الأردن يتّخذ هذا القرار بحقّ باسم عوض الله والشريف حسن المتهمين بـ”قضية الفتنة”
باسم عوض الله وحسن زيد حسين آل هاشم الى النائب العام
وقالت الوكالة إن مدعي عام محكمة أمن الدولة الأردنية، أحال باسم عوض الله وحسن زيد حسين آل هاشم، إلى النائب العام للمحكمة تمهيدا لرفعها إلى القضاة لبدء محاكمتهما.
وبحسب الخبير القانوني الأردني باسم فريحات، في تصريح لوكالة “الأناضول“، فإن القرار الظني ضدّ باسم عوض الله والشريف حسين “هو نتيجة أولية للتحقيق تظهر وجود مخالفة، ويتبعها سلسة من الإجراءات، وصولا إلى قاعة المحكمة”.
وأضافت الوكالة، أنه تم رفع القرار وإرسال ملف الدعوى إلى النائب العام لمحكمة أمن الدولة لإجراء المقتضى القانوني بحق باسم عوض الله والشريف حسين.
وكانت محكمة أمن الدولة أفرجت عن بقية المتهمين في القضية وعددهم 16 (من أصل 18) في 22 أبريل/نيسان الماضي، بعد توجيه من عاهل البلاد ردًا على مناشدة لعدد من الشخصيات للإفراج عنهم.
وعقب ذلك، دخل الأمير الحسن عم العاهل الأردني على خط الخلاف في مسعى لحل الأمور في إطار العائلة الهاشمية، وهو ما تم؛ إذ وقع الأمير حمزة رسالة أعلن فيها الولاء للملك عبدالله بن الحسين.
وعلى الرغم من ذلك، شككت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي بمصير الأمير حمزة، والتي تحدثت عن وضعه تحت الإقامة الجبرية، وبات هاشتاع “أين الأمير حمزة؟” الأكثر تداولًا بالأردن.
وفي 11 أبريل الماضي، وللمرة الأولى منذ بدء الأزمة، ظهر الأمير حمزة، برفقة الملك عبد الله، لدى زيارتهما وعدد من الأمراء للأضرحة الملكية، بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الدولة.
أوبزيرفر تكشف تفاصيل جديدة عن محاولة الانقلاب بالأردن
كشفت صحيفة ” أوبزيرفر” تفاصيل جديدة حول الانقلاب الفاشل في الأردن، مشيرة إلى أن المكالمات الهاتفية التي تم التنصت عليها تقدم مزيدا من الضوء على المحاولة الانقلابية لـ الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
وأوضح الكاتبان “مارتن شولوف ومايكل صافي”، أن المكالمات الهاتفية وأجهزة التنصت تشير إلى أن مساعدين للأمير حمزة حاولوا الحصول نيابة عنه على بيعة ولاء من قادة العشائر والضباط العسكريين السابقين قبل أسابيع من وضعه تحت الإقامة الجبرية.
وأشارت الصحيفة، إلى أن التسجيلات الصوتية هي الدليل الرئيسي لدى الحكومة ضد الرجلين اللذين يواجهان المحاكمة باعتبارهما وكيلين عن الأمير حمزة في المحاولة الفاشلة للإطاحة بأخيه عن العرش الهاشمي.
وترى الصحيفة التي استمعت للمكالمات، أنها جرت على مدى ثلاثة أسابيع، وهي المدة التي يقول المسؤولون إن الأمير حمزة حاول تعبئة أنصاره وحشد رموز لنقل ما وصفه المسؤولون “عصيانا/ فتنة” إلى مرحلة تحد خطير لحكم الملك عبد الله.
وترددت في المكالمات كلمة “البيعة”، وهو ما أثار قلق مسؤولي الاستخبارات الذين بدأوا بالتنصت على الأمير حمزة ومساعديه، مما أدى إلى تحريك ما يراه المراسلان لعبة عرش أردنية، وضعت الملك وأخيه على جانب التضاد، بمساعدة من مساعدي الأمير حمزة.
وكانت صحيفة “الغارديان” قد كشفت عن تحذير الولايات المتحدة في مكالمة هاتفية للمخابرات العامة في الأردن، في شهر آذار/ مارس حول محاولة الانقلاب المزعومة.
وقُدّم في الوقت نفسه نسخة من التقرير الأمريكي للملك عبد الله الثاني الذي استُبعد من خطط صهر الرئيس دونالد ترامب، جارد كوشنر لإعادة تشكيل الشرق الأوسط خلال السنوات المضطربة لحكم إدارة ترامب.
وجاء التحذير الأمريكي بعد حديث الشريف حسن بن زيد مع دبلوماسي أمريكي وجس النبض بشأن دعم وصول ولي العهد السابق الأمير حمزة إلى الحكم.
وفي الوقت نفسه اعترضت المخابرات عددا من المكالمات الهاتفية كانت تبحث عن تعبئة وولاء لحمزة.
وفي مكالمة من مساعد له سُمع وهو يقول: “رجلنا قرر التحرك هل أنت مستعد للبيعة؟”.
وتم وضع جهاز تنصت أثناء لقاء لعدد من زعماء العشائر في شمال الأردن، حيث قام المشاركون بمناقشة طريقة تنظيم الدعم لحمزة.
وتم تحديد لقاءات المدنيين بـ15 زعيما وسبعة من الضباط العسكريين.
وقضية المسؤولين الأردنيين ضد الأمير حمزة الذي لا يزال تحت الإقامة الجبرية، هي أنه حاول التحرك ضد أخيه عبد الله والذي عزله من ولاية العهد عام 2004، وعيّن بدله ابنه الامير حسين بن عبد الله.
حادثة مستشفى السلط
وكان “المتآمرون” سيستخدمون عملية الإهمال في مستشفى بمدينة السلط مات فيها سبعة أشخاص بسبب نقص الأوكسجين كمبرر للتحرك.
وقال مسؤول بارز إن الأمير حمزة “وصل مرتديا ربطة عنق والده” الملك حسين، و”كانت هناك رسائل بينه وبين أصدقائه: لا تأخذوا صورا مع جلالته”.
وبحلول منتصف آذار/ مارس وبعد التحذيرات التي أرسلت للبلاط الملكي والمخابرات الأردنية العامة، بدأ المسؤولون بالاعتقاد أن الأمير حمزة رأى أن الظروف مواتية نظرا لتلاقي عدد من الأحداث لبناء الزخم.
مثل إحياء ذكرى معركة الكرامة التي هزمت فيها القوات الأردنية والمقاومة الفلسطينية الجيش الإسرائيلي، ومرور عقد على حركة الشباب المطالبة بالتغيير والتي تعرف بالحراك الأردني.
دراسة جيدة
وقال مسؤول بارز: “عند هذه النقطة بدأ حمزة بالتشاور حول كيفية المضي قدما”. و”قيل له: هذه القرارات تحتاج إلى ردود بعد دراسة جيدة، وعندما تأتي مرحلة الضربة الأخيرة، فستعرفها”. و”قال رجاله لمن جندوهم: عندما يتحرك فمن أجل الضربة القاضية”.
وتقول مصادر إقليمية إن المؤامرة ربما كانت خاتمة لأحداث دراما أوسع في المنطقة، مثل محاولة كوشنر الإعلان عما أطلق عليها “صفقة القرن” والتي قضت على أي منظور لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وكان محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي جزءا لا يتجزأ من خطة كوشنر، وظل باسم عوض الله على صلة قوية مع الرياض.
ويُفهم أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان سافر إلى عمّان بعد يوم من اعتقال عوض الله وطالب بالإفراج عنه.
وعارض الملك عبد الله الثاني خطة كوشنر باعتبارها تهديدا لدور الأردن كحارس للأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة في القدس وهو دور يمنح العائلة الهاشمية الشرعية الدينية.
بالإضافة لكون الخطة نهاية لحلم الفلسطينيين في الأردن بالعودة إلى وطنهم الذي شُرّدوا منه.
وقام الأمير حمزة من إقامته الجبرية في قصره بنشر تسجيلات فيديو في نيسان/ أبريل قال فيها إنه بريء.