الأمم المتحدة تحذر من ازدياد تجنيد الجماعات المسلحة للأطفال في سوريا
حذر تقرير جديد للأمم المتحدة حول الأطفال في النزاعات المسلحة، من ازدياد تجنيد الجماعات المسلحة للأطفال في سوريا، رغم توقف القتال في معظم أنحاء البلاد.
وتقول الأمم المتحدة في التقرير الذي صدر أمس الثلاثاء، إن عدد الأطفال الذين جندتهم الجماعات المسلحة في سوريا ارتفع بشكل مطرد على مدى السنوات الثلاث الماضية، من 813 عام 2020، إلى 1296 عام 2021، و1696 عام 2022.
وأكد بسام الأحمد، المدير التنفيذي لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، وهي منظمة مجتمع مدني مستقلة، إنه يتم تجنيد الأطفال في جميع أنحاء سوريا.
وأضاف أنه في بعض الحالات يتم تجنيد الأطفال قسرا، وفي حالات أخرى يقوم القصر أنفسهم بالتسجيل لأنهم وعائلاتهم بحاجة إلى الراتب. كما ينضم البعض لأسباب أيديولوجية، أو بسبب ولاءات عائلية وقبلية. وفي بعض الحالات يتم إرسال الأطفال إلى خارج سوريا للقتال كمرتزقة في صراعات أخرى.
وتعقدت محاولات وقف تجنيد الأطفال بسبب خليط الجماعات المسلحة العاملة في كل مناطق سوريا. ففي عام 2019، وقعت قوات سوريا الديمقراطية اتفاقية مع الأمم المتحدة لإنهاء تجنيد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، وإنشاء عدد من مكاتب حماية الأطفال في منطقتها.
ودافعت وزارة الخارجية الأمريكية عن حليفها في بيان، قائلة إن قوات سوريا الديمقراطية “هي الجماعة المسلحة الوحيدة في سوريا التي استجابت لدعوة الأمم المتحدة لإنهاء استخدام الأطفال كجنود”.
وأقرت نودم شيرو، المتحدثة باسم أحد مكاتب حماية الطفل التي تديرها الإدارة المحلية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، باستمرار تجنيد الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
ومع ذلك فإن آلية الشكاوى تعمل،على حد قولها. وأضافت أن مكتبها تلقى 20 شكوى في الأشهر الخمسة الأولى من العام، وأنه عثر على أربعة قصر في صفوف القوات المسلحة لقوات سوريا الديمقراطية وأعيدوا إلى عائلاتهم، وأن الآخرين لم يكونوا مع قوات سوريا الديمقراطية.
كما ذكرت أنه في بعض الحالات يفترض الآباء أن قوات سوريا الديمقراطية جندت أطفالهم، بينما هم في الواقع مع مجموعة أخرى.
وقال الأحمد إن تجنيد الأطفال في صفوف الجماعة تراجع بعد اتفاق 2019، لكن قوات سوريا الديمقراطية لم تتدخل في استمرار الجماعات الأخرى في منطقة سيطرتها في تجنيد الأطفال.