الجيش الأمريكي سعى لاستخدام أشعة حرارية عندما اقترب المتظاهرون من البيت الأبيض
حصلت صحيفة Washington Post الأمريكية على معلومات مسربة من داخل الجيش، تقول إن مسؤولين فيدراليين سعوا إلى استخدام أجهزةٍ غير تقليدية، بما يشمل ما يُسمَّى الشعاع الحراري، لتفريق المتظاهرين من حول البيت الأبيض في يونيو/حزيران الماضي، خلال تظاهرات ضد التمييز العنصري بعد مقتل الأمريكي ذي البشرة السمراء، جورج فلويد، على يد قوات الشرطة.
وفق تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 17 سبتمبر/أيلول 2020، فإن استخدام الجهاز الصوتي أو نظام الرفض النشط كان سيصبح تصعيداً كبيراً بالنسبة للحرس الوطني في السيطرة على الحشود، بالأخص منذ أن أمَرَ مسؤولو الدفاع بعدم تسليح قوات الحرس عند دخولهم المنطقة.
مساءلة برلمانية: في ردودٍ مكتوبة على أسئلةٍ من لجنة مجلس النوَّاب، قال آدم ديماركو، الرائد بالحرس الوطني، إن قائد الشرطة العسكرية بوزارة الدفاع لمنطقة العاصمة الوطنية بَعَثَ برسالة بالبريد الإلكتروني يسأل عمَّا إذا كان الحرس الوطني في واشنطن العاصمة يمتلك جهازاً صوتياً بعيد المدى يُستخدَم لبثِّ ضوضاء صاخبة، أو جهاز نظام الرفض النشط، الذي يُسمَّى الشعاع الحراري.
قال ديماركو إنه ردَّ بأن الحرس الوطني ليس بحوزته أيٌّ من الجهازين. وكان الراديو الوطني العام وصحيفة Washington Post الأمريكية هما أوَّل من نَشَرَ شهادة ديماركو.
ورغم أن إرسال القوات العسكرية في الخدمة الفعلية إلى المنطقة، فقد ظلَّت القوات بقواعد خارج المنطقة في حالة الحاجة إليها.
ماذا نعرف عن هذا السلاح؟ طوَّر نظامَ الرفض النشط الجيشُ منذ ما يقرب من عقدين، وكُشِفَ عنه على الملأ في العام 2007. ومن غير الواضح ما إذا كان قد استُخدِمَ قبل ذلك في العمليات، رغم أن التقارير تفيد بأنه قد نُشِرَ بالفعل.
يُعتَبَر النظام، الذي يبعث شعاعاً مُوجَّهاً من الطاقة ليسبِّب إحساساً حارقاً، طريقةً غير قاتلة للسيطرة على الحشود، خاصةً عندما يكون من الصعب تمييز العدو عن المدنيين الأبرياء في مناطق الحرب.
كما يبدو أن استخدام الجهاز توقَّفَ، وسط تساؤلاتٍ عما إذا كان قد تسبَّب بالفعل في إصاباتٍ أو حروقٍ أخطر مِمَّا يُعتَقَد في البداية.
يرسل الجهاز الصوتي بعيد المدى، الذي يُطلَق عليه أيضاً اسم مدفع الصوت، رسائل أو أصواتاً عالية، وقد استخدمته جهات إنفاذ القانون لتفريق الحشود.
في السنوات الأخيرة، أمر الجيش الأمريكي باستخدام المدفع في قيادة النقل البحري العسكرية بواسطة السفن؛ للرد على السفن الأخرى أو تحذيرها.
وأدلى ديماركو بشهادته في أواخر يوليو/تموز أمام لجنة الموارد الطبيعية بمجلس النوَّاب، التي تحقِّق في استخدام القوة ضد الحشود بساحة لافاييت في تلك الليلة. وجاء ما أدلى به بشأن أجهزة السيطرة على الحشود رداً على أسئلة متابعة من اللجنة.
هجمات شرسة: إذ أرسل محامي ديماركو إجاباته إلى اللجنة في 28 أغسطس/آب، ونَشَرَ الراديو الوطني العام الوثيقة على الإنترنت، الأربعاء 16 سبتمبر/أيلول. فيما ادَّعَت إدارة ترامب أن الهجمات الشرسة التي شنَّها المُحتَجون دفعت القوات الفيدرالية إلى الانقلاب على ما بدا إلى حدٍّ كبير حشداً سلمياً في 1 يونيو/حزيران بالساحة أمام البيت الأبيض.
في تلك الليلة، قام ضباط إنفاذ القانون والأمن بدفع المتظاهرين وضربهم بالهراوات، واستخدموا المواد الكيميائية ضدهم في إحدى أكثر المواجهات إثارةً للجدل في ذروة الاحتجاجات، على الصعيد الوطني، على قتل الأمريكيين من أصول إفريقية على يد الشرطة.
فيما جاء إخلاء ساحة لافاييت، إحدى أبرز مناطق المظاهرات في البلاد، بالقوة، قبل دقائق من وصول دونالد ترامب إلى المنطقة في طريقه لفعالية تصوير أمام كنيسة تاريخية قريبة.