التقرير إلى أن المرافق الصحية الهندية الأمريكية التي تديرها الحكومة الفيدرالية، تعاني من نقص كبير في أسرة المستشفيات وأجهزة التنفس، وقد تلقت بعض عيادات الخطوط الأمامية أقل من 12 من أدوات اختبار فيروسات كورونا، وأشار المسؤولون الفيدراليون بالفعل إلى أنه لن يكون هناك الكثير من التعزيزات، حيث أخبروا قادة القبائل أن كل ما يمكنهم إرساله الآن هي أجهزة التنفس الصناعي منتهية الصلاحية.
أثار هذا إنذاراً في جميع أنحاء القبائل الهندية الأمريكية وفي كابيتول هيل، حيث يحذر المؤيدون من أن الإدارة لم تفعل سوى القليل نسبياً لحماية الهنود الأمريكيين لأنها تخطط لاتخاذ إجراءات صارمة في مكان آخر لحماية السكان المعرضين للخطر وإبطاء انتشار الفيروس.
قالت ستاسي بوهلين، الرئيسة التنفيذية للمجلس الوطني الهندي للصحة، الذي يمثل الحكومات القبلية: “نحن بالفعل نمثل تجسيداً لأضعف السكان في هذا البلد. ليس هذا هو المكان الأمثل للاقتصاد في الموارد إذا كنت تريد السيطرة على هذا المرض”.
جدير بالذكر أن تعطُّل التمويل هو أحدث تعثُّر في استجابة الحكومة الفيدرالية لتفشي مرض يستعد لإرباك الرعاية الصحية الأمريكية. كما أنها انتكاسة لدائرة الصحة الهندية، وهي وكالة صحية يبلغ تمويلها 6 مليارات دولار مسؤولة بشكل أساسي عن خدمة ما يقرب من 2.5 مليون هندي أمريكي وأبناء ألاسكا الأصليين، أكثر من ربعهم غير مؤمن عليهم.
ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا بين الهنود الأمريكيين
تعرَّضت دائرة الصحة الهندية للانتقادات على مدار السنوات العديدة الماضية بسبب الرعاية الطبية السيئة، والعاملين غير المدربين، وتبدل القيادة، ومؤخراً هناك تحقيقٌ في تقارير تفيد بأنها فشلت في منع طبيب أطفال من الاعتداء الجنسي على المرضى الصغار على الرغم من التحذيرات المتكررة.
قال متحدث باسم دائرة الصحة الهندية لصحيفة POLITICO الأمريكية إن الوكالة تعمل مع وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية ومركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لتحديد أفضل طريقة لتخصيص مبلغ 40 مليون دولار، لكنها لم تقدم جدولاً زمنياً لتوزيع الأموال.
وارتفع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المؤكدة بين الهنود الأمريكيين في الأيام الأخيرة، من أربع حالات في وقت سابق من الأسبوع الماضي إلى أكثر من اثنتي عشرة حالة بسهولة. وسجلت قبيلة نافاجو 14 حالة وحدها، ويوم الخميس 19 مارس/آذار أصبح مواطن من قبيلة شيروكي أول شخص في أوكلاهوما يموت من الفيروس بعد يومٍ واحد فقط من نتيجة الاختبار الإيجابية.
قال تشاك هوسكين جونيور، المسوؤل الرئيسي عن قبيلة شيروكي “على مدار شهور، شاهدنا هذا الفيروس من بعيد. نأمل أن يفهم الناس أن هذا قد وصل الآن إلى ديارنا وأنه وباءٌ حقيقي جداً ويمكن أن يؤثر على أي شخص منا”.
لكن النقص الواسع في أدوات الاختبار منع القبائل إلى حد كبير من مراقبة الفيروس، الذي يشعرون بالقلق من انتشاره بسرعة من خلال مجتمعاتهم المتماسكة. ويعيش معظم الهنود الأمريكيين وسكان ألاسكا الأصليين الآن في مناطق حضرية، حيث تنفد الإمدادات والتمويل الطبي بالفعل من المنظمات الصحية الهندية الأمريكية.
