الإمارات “تنتقم” من ملياردير هندي وتتخذ قراراً بحقه! جاءها بـ8 دولارات وهرب بـ6.6 مليار
قررت الإمارات تجميد حسابات الملياردير الهندي بي آر شيتي، مؤسس ورئيس مجلس الإدارة السابق لمجموعة “إن إم سي” للرعاية الصحية في الإمارات، بعد اتهامات له بالهروب بأموال من بنوك إماراتية، عقب أخذ قروض منها بمليارات الدولارات، في حين قال الملياردير إنه سيعود إلى الإمارات عندما تُرفع قيود السفر.
عائلة الملياردير تعُلّق: مصرف الإمارات المركزي كان قد أصدر الأحد 26 أبريل/نيسان قراراً بتجميد حسابات بي آر شيتي على خلفية تعثر مجموعته في سداد 6.6 مليار دولار، وفقاً لما ذكرته صحيفة “الإمارات اليوم“.
أوضح المصرف أن التعليمات شملت تجميد حسابات عائلة الملياردير إلى جانب حسابات الشركات التي يمتلك فيها حصة، و”إدراج العديد من الشركات المرتبطة به على القائمة السوداء، جنباً إلى جنب مع إدارتها العليا بالكامل، وعدد من الموظفين الرئيسيين لهذه الشركات في القائمة بالمثل”.
في تعليقها على القرار، أبدت عائلة الملياردير الهندي أسفها لتجميد الحسابات المصرفية للعائلة، وقالت في بيان إن “طلب تجميد الحسابات غير ضروري، تعمل شركاتنا في مجالات تُسهم بتحقيق الأمن الغذائي، وإمداد الإمارات بالصناعات الدوائية، وتلعب دوراً حيوياً في تعزيز الاقتصاد”، وفق قولها.
أشارت العائلة في بيانها إلى أن تجميد حساباتها يعرّض هذه الأعمال وموظفيها وقدرتها على العمل، وتلبية طلبات الإمداد الحالية، لخطر كبير، مضيفة: “لا سيما في هذا الوقت الذي نشهد فيه أزمة صحية عالمية”، بحسب وكالة الأناضول.
أما شيتي فكان قد قال في تصريح لموقع The Nathional الإماراتي يوم 17 أبريل/ نيسان 2020، إنه سافر إلى الهند في فبراير/ شباط 2020 لأسباب شخصية، متحدثاً عن مساندته لشقيقه المُصاب بالسرطان، الذي قال إنه توفي بعد أسبوعين.
أشار شيتي إلى أنه سيعود إلى الإمارات عندما يتم رفع قيود السفر، لكن هذا التصريح جاء قبل الإعلان عن تجميد حساباته وحسابات عائلته، ما يجعل من عودته أمراً غير مؤكد.
“احتيال” كبير: كانت بنوك الإمارات قد استفاقت على عملية احتيال كبيرة بحسب ما تنظر لها السلطات، عندما حصل بي آر شيتي على قروض من 12 بنكاً إماراتياً تبلغ قيمتها 6.6 مليار دولار، ثم في ليلة وضحاها غادر الإمارات وفرّ إلى بلده الهند، حيث يقيم هناك في مكان غير معروف.
في التاسع من أبريل/نيسان 2020، أصدرت المحكمة العليا في المملكة المتحدة قرارها بتعيين حارس قضائي على “إن إم سي”، استجابة للطلب الذي تقدّم به بنك أبوظبي التجاري، وعدم اعتراض الشركة على هذا الطلب.
جاء ذلك بعدما كانت “إن إم سي” قد رصدت مؤخراً ديوناً بقيمة تزيد على 6.6 مليار دولار، لم يكن قد تم الكشف عنها منذ إعلان البيانات المالية المؤقتة لمجموعة الرعاية الصحية في 30 يونيو/حزيران 2019، وذلك بعدما شككت شركة “مادي ووترز” الأمريكية للتدقيق المالي، في الأوضاع المالية لمجموعة الملياردير في ديسمبر/كانون الأول 2019.
توالت بعد ذلك الانهيارات في أعمال بي آر شيتي، وبدأت سلسلة من الاستقالات شملت المؤسس الذي سارع بمغادرة الإمارات، ونائبه، وقيادات أخرى.
ومؤخراً أعلن نحو 27 بنكاً خليجياً انكشافه بشكل مباشر وغير مباشر على “إن إم سي” وشركاتها التابعة، بقيمة 3.23 مليار دولار، وتعادل 49% من إجمالي ديون المجموعة.
انزعاج داخلي: أثار هروب بي آر شيتي غضباً واسعاً داخل الإمارات، وكتب عبدالخالق عبدالله، الأكاديمي الإماراتي والمستشار السابق لولي عهد أبوظبي: “كيف استطاع رجل أعمال ومعه شركاء ومديرون في شركة خدمات طبية أن يخدع ليس بنكاً واحداً بل 12 من أكبر بنوك الإمارات، وينهب 6.6 مليار $ أي نحو 24 مليار درهم”.
تساءل عبدالله أيضاً في تغريدته: “كيف حدث هذا التحايل والفساد الفاضح في غفلة الجميع؟ أين الحوكمة والرقابة المالية والأمنية، وكيف نتأكد ألا يتكرر هذا العبث مستقبلاً”.
كذلك طالب الأكاديمي بمحاسبة كل مَن له علاقة بالاحتيال في قضية إن إم سي، وشركة الصرافة (الإمارات للصرافة) التابعة أيضاً للملياردير الهندي، واستيراد المليارات لمستحقيها.
الإمارات قلبت حياة شيتي: كان الملياردير الهندي قد وصل إلى الإمارات في عام 1973 ولم يكن بحوزته سوى 8 دولارات، حتى أن الطائرة التي أقلته أضاعت له حقيبته، وفق تصريحات له نشرتها صحيفة “البيان” الإماراتية.
في عام 1975 افتتح بي آر شيتي عيادة وصيدلية في شقة من غرفتين بمنطقة مدينة زايد، وافتتح المركز الطبي الجديد بطبيب عام، وطبيب أسنان، ومختبر مجهز بالكامل، وكان مشروع العيادة الطبية المدفوعة مفهوماً جديداً حينها؛ إذ كانت جميع الخدمات الطبية حينها مجانية.
يقول شيتي إنه بدأ المشروع بعدما اقترض مبلغ 3 ملايين درهم من بنك الخليج التجاري، الذي اندمج فيما بعد مع بنكين ليكوّن مؤسسة جديدة باسم بنك أبوظبي التجاري.
توسعت بعد ذلك مجموعة “إن إم سي” للرعاية الصحية وأصبحت موجودة في 19 دولة بينها السعودية، كما أنها أُدرجت في سوق لندن للأسهم منذ عام 2012.
كانت الإمارات قد كرمت شيتي ومنحته العديد من الجوائز، منها أعلى تمييز مدني في إمارة أبوظبي، كما أنه حصل على جائزة الإنجاز العالمي الهندي في عام 2015 من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان.
وفقاً لتقديرات فوربس، انخفضت ثروة شيتي لتصبح 2.5 مليار دولار، منذ 8 فبراير/شباط الماضي، والتي كانت تقدر بمبلغ 2.8 مليار دولار.