افتتاح أول مسجد في سلوفينيا بعد 50 عاماً من الانتظار.. طلب بنائه قُدم في ستينيات القرن الماضي
افتُتِحَ أول مسجد في العاصمة السلوفينية ليوبليانا، يوم الإثنين، 3 فبراير/شباط 2020، بعد 50 عاماً من تقديم الطلب الأوّلي للبناء، وبعد الكثير من الصعوبات المالية والمعارضة اليمينية. وتكلَّفت أعمال الإنشاء، التي بدأت في 2013، حوالي39 مليون دولار أمريكي.
إذ قال رئيس الجالية الإسلامية، المفتي نيدزاد غرابوس، وفق ما نقلته صحيفة Arab News السعودية، إن افتتاح المسجد «يمثِّل نقطة تحوُّل في حياتنا». وقال في مؤتمر صحفي: «سلوفينيا آخر دول يوغوسلافيا السابقة يُبنى فيها مسجد، مما يجعل ليوبليانا عاصمة بحق وليست مجرد مدينة إقليمية على هامش العالم».
تفاصيل أكثر: تقدَّم المسلمون في البلد ذي الأغلبية الكاثوليكية بأول طلب لبناء المسجد في أواخر ستينيات القرن الماضي، عندما كانت سلوفينيا لا تزال جزءاً من دولة يوغوسلافيا الشيوعية السابقة.
أخيراً حصلت الجالية الإسلامية على الإذن بالبناء منذ 15 عاماً فقط، ولكنها واجهت معارضةً من السياسيين والجماعات اليمينية، فضلاً عن بعض الصعوبات المالية.
تكلَّفت أعمال الإنشاء، التي بدأت في 2013، حوالي 34 مليون يورو (39 مليون دولار أمريكي)، وفقاً للمفتي غرابوس، منها 28 مليون يورو (31 مليون دولار أمريكي) تبرُّعات قطرية.
خصائص معمارية: يقع المسجد في منطقة شبه صناعية في العاصمة ليوبليانا، ويمكنه استيعاب ما يصل إلى 1,400 مصلٍّ، ويضم مبنى المركز الثقافي الإسلامي الذي يتألَّف من ستة مبانٍ.
يحتوي المركز أيضاً على مكاتب الجالية الإسلامية، ومركز تعليمي يضم مكتبة كبيرة، وملعب كرة سلة، وسكن لرجال الدين، ومئذنة عالية بارتفاع 40 متراً.
كل المباني مصنوعة من الخرسانة البيضاء إلى جانب الفولاذ والزجاج والخشب. ويشغل التصميم الداخلي للمسجد قبة زرقاء كبيرة، ترمز إلى الجنّة وتحاكي المساجد الشهيرة مثل المسجد الأزرق في إسطنبول.
قال المهندس المعماري ماثيو بيفك لوكالة: «أردنا الدمج بين المعايير الهندسية الإسلامية التقليدية مع الأساليب الهندسية المعاصرة»، مضيفاً أن الواجهات الزجاجية للمركز يُقصد بها التعبير عن الشفافية والانفتاح.
ماذا قالت المعارضة؟ حاول معارضو مشروع بناء المسجد إيقافه مرتين؛ مرة في عام 2004، ومرة أخرى عام 2009، عن طريق طلب استفتاء لبناء المسجد. ولكن المحكمة الدستورية رفضت تلك الطلبات في كلتا المرتين. زعم المعارضون أن دولة قطر واحدة من «أبرز مموّلي الإرهاب في العالم».
في حادثتين، عام 2016، ألقى البعض رؤوس خنازير ودماء في مواقع الإنشاء؛ إذ يعتبر المسلمون أن الخنازير كائنات غير طاهرة، وأن لحم الخنزير ومنتجاته مُحرَّمة في الإسلام. وكان عمدة ليوبليانا، زوران يانكوفيتش، من أكبر داعمي المشروع.
أرقام لابدَّ منها: حتى الآن، كان المسلمون يؤدون الصلوات والمراسم الدينية والاحتفالية في قاعات أو مبانٍ رياضية مستأجرة. ويمثل المسلمون 2.5% من تعداد سكان البلاد، البالغ مليونَي نسمة، ويمثلون بذلك ثاني أكبر طائفة دينية، وفقاً لتعداد 2002. ويُقدِّر المفتي غرابوس عدد المسلمين حالياً بحوالي 80 ألف مسلم.
وصفت أزرا ليكوفيتش، المسلمة السلوفينية في أواخر العقد الخامس من عمرها، المسجد بأنه «مهم ومصيري»، وقالت إن أبناءها، 22 و24 عاماً، يبتعدون عن تعاليم الدين عاماً بعد عام.
إذ قالت لوكالة AFP: «آمل أن يتيح المسجد الفرصة لأبنائي للتواصل مجدداً مع الجالية الإسلامية، ومقابلة أشخاص والعثور على أصدقاء يشاركونهم دينهم».