الأطباء عجزوا عن تشخيصه.. مرض نادر يصيب صاحبته بـ «حالة سكر» ويعرضها للموت مع كل نوبة

يعاني الكثير من الأشخاص من أعراض غير مبررة، بسبب نقص الوعي بالعديد من الحالات المرضية غير المعروفة أو المنتشرة، وهو ما يضع الكثير من المرضى في مأزق لسوء فهم الحالة، وهو الأمر الذي قد ينتهي بالمريض إلى المضاعفات أو الوفاة.
وعلى مر سنوات أخطأ أطباء في تشخيص حالة امرأة بريطانية يظهر جسدها احتواءه على مستويات عالية من الكحول، ولم يستطع أحد تفسير الحالة الظاهرة إلا بأنها “مخمورة”، ما زرع الشك في قلب عائلتها وزوجها بأنها تتناول المشروبات الكحولية دون علمهم، وفقا لتقرير عن الحالة نشرته صحيفة “مترو” البريطانية.
لكن بعد مشوار طويل من البحث عن تفسير استطاع الأطباء التوصل إلى أنها تعاني من حالة نادرة وغير معروفة من المرض تسمى “مكون الكحول التلقائي”.
وكشفوا أنه نتيجة لسقوطها المتكرر على الأرض فاقدة للوعي، وانخفاض درجة حرارة جسمها إلى الصفر، عانت «سارة ليفبفر» من التعرض للعديد من الحوادث المميتة، فحالتها تزداد سوءا عند ارتفاع معدلات الكحول في دمها عن المستوى الطبيعي.
وتعاني “سارة” البالغة من العمر 38 عامًا من متلازمة مكون الجعة التلقائي (ABS)، وهي حالة نادرة تنتج فيها خميرة المعدة كميات زائدة من الإيثانول، الذي ينتقل عبر الدم لتبدو وكأنها تعاني من حالة سكر.
ودائمًا ما كانت تحاليل الدم تشير إلى أنها تناولت الكحول بمعدل ستة أضعاف عن الحد الأقصى المسموح به، على الرغم من عدم تناولها له على الإطلاق.
وقد أدى ذلك إلى سقوطها على الأرض وتعرضها لكسر عظامها، ففي إحدى المرات سقطت على باب منزلها لساعات في درجة حرارة تقل عن الصفر، حيث تعرضت لخطر التجمد حتى الموت.
وبعد طول معاناة تم تشخيص حالة سارة أخيرا في فبراير 2020 وهي بريطانية تعيش في ولاية كونيتيكت بالولايات المتحدة الأمريكية، مع زوجها وطفليها المراهقين، وتعلق آمالها على عقار جديد مضاد للفطريات Micafungin قد يجعلها مؤهلة بما يكفي لإجراء عملية زرع كبد.
وهي في حاجة الآن لزرع كبد، لكن لقلة الوعي بحالتها، فقد رفضتها العديد من المستشفيات، وتم شطبها من قوائم انتظار التبرع بالأعضاء، وذلك بسبب ظهور مستويات عالية من الكحول في دمها، فيعتقد الأطباء أنها “سكيرة”.
وتقول سارة: “إذا لم ينجح هذا الدواء الجديد، فسأموت.. لقد كان الأمر مزعجًا للغاية، ليس فقط بسبب ما أواجهه ولكن لأن الكثير من الأطباء لا يعتقدون أن متلازمة مصنع الجعة التلقائي هي حالة حقيقية”.
وفي يناير 2019، تم تشخيص إصابتها بمرض في الكبد وعزا الأطباء سلوكها الغريب إلى اعتلال الدماغ الكبدي، حيث يتوقف الدماغ عن العمل بشكل صحيح بسبب فشل الكبد.
وبعد أن تخلت عن الشرب قبل أسابيع قليلة من تشخيصها، تم وضعها على اللاكتولوز، وهو ملين يحتوي على السكر، ويستخدم لعلاج الحالة – لكن الخميرة في معدتها تتغذى على الدواء، وتتفاعل مع السكر لإنتاج الإيثانول وترفع نسب الكحول في دمها.
ومما زاد الطين بلة، أن حالة سارة تعني أنها تتوق إلى الحلويات السكرية لكنها لم تكن تدرك أنها تسممها أكثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى