اعترفت بأنه خدعها بشهادة زور.. “داعشي مزور” يورِّط واحدة من أشهر الصحف الأمريكية

أقرت صحيفة “نيويورك تايمز” الجمعة 18 ديسمبر/كانون الأول 2020، بأن تدوينتها الصوتية (بودكاست) بعنوان “الخلافة” التي تناولت تنظيم الدولة الإسلامية وحققت لدى نشرها قبل عامين نجاحاً كبيراً، كانت إلى حد كبير مبنية على شهادة زور من “داعشي مزور”، مشيرة إلى أن الأمر ناجم عن “خلل”.

وكالة الأنباء الفرنسية التي نشرت الخبر، قالت: كانت التدوينة الصوتية المكوّنة من 12 حلقة ونُشرت عام 2018 ، وهدفت إلى الغوص في قلب “داعش” مرتكزة بصورة أساسية على شهادة كندي ادعى أنه انضم إلى التنظيم عام 2016.

اعتقال “داعشي مزور” واتهامه بادعاء نشاط إرهابي

في هذه التدوينة روى الرجل الذي كان يتخذ اسماً حركياً هو “أبوحذيفة” أنه نفّذ خلال وجوده في صفوف التنظيم عمليتي إعدام. وحققت التدوينة الصوتية نسبة استماع كبيرة، ونالت عدداً من الجوائز المرموقة من بينها جائزة “بيبادي”.

إلاّ أن الشرطة الكندية أوقفت في سبتمبر/أيلول الفائت “أبوحذيفة” واسمه الحقيقي شهروز شودري ووجهت إليه تهمة ادّعاء “نشاط إرهابي كاذب”.

فيما قال مدير تحرير “نيويورك تايمز” دين باكيه في مقابلة نشرت الجمعة إن هذا التطوّر أثار لدى الصحيفة المرموقة احتمال أن تكون تعرّضت “للخداع”.

كما أوضح أن الصحيفة بادرت عندها إلى إجراء تحقيق داخلي و”لم تجد أي دليل يثبت الرواية” التي استندت عليها في تدوينتها الصوتية. وتابع قائلاً “كل هذا جعلني أقتنع بأننا لم نعد نستطيع أن نثق بهذه الرواية”.

رغم ذلك فإن “نيويورك تايمز” لم تحذف البودكاست

مع ذلك اختارت “نيويورك تايمز” عدم حذف التدوينة الصوتية، بل آثرت إضافة كلمات “تصحيحية” إلى شهادة “داعشي مزور”، بهدف توضيح السياق اللازم للمستمعين.

كذلك أضيفت حلقة جديدة إلى الـ”بودكاست”، عاد فيها دين باكيه إلى المسألة بالتفصيل، موضحاً أن الصحيفة أقرت بذنبها في شهادة “داعشي مزور”، مبرراً إياها بـ”خلل مؤسسي”.

أشار مدير التحرير إلى أن “نيويورك تايمز” لن تتخذ أي عقوبة في حق صحافيتها المتخصصة في قضايا الإرهاب روكميني كاليماتشي التي أدارت مشروع تدوينة “الخلافة”. لكنه أعلن أن كاليماتشي التي لم يعد توقيعها يظهر على صفحات الجريدة منذ بدء الجدل، ستنقل إلى قسم آخر.

خاصة أنها استثمرت فيها كثيراً

تكتسب هذه القضية أهمية بالنسبة إلى “نيويورك تايمز” نظراً إلى كونها استثمرت بكثافة في مدونتها الصوتية منذ مطلع عام 2017 وإطلاق برنامجها الرائد “ذا ديلي”.

من أبرز خطوات المجموعة في هذا السياق استحواذها في نهاية يوليو/تموز الفائت على “سيرييل برودشنز” التي حققت عام 2014 أول نجاح كبير في عصر الـ”بودكاست” من خلال “سيرييل” الذي تم تنزيله أكثر من 600 مليون مرة.

فيما تعتبر “نيويورك تايمز” أن المدوّنات الصوتية الآخذة في الازدهار تشكّل مصدر دخل، لا سيما من خلال استقطاب الإعلانات وزيادة عدد المشتركين عبر الإنترنت، وخصوصاً من فئة الشباب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى