الأردن يسعى لعلاقات جيدة مع إيران “وفق ضوابط”: لم نعتبرها يوماً تهدّد الأمن القومي
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الخصاونة لشبكة “بي بي سي” عربي، بُثت على قناتها في يوتيوب.
الخصاونة قال إن “الأردن لديه ملاحظات جوهرية وجذرية حول كيفية تعامل إيران مع بعض الملفات الإقليمية، ومع بعض أنماط وأشكال التدخلات في دول شقيقة، نعتبر أن منظومة أمنها القومي جزء لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي الأردني، ومن ضمنها دول الخليج العربي الشقيقة”.
أشار أيضاً إلى أن الأردن “يسعى للوصول إلى صيغة حوار مع إيران مبنية على علاقات حسن الجوار”، وأكد الانفتاح على علاقة صحية للغاية مع إيران، “لكن على قاعدة الضوابط والأحكام التي قام عليها النظام الدولي المعاصر، والمرتكز على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها ووحدتها الترابية ومبادئ حسن الجوار”.
اعتبر الخصاونة أنه “ليس سراً أن التموضع الإيراني بشأن الكثير من الملفات شكل تحدياً لبعض الدول الشقيقة فيما يتعلق بممارسة شكل من أشكال النفوذ، الذي لم يخدم بالضرورة استقرار تلك الدول”.
أضاف في هذا الصدد أن التموضع الإيراني “شكّل تهديداً لدول شقيقة أخرى، بدلالة أنه كان هناك الكثير من التصريحات العدائية الإيرانية إزاء دول الخليج العربي، والتي قلت وتيرتها، ونحن سعداء بذلك”.
كانت العلاقات الأردنية الإيرانية قد شهدت قطيعة استمرّت قرابة عقدين، بعد دعم الأردن للعراق في حربه ضد إيران في ثمانينيات القرن الماضي.
لكن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، كشف نهاية يونيو/حزيران الماضي أن بلاده تستضيف “حوارات” بين كل من مصر والأردن مع إيران، داعياً لتحويل مباحثات طهران والرياض إلى “حوار معلن”.
كان ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين قد أعرب في مايو/أيار 2022 عن قلقه من أن يؤدي الانسحاب الروسي من جنوب سوريا الذي لديه حدود مع الأردن، إلى السماح لجماعات مسلحة مدعومة من إيران بملء الفراغ.
بعد أسبوع من تصريحات الملك عبد الله عن الانسحاب الروسي، أكد مدير الإعلام العسكري، العقيد ركن مصطفى الحياري، هذه المخاوف بالقول إن بلاده تواجه “تهديدات أمنية وطنية” من “الميليشيات الإيرانية” المتورطة في تهريب المخدرات.
أثار النفوذ المتزايد للجماعات المدعومة من إيران، ومنها حزب الله اللبناني، في جنوب سوريا، في السنوات الماضية، قلق الأردن وإسرائيل، فيما يقول مسؤولون أردنيون إنهم نقلوا مخاوفهم من الزيادة الكبيرة في محاولات تهريب المخدرات إلى السلطات السورية، لكنهم لم يروا أي محاولة حقيقية لتضييق الخناق على هذه التجارة غير المشروعة.
في هذا الصدد، قال الأردن في مايو/أيار 2022 إن وحدات من جيش النظام في سوريا موالية لإيران وفصائل موالية لطهران تكثف محاولاتها لتهريب مخدرات بمئات الملايين من الدولارات عبر الحدود الأردنية إلى أسواق الخليج.