اكتشاف نوع جديد من الكواكب تملك كثافة “غزل البنات”
باستخدام بيانات من تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا، أكد علماء الفلك وجود فئة جديدة من الكواكب تحتوي على كثافة “حلوى القطن” أو كما تعرف بـ”غزل البنات”.
وعلى الرغم من أنه لا توجد كواكب متشابهة تماما في المجموعة الشمسية، إلا أنه يمكننا تصنيفها إلى عوالم صخرية، تشمل الأرض والزهرة وعطارد والمريخ، وعمالقة غازية تضم كلا من زحل والمشتري، وعمالقة الجليد التي تشمل نبتون وأورانوس، ثم أخيرا الكواكب القزمة والتي تضم كلا من بلوتو وسيريس.
وحتى وقت قريب، كانت هذه التصنيفات معروفة في النظام الشمسي، حيث أن العلماء يصنفون العوالم التي يعثرون عليها حول نجوم أخرى بناء على هذه الفئات، لكن وكالة الفضاء الأمريكية، أكدت الخميس 19 ديسمبر أن هناك ثلاثة كواكب خارجية (مصطلح يستخدم للإشارة إلى العوالم البعيدة التي تدور حول النجوم البعيدة خارج النظام الشمسي)، تندرج ضمن مجموعة جديدة من أنواع الكواكب، وهي “عوالم فائقة الانتفاخ”.
وشوهدت هذه الكواكب الثلاثة، وهي تدور حول نجم يشبه شمسنا، على بعد 2600 سنة ضوئية. وتعادل أحجامها حجم كوكب المشتري، لكنها تملك أقل من 1% من كتلته.
وهذا يعني أن لديها كثافة منخفضة بشكل مذهل، حيث أن هذه الكواكب النادرة أكثر الكواكب انتفاخا على الإطلاق، بكثافة أقل من 0.1غرام لكل سنتيمتر مكعب، ما دفع العلماء لتشبيه نسيجها بـ”حلوى القطن”.
وعثر العلماء على الكواكب الثلاثة بالقرب من نجم يدعى Kepler-51، الذي اكتشف في عام 2012، باستخدام تلسكوب هابل الفضائي، لكنهم لم يكتشفوا أن كثافتها منخفضة للغاية إلا في عام 2014، وهي النتائج التي أكدتها ملاحظات هابل الأخيرة.
وسمحت ملاحظات هابل الأخيرة لفريق من العلماء بتحسين تقديرات الكتلة والحجم لهذه العوالم، مؤكدة أن كلا من Kepler 51 b وKepler 51 c وKepler 51 d ذات طبيعة “منتفخة” وهي أخف 100 مرة تقريبا من كتلة المشتري.
وأشارت جيسيكا ليبي-روبرتس، عالمة الكواكب في جامعة كولورادو في بولدر، إلى أنها لجأت والفريق العامل معها إلى محاكاة الحاسوبية وغيرها من الأدوات لمعرفة نوع الظروف الجوية التي يمكن أن تنتج شيئا ما مثل هذه الانتفاخات الفائقة والكثافة المنخفضة جدا، حيث أن أجواء الكواكب كانت ملفوفة في غلاف غير شفاف، وبدت كأنها محاطة بطبقة عالية من شيء غامض.
واتضح أن أجواء هذه الكواكب كان عبارة عن مزيج من الهيدروجين والهيليوم، مع طبقة عالية من الميثان، وهذه الغازات خفيفة الوزن تعطي العوالم ميزة الانتفاخ.
وكشفت ملاحظات أخرى أن الكواكب الثلاثة بدت كأنها تسرب الغاز بوتيرة سريعة، حيث تطلق عشرات المليارات من الأطنان من المواد في الفضاء كل ثانية، وإذا استمرت في هذا النهج، فإنها ستتقلص بشكل كبير على مدار المليار سنة القادم، ما قد يجعل حالة “حلوى القطن” مرحلة مؤقتة من تطور هذا النوع من الكواكب، وهذا بالتالي ما يفسر ندرتها.