الأول من نوعه في العالم.. قانون إسرائيلي لتجميد الحيوانات المنوية للجنود للحفاظ على النسل اليهودي

تدرس سلطات الاحتلال تشريع قانون سيكون الأول على مستوى العالم، يتضمن حفظ الحيوانات المنوية للجنود من المواطنين اليهود لبقاء النسل الإسرائيلي متوارثاً؛ في ظل مؤشرات مقلقة تشير إلى تراجع معدلات الخصوبة لدى اليهود مقارنة بالفلسطينيين.

القانون يجري مناقشته داخل مؤسستيْ الجيش والرفاه، لدراسة ما تم تقديمه من ملاحظات من نواب الكنيست المنحل، تمهيداً لإعادة طرحه في الدورة القادمة من انتخابات الكنيست المنوي إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بعد أن فشل تمريره، في ضوء انهيار الائتلاف الحكومي، وعدم اجتياز القانون لنسبة 50%+1 في القراءة الأولى، حيث صوت لصالح القانون 52 نائباً، من أصل 120 نائباً هو إجمالي عدد مقاعد الكنيست.

الانجاب بعد الموت باستخدام الحيوانات المنوية للجنود

في مارس/آذار 2022 شهدت إسرائيل حالة من الجدل والنقاش الواسع بعد أن تقدم النائبان عن حزب الليكود ماي جولان، وتسفيكا هاوزر عن حزب أمل جديد، مشروع قانون أمام لجنة التشريعات في البرلمان أطلق عليه قانون “الاستمرارية”، يتضمن إجراء تجربة الاحتفاظ بالسائل المنوي لجنود جيش الاحتلال، على أن يعطي صاحب الشأن إذناً كتابياً باستخدام نطفته حال هلاكه قبل مرور 72 ساعة على وفاته، أو تعرضه لإعاقة مستديمة قد تمنعه أو تقف عائقاً في طريقه للإنجاب.

طبقاً لمشروع القانون الجديد ستحتفظ مختبرات الحيوانات المنوية المنتشرة في إسرائيل بـ10 عينات من السائل المنوي لكل جندي من قوات الجيش، لزيادة احتمالات الاحتفاظ بعينات قادرة على الإخصاب، وستحفظ هذه العينات داخل نيتروجين سائل بدرجة حرارة 169 تحت الصفر، ما يضمن لها البقاء حية للأبد.

الانجاب بعد الموت باستخدام الحيوانات المنوية للجنود

برر تسفيكا هاوزر مشروع القانون بأن الدولة أمام التزام أخلاقي لتمرير هذا القانون، قائلاً: نحن نرسل أفضل أبنائنا في وحدات الجيش للدفاع عن الوطن، ولا نضمن إن كانوا سيعودون سالمين من جولات القتال المتعددة التي يخوضونها، لذلك نسعى لتكوين أحفاد للمتوفى والحفاظ على استمراريته من خلال استخدام حيواناته المنوية، بشرط الموافقة المسبقة للمتوفى، ورهناً بطلبات زوجته حال كان متزوجاً، أو موافقة والديه في حال كانت لديهم رغبة برؤية ذرية ابنهم الذي فارق الحياة ولم يكمل حياته.

تعميم الفكرة من الجيش لباقي السكان

وأضاف أن هذا القانون سينقل الدولة العبرية إلى نقطة مختلفة عن العالم، ونسعى لأن يشمل الرجال المدنيين، ولكن ستكون البداية من قوات الجيش؛ لأنهم الفئة الأصغر سناً ما بين 18- 22 عاماً، وهم الفئة الأكثر احتمالاً لتعرضهم لحوادث كالقتل والإصابات، ولذلك فمن حق هؤلاء الشباب أن يختاروا ما إذا كانوا يرغبون بترك أبناء بعد وفاتهم، وهو أمر سيكون منوطاً بموافقة مسبقة على ذلك.

أما وزيرة الداخلية إيليت شاكيد، التي تمثل القطب الثاني في حزب “يمينا”، فدعمت مشروع القانون، ورأت أن البيروقراطية التي تنتهجها الدولة ومؤسسة الجيش في حفظ نطف الجنود ستنعكس سلباً على مستقبل الدولة، نحن نخسر العديد من الجنود في مهام اعتيادية بشكل سنوي، وهذا يعتبر إخلاءً من الدولة لمسؤوليتها الأخلاقية أمام جنود جيش الدفاع.

وصفت المقدم في قوات الاحتياط إيريت أورين جوندرز رئيسة جمعية “Light for Families”التي تعنى برعاية عائلات قتلى جنود الجيش، مشروع القانون بالثوري، فبعد سنوات من العمل الشاق سنرى النور في نهاية النفق المظلم الذي يوجد فيه آباء ثكلى فقدوا بالفعل كل أمل بأن يصبحوا أجداداً، وأن يحتضنوا حفيدهم بكل دفء، بعد أن وقف الموت في طريق أبنائهم.

على النقيض من ذلك يقول جيل سيغل، رئيس وحدة القانون والأخلاق والسياسة الصحية في جامعة أونو الإسرائيلية، إن مصلحة الطفل أن يولد لأبوين، وليس أن يولد وهو مخطط له أن يكون يتيماً، أنا أتفهم مبررات القانون، ولكن الحديث عن الإنجاب يجب أن يبدأ من الأب والأم وليس من الأجداد.

طبقاً لوكالة بلومبيرغ فإن نقل النطف لأرحام الأمهات بعد الوفاة هو إجراء محظور في الدول المتقدمة كألمانيا وإيطاليا والسويد، أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فالقانون يحظر مثل هذا النشاط، باستثناء بعض الولايات التي تجيز نقل النطف لزوجة المتوفى حصرياً، ممن لديهن ما يثبت بأن زوجها المتوفى قد وافق على الإنجاب بعد وفاته بهذه الطريقة.

تناقض في قرارات القضاء

في عام 2017، وافقت أرملة على رغبة والدي زوجها المتوفى بأن تحمل نطفته وتنجب منه الأبناء بعد رحيله، ولكنها تراجعت بعد أن تزوجت وأنجبت من زوجها الجديد، ودخلت الأرملة في نزاع قضائي لتمنع الأبوين من استخدام نطفة زوجها الراحل لإنجاب أطفال من أم أخرى، وانتصرت المحكمة لرأيها.

ويعكس هذا التناقض في قرارات القضاء حول استخدام النطف بعد الوفاة للإنجاب، حالة الجدل التي تعيشها إسرائيل، لتمرير قانون سيكون الأول في العالم الذي يجيز تأجير النطف واستخدامها بعد الوفاة.

تدعم عدد من المنظمات في إسرائيل تمرير هذا التشريع؛ إذ تشير رئيسة جمعية Light for Familie أن نحو 1500 أسرة من قوات الجيش يجتمعون سنوياً داخل المنظمة لدعم هذا القانون، كما أن لدى المنظمة دليلاً شاملاً لنحو 182 امرأة يرغبن في أن يكنَّ أمهات من نطف الجنود المقتولين تقديراً لهم، ولكن ما يمنعهن هو عدم إقرار الدولة لتشريع يجيز نقل النطف بعد الوفاة.

تنتشر في إسرائيل بنوك الحيوانات المنوية، ويبلغ عددها وفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية 17 بنكاً، ويتمثل دورها في حفظ الحيوانات المنوية من المتبرعين وإخصاب النساء ممن تحتاج إليها بعد الحصول على موافقة من صاحب الشأن وهو على قيد الحياة.

كما تتضمن أهداف وجود هذه البنوك الحفاظ على خصوبة العاملين في مناطق قد تعرضهم لأشعة كيماوية أو إشعاعية بهدف الحفاظ على خصوبتهم واستمرار نسلهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى