“الأوبزرفر”: كورونا مأساة لا نهاية لها في الدول الفقيرة وأجراس الإنذار لا تسمع
تساءلت صحيفة “الأوبزرفر” البريطانية إذا كانت أوروبا وأمريكا والصين تكافح بإمكانياتها الضخمة فيروس كورونا بهدف احتوائه، فما هي فرصة ملايين الناس في البلدان الفقيرة والأقل نموا؟
وقالت الصحيفة في مقالها الافتتاحي اليوم الاثنين، إنه: “أمر مروع أن ترى الكارثة وهي مقبلة، دون أن تكون قادرا على منعها. هذا ما سنراه إذا كانت لدينا الجرأة على النظر خلف الجدران والحواجز المحيطة ببريطانيا، المحاصرة نتيجة غزو فيروس كورونا، عشرات الملايين من الفقراء في الدول الأقل نموا، وهي تواجه كارثة تلوح في الأفق، يبدو أنه لن يكون من الممكن إيقافها، وتحمل آثارها القاتلة”.
وأضافت:”اللحظة لم تحل تماما. لكن الفأس على وشك السقوط على أعناق أعداد لا حصر لها من الرؤوس التي لا يمكنها الدفاع عن نفسها إلى حد كبير، وهي ستكون مجزرة مخيفة للغاية بحيث لا يمكن التفكير فيها. فبينما تنخرط الدول الغنية نسبيا في نصف الكرة الشمالي في صراع صاخب لصد كورونا، تدق أجراس الإنذار من جنوب آسيا إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، لكن في الغالب لم يتم سماعها بعد”.
وتابعت الصحيفة:”أي شخص مطلع على الأحياء الفقيرة المكتظة بالسكان في مومباي أو دكا أو بورت أو برنس يعرف مدى استحالة مفاهيم الإبعاد الاجتماعي والعزل الذاتي للعديد من سكانها. وأولئك الذين شاهدوا الظروف في مخيمات اللاجئين في سوريا أو الصومال وحولها يعرفون مدى محدودية المرافق الصحية هناك، حتى في أفضل الأوقات”.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن “نصف سكان العالم لا يحصلون على الرعاية الصحية الضرورية، حتى قبل تفشي وباء كورونا”.
واعتبرت “الأوبزرفر” أن هناك كل الأسباب التي تدعو للاعتقاد بأن الفيروس الذي دمر وأضعف أكبر اقتصادين في العالم – الولايات المتحدة والصين – سينشر العدوى في نهاية المطاف في جميع أنحاء العالم”.
وقالت:”ليس صحيحًا تماما أن نقول إنه لا يوجد شيء يمكننا القيام به سوى المشاهدة. ينبغي على الحكومات والأفراد دعم الأمم المتحدة ووكالاتها وتعزيز ميزانيات المساعدات الخارجية والتبرع للجمعيات الخيرية الدولية وتبادل الخبرات وتقديم الملجأ والعون للمحتاجين، حيثما كان ذلك ممكنا، وتوفير المعدات الطبية الحيوية .. كل هذا وأكثر يمكن ويجب القيام به”.
وختمت محذرة: “كورونا هو كابوس عالمي، أزمة عالمية بحق. يستحق جميع ضحاياها، دون استثناء، المساعدة أينما كانوا. وإذا فشلت الجهود المبذولة للسيطرة على الفيروس في العالم النامي، فقد لا يمكن وصف حجم الخسائر البشرية. ويمكن أن يصبح المرض متوطنا، ويتكرر بشكل متكرر ويعيد التدوير من خلال الهجرة والاتصالات البشرية وأوبئة الموجة الثانية أو الثالثة. هذا أمر لا يتحمل التفكير”.