التصعيد حول سرت المعتبرة كخط أحمر هل يقود إلى حرب إقليمية في ليبيا؟!
عادت مدينة سرت، المدخل الرئيسي لآبار النفط في شرق ليبيا، ومسقط الزعيم الراحل معمر القذافي لتشكل مجددا محور النزاع بين السلطتين المتنافستين، وخطا أحمر يمكن لتخطيه إشعال حرب إقليمية.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حذر في 20 يونيو من أن تقدم القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التي تسيطر على طرابلس والمدعومة من تركيا نحو الشرق وتخطيها سرت والجفرة سيدفع بلاده إلى التدخل العسكري المباشر في ليبيا.
ويمارس حلفاء قائد “الجيش الوطني” الليبي، المشير خليفة حفتر حاليا تصعيدا كلاميا بعد فشل حملته العسكرية على العاصمة الليبية، مع تأكيده الثلاثاء تأييده لتدخل عسكري مصري بمواجهة النفوذ المتزايد لأنقرة التي تدعم حكومة الوفاق الوطني.
وتشهد ليبيا التي تملك أكبر احتياطي نفط في إفريقيا نزاعا بين سلطتين: حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج ومقرها طرابلس، والمشير خليفة حفتر الذي يسيطر على شرق البلاد وجزء من جنوبها والمدعوم من معظم الدولة والبرلمان المنتخب ومقره طبرق.
وبمساندة أنقرة، حققت حكومة طرابلس انتصارات عسكرية وأجبرت قوات حفتر على الانسحاب إلى سرت، المدخل الرئيسي لآبار النفط في شرق ليبيا، لتشكل المدينة وهي مسقط الزعيم الراحل معمر القذافي مجددا محور النزاع بين السلطتين المتنافستين.
ومساء أمس الاثنين، أعلن مجلس النواب الليبي المؤيد لحفتر، أنه أجاز لمصر التدخل عسكريا في ليبيا “لحماية الأمن القومي” للبلدين.
والسبت نفذ الجيش المصري مناورة عسكرية باسم “حسم 2020″، ضمت تشكيلات من القوات البحرية والجوية والخاصة، في المناطق الحدودية الغربية بين مصر وليبيا.
وقال الجيش المصري في بيان نشره المتحدث باسمه العميد تامر الرفاعي على صفحته “تأتي هذه المناورة على الاتجاه الاستراتيجي الغربي نظرا لما تمر به المنطقة من متغيرات حادة وسريعة”.
والثلاثاء، حذرت الإمارات على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش من “طبول الحرب التي تقرع” من قبل حكومة الوفاق حول سرت، معتبرا أنها “تهدد بتطور جسيم وتبعات إنسانية وسياسية خطيرة”.
ودعا في تغريدة إلى “الوقف الفوري لإطلاق النار وتغليب الحكمة، والدخول في حوار بين الأطراف الليبية وضمن مرجعيات دولية واضحة، وتجاهل التحريض الإقليمي وغاياته”.
والثلاثاء جاء في تغريدة أطلقها المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق العقيد محمد قنونو “نبشر كل الليبيين الشرفاء، أننا ماضون إلى مدننا المختطفة، ورفع الظلم عن أبنائها، وعودة مهجريها، وسنبسط سلطان الدولة الليبية على كامل ترابها وبحرها وسمائها”.