مخاطر تواجه الأطر الطبية
في سياتل التي تضررت بشدة، على سبيل المثال، يتوقع أحد المراكز الصحية خسارة 734 ألف دولار شهرياً خلال جهود الاستجابة –على افتراض أنها تشهد نفاد الإمدادات أولاً والاضطرار للإغلاق. أفادت مرافق أخرى أمريكية مدنية في الخطوط الأمامية أنها تلقت أقل من 12 من أدوات الاختبار لفيروس كورونا.
قالت ميريديث ريموندي، المتحدثة باسم المجلس الوطني للصحة الحضرية الهندية، الذي يدعم الخدمات الصحية للهنود الأمريكيين الذين يعيشون في المناطق الحضرية: “إن مقدمي الخدمات الصحية في جميع أنحاء القبائل الهندية يخاطرون بحياتهم في الخطوط الأمامية لهذه الأزمة. نحن لا نعرف ما سبب التأخير”.
يأتي هذا التأخير في الوقت الذي تسابق فيه إدارة ترامب الزمن لضخ الموارد في الاستجابة الوطنية الأوسع، وتعهَّدت بـ “جهد كامل للحكومة” يهدف إلى تعزيز مستشفيات الخطوط الأمامية وتكثيف إنتاج أجهزة التنفس وأقنعة الوجه.
في مكالمة جماعية يوم الجمعة 19 مارس/آذار 2020، أخبر مسؤولو دائرة الصحة الهندية، بقيادة كبير الأطباء مايكل تويت، العاملين في مجلس النواب ومجلس الشيوخ أن النظام الصحي للوكالة يحتوي على 625 سرير مستشفى متاحة على الصعيد الوطني، بما في ذلك 6 أسرة لوحدة العناية المركزة و10 أجهزة تنفس، وفقاً لثلاثة أشخاص لديهم مباشرة علم بالمناقشة. وقال، بحسب أحد الأشخاص في المكالمة، إن هناك 772 سريراً آخر متاحاً عبر البرامج الصحية التي تديرها القبائل.
صعوبة الاستفادة من المخزون الاستراتيجي الفيدرالي
على عكس الولايات الأمريكية، لا يمكن للمنظمات الهندية الأمريكية الاعتماد بسهولة على المخزون الوطني الاستراتيجي الفيدرالي المصمم خصيصاً للمساعدة في الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية العامة. وبدلاً من ذلك، أبلغت دائرة الصحة الهندية المنظمات القبلية في الأسابيع الأخيرة أن مركز خدمة الإمداد الوطني، الذي أُنشئ عام 1981 لمساعدة احتياجات القبائل، سيطلق نموذجين من أجهزة التنفس للمساعدة في سد الفجوة. ومع ذلك، حذر المركز من أن أجهزة التنفس قد انتهت صلاحيتها بالفعل.
أكدت دائرة الصحة الهندية هذه التفاصيل، قائلة لصحيفة POLICICO إن وزارة الصحة “غارقة” في طلبات التوريد من جميع أنحاء البلاد. وقال المتحدث باسم دائرة الصحة الهندية: “من أجل معالجة النقص المستمر في جميع أنحاء البلاد، عرضت دائرة الصحة الهندية، بدون تكلفة، أجهزة تنفس N95 التي تجاوزت مدة صلاحيتها المعينة من قبل الشركة المصنعة، وفقاً لإرشادات مركز السيطرة على الأمراض”.
كما قالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن أجهزة التنفس N95 المنتهية الصلاحية قد توفر حماية أكثر من الأقنعة الجراحية.
فيما أفاد مسحٌ نشره المجلس الوطني الهندي للصحة، يوم الثلاثاء 17 مارس/آذار، أن 16% فقط من زعماء القبائل ومزودي الرعاية الصحية والشركاء تلقوا موارد فيدرالية من أي شكل للمساعدة في الاستجابة. وحصل أقل من 4%على معدات الحماية الأساسية. وقالت بوهلين عن تأثير الفيروس على القبائل الهندية “لا نعرف كيف يبدو هذا حقاً. لأننا لا نمتلك الأدوات اللازمة -مثل بقية أمريكا- لمعرفة ما يحدث هنا”.