آخر الأخبارأخبار عربية

الأردن و«التهجير» من غزة.. ماذا تحمل رسائل الملك عبدالله؟

مواقف راسخة تجاه القضية الفلسطينية لطالما عبّر عنها الأردن في المحافل الدولية.

أحدث تلك المواقف، تلك التي جددها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، برفضه أية محاولات لتهجير فلسطينيي غزة، وذلك بعدما تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة لنقل الفلسطينيين من القطاع إلى الأردن ومصر.

جاء ذلك في لقاءات منفصلة عقدها ملك الأردن، في بروكسل، الأربعاء، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا.

وأكد الملك عبدالله الثاني، على موقف الأردن الراسخ بضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم ونيل حقوقهم المشروعة، وفقا لحل الدولتين.

“لن تصبح وطنا بديلا”

وأجمع محللون سياسيون أردنيون، في أحاديث منفصلة مع “العين الإخبارية” على أن تصريحات الملك عبدالله الثاني، بهذا الخصوص، تبعث برسائل مفادها: رفض المملكة لأية محاولات تهجير سواء دائم أو مؤقت،.

وهو ما أشار إليه منذر الحوارات، المحلل السياسي الأردني، قائلا إن تصريحات الملك من بروكسل “حملت رسائل عديدة من بينها أن المملكة بدأت تستخدم أدوات الدبلوماسية في مواجهة التعنت والسلوك الأمريكي المنافي للقانون الدولي، والذي يدعو علانية إلى تطهير غزة، وتهجير سكانها بدون أدنى التفاتة إلى حقوق هذا الشعب وحقه في تقرير مصيره وإلى القرارات الدولية”.

وأضاف: “لذلك كانت الخطوة الأولى هي تأكيد ملك الأردن أولا على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وثانيا رفض التهجير القسري للفلسطينيين، وثالثا، حث المجتمع الدولي والأوروبي بشكل خاص على تقديم العون والمساعدة للفلسطينيين”.

ومن بين الرسائل التي لفت إليها الحوارات، أيضا، تشديد العاهل الأردني على أن بلاده لن تصبح وطنا بديلا، ولن تكون موطئا لتهجير قسري أو طوعي.

وفي هذا الصدد، أكد المحلل الأردني، على “أهمية دور الاتحاد الأوروبي ومكانته الإقليمية في منع وانحدار الإقليم إلى الفوضى بسبب حل غير عادل للقضية الفلسطينية”.

ورأى الحوارات أن مخطط دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين “سيؤدي إلى فوضى إقليمية ستنسف فكرة الاستقرار الإقليمي، وستعود بالمنطقة عقودا إلى الوراء”.

ولتجنب أية ضغوط أمريكية محتملة، تابع المحلل السياسي نفسه: “هناك مسارات بديلة للانفتاح على المنظمات الدولية والإقليمية”.

انتهاك للقانون الدولي

بدوره، شدد الدكتور مأمون المساد، المحلل السياسي الأردني، على أن موقف بلاده الرافض للتهجير “يعد من المواقف الثابتة والمبدئية التي يعبر عنها الملك عبدالله الثاني في مختلف المحافل الدولية والإقليمية”.

ولفت المساد إلى أن هذه “المواقف الثابتة هي جزء من سياسة الأردن المستمرة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، والضغط من أجل حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية”.

وأضاف “أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم أو نقلهم إلى دول أخرى، سواء كانت هذه المحاولات من قبل إسرائيل أو أي جهة أخرى. يرى الأردن أنها تعد انتهاكًا للقانون الدولي وحقوق الإنسان”.

خط أحمر

أما محمد حسن الطراونة، مدير وكالة “مؤاب” الإخبارية الأردنية، فأكد أن الأردنيين قيادة وشعبا متفقين على حق الشعب الفلسطيني في أن يكون له دولة على أرضه، وهذا الموقف حظي بدعم عربي ودولي،

وقال، إن “تهجير الفلسطينيين عن أرضهم لن يُقبل نهائيا وهو خط أحمر بالنسبة للأردن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى