الجيش الباكستاني يدخل في أزمة “تلطيخ سمعة المسلمين” في الهند.. نيودلهي حاولت ربطهم بنشر فيروس كورونا

رفض الجيش الباكستاني ربط انتشار فيروس كورونا في الهند بالمسلمين، بعد اتهامات روّجت ضدهم بزعم مسؤوليتهم عن تفاقم الجائحة في البلاد، فيما دعت مجموعة من أكثر من عشرين عالماً هندياً مسلماً الخميس 30 أبريل/نيسان 2020 الأقلية المسلمة إلى الالتزام التام بإجراءات الحظر وأداء الصلوات في المنازل.

بيان العلماء المسلمين، الذي جاء مصاحباً لموقف الجيش الباكستاني، كانت نتيجة تصاعد الهجوم على المسلمين في الهند، بزعم تسببهم في رفع الإصابات بالفيروس في البلاد، بعد اجتماع استمر ثلاثة أيام في مدينة نيودلهي لمجموعة دعوية إسلامية وهي “جماعة التبليغ”.

انتقادات هندية: حيث بلغ الأمر ببعض زعماء حزب “بهاراتيا جاناتا” القومي الهندوسي الحاكم أن وصفوا الاجتماعَ بأنه “إرهاب بالكورونا”. ونتيجة لذلك، أخذ عدد كبير من مسلمي الهند يُواجه بوصمة عار وتهديدات ومقاطعة من البائعين في الأحياء التي يهيمن عليها الهندوس، وفق التقرير الذي نشرته صحيفة washingtonpost الأمريكية الخميس 30 أبريل/نيسان 2020.

الموقف الهندي من المسلمين دفع الجيش الباكستاني إلى مهاجمة حكومة نيودلهي والإعلام في الهند على ما اعتبره محاولات ربطهم فيروس كورونا بـ”المسلمين”، قائلاً إن “الفيروس لا دين له”.

الجيش الباكستاني: حيث قال المتحدث باسم الجيش، الجنرال بابار افتخار، في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون الرسمي، إن الحكومة والإعلام الهندي وحركة “راشتريا سوايام سيفاك” حاولوا ربط كورونا بالمسلمين “إلاّ أن محاولتهم باءت بالفشل”.

و”راشتريا سوايام سيفاك” هي حركة هندوسية قومية يمينية متطرفة، تعرف اختصاراَ باسم “آر إس إس”، وتعد الذراع الإيديولوجية لحزب بهاراتيا جاناتا الهندي الحاكم.

الفيروس لا دين له: أضاف افتخار أن “الفيروس لا دين ولا عقيدة له وليس له علاقة بأحد، إلا أن الهند حاولت استخدامه ضد المسلمين الأبرياء لنشر المزيد من الكراهية”، في إشارة لممارسات نيودلهي ضد أفراد جماعة التبليغ الدعوية في الهند، حيث رفعت بحقهم دعاوى قضائية رابطة كورونا بهم.

هذا ويبلغ عدد مسلمي الهند 200 مليون مسلم، يمثلون 14% من سكان البلاد، وهم أكبر أقلية في دولة ذات أغلبية هندوسية، غير أنهم الأقلية الأكثر فقراً أيضاً.

موقف أمريكا: في المقابل دعت اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية (USCIRF) وزارة الخارجية الأمريكية إلى إدراج الهند على اللائحة السوداء، بسبب “سجلها السيئ” في هذا المجال.

جاء ذلك في تقرير للجنة التي تضم أعضاء من الحزبين الرئيسيين يعينّهم الكونغرس، حول الحريات الدينية لعام 2020.

فيما دعت اللجنة الخارجية الأمريكية إلى إدراج الهند في قائمة الدول التي سجلها ضعيف للغاية فيما يخص حماية حرية العبادة. وأشارت اللجنة إلى قانون المواطنة الجديد في الهند، الذي وصم بـ”العنصري”، وأثار مخاوف المسلمين.

زيادة الإصابات: في السياق ذاته، قال مسؤولون في مجال الصحة وبعض المسؤولين الحكوميين إن الهند تقترب من 30 ألف إصابة بفيروس كورونا، أي المرتبة الثانية بعد الصين في آسيا، وهو ارتفاع مطرد من شأنه أن يجعل من الصعب إلغاء إجراءات العزل العام المفروضة منذ ستة أسابيع وتنتهي في مطلع الأسبوع المقبل.

 حيث قالت وزارة الصحة الهندية إن عدد المصابين بفيروس كورونا بلغ 29434 شخصاً، بارتفاع 1543 شخصاً عن اليوم السابق. كما أودى الفيروس حتى الآن بحياة 934 شخصاً، وهو عدد قليل مقارنة بالولايات المتحدة وبعض أنحاء أوروبا الغربية حيث توفي عشرات الآلاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى