الوطــــن

بقلم : زينة مرشد

كأمنا الحنونِ احتضننا، حمانا، ووضعنا بين عينيه اللؤلؤيتين.

وطني.. وطني يا رائحة مسكٍ فوّاحٍ.

إن سألتَ أحدهم عنهُ لأجابكَ بطيبِ الكلامِ، وإذا سألتَ أحدَ المتسولين، هل تشعرُ بالبردِ؟ وهل تحتاجُ فِراشاً ؟، لأجابكَ مبتسماً: كلا.. فترابُ بلدي وسادتي، وغيومُ سماءهِ لحافي.

وإذا سألتَ شاعراً كيفَ ولماذا تنظم شعراً وطنياً جميلاً؟، لأجابكَ حالماً: بلادي.. هي بنظري المعشوقةُ التي تستحقُّ كلَّ الغزلِ، وإنْ غازلتُها.. تبتسمُ لي الحياة.

وإذا سألتَ مهاجراً عادَ لتّوهِ من غربتهِ، سيأخذُ نفساً عميقاً وكأن كلَّ الأكسجينَ الذي يحتاجهُ يوجدُ في كلمةِ الوطنِ، وسيجثو على ركبتيهِ ليقبِّلَ الأرضَ عدّة مرّاتٍ قائلاً: وكيفَ لي أنْ أنسى أُميَّ الحنون.

هذا هو وطننا من خلالهم، صحيحٌ هو متعبٌ.. مرهقٌ، لكنَّه سيتعافى.

ونعاهدهُ بكلِّ قطرةِ دمٍ بُذلَتْ في سبيلهِ، سنحافظُ عليه ولنْ نتركهُ، فصدورنا درعٌ لهُ، فهوَ وطني الذي أهواه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى