الخارجية الإيرانية عن اللقاء الأول بين السيسي ورئيسي: حدثا مهما وله أهمية كبيرة
علقت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، على الاجتماع الأول الذي عقد بين الرئيسين الإيراني والمصري، إبراهيم رئيسي وعبد الفتاح السيسي، يوم السبت الماضي.
وأكد المتحدث باسم الوزارة ، ناصر كنعاني، أن اللقاء الذي عقد في الرياض، “له أهمية كبيرة، ويعتبر حدثا مهما في تعزيز العلاقات السياسية المتبادلة”.
وبحسب كنعاني، فإن “الرئيسين الإيراني والمصري أجريا محادثات جيدة، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وأهمية فتح معبر رفح الحدودي”.
ولفت كنعاني إلى أن “الجانب الإيراني لديه تقييم إيجابي للقاء”، الذي عقد على هامش القمة الاستثنائية لقادة منظمة التعاون الإسلامي في الرياض، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا”.
وأضاف أنه تم تكليف “وزيري خارجية مصر وإيران باتخاذ خطوات عملية وعقد اجتماعات من أجل تعزيز العلاقات الثنائية”، معتبرا أن “السلطات الإيرانية تعتبر تعزيز العلاقات مفيدا للبلدين وحتى للدول الأخرى في منطقة غرب آسيا”.
وكان الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أكد في لقاءه الأول مع نظيره المصري، عبد الفتاح السسيسي، أنه “ليس لدينا أي عائق أمام توسيع العلاقات مع مصر الصديقة”، وفقا لوكالة أنباء “مهر” الإيرانية.
وشدد على أن “أمريكا والكيان الصهيوني يمنعان فتح معبر رفح، لكن لا بد من التغلب على هذه العقبة”.
من ناحيته، أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن “إرادة مصر السياسية الأكيدة هي إقامة علاقات حقيقية مع إيران ولهذا السبب، كلفنا الوزراء المعنيين بمتابعة هذا الأمر”.
والتقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، نظيره المصري سامح شكري، في نيويورك، في سبتمبر/ أيلول الماضي، على هامش حضورهما الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ78.
وتعقيبا على اللقاء، قالت الخارجية الإيرانية، في بيان لها، إن “الطرفين ناقشا بإيجابية مثمرة وبشكل تفصيلي القضايا ذات الاهتمام المشترك”، مؤكدين أنه “بالنظر إلى السجلات الحضارية والتاريخية والمشتركات الثقافية بين البلدين، وبما يتماشى مع المصالح المشتركة، فإنه من الضروري تمهيد الطريق والخطوات لتحقيق ذلك من خلال مواصلة الحوار بين سلطات البلدين”، حسب وكالة “تسنيم” الإيرانية.
وشدد البيان على أن “تعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين لن يخدم مصالح البلدين فحسب، بل ستكون له آثار إقليمية إيجابية أيضا”.
من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية المصرية، بيانا، عبر صفحتها على “فيسبوك”، أكدت فيه أن “اللقاء تناول قضية العلاقات الثنائية بين البلدين، واستكشاف المحددات والضوابط التي تحكمها، وبما يؤدي إلى تطويرها على النحو الذي يحقق مصالح الشعبين المصري والإيراني، تأسيسًا على مبادئ الاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني، وفقا للبيان المصري، “تطلع بلاده لتطوير علاقتها مع مصر، واستعادتها لمسارها الطبيعي الذي يتسق مع الميراث التاريخي والحضاري للدولتين”، معتبرا هذا اللقاء خطوة مهمة على مسار تطبيع العلاقات.
بدوره، أكد الوزير سامح شكري، في هذا الإطار، أن تشابك وتعقد أزمات المنطقة بات يلقي بظلال خطيرة على حالة الاستقرار والأوضاع المعيشية لجميع شعوبها دون استثناء، وهو الأمر الذي يقتضي تعاون جميع دول الإقليم من أجل دعم الاستقرار وتحقيق السلام والقضاء على بؤر التوتر.
وتوترت العلاقات بين القاهرة وطهران، منذ انطلاق الثورة الإيرانية عام 1979، عندما قبل الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، استضافة شاه إيران، رضا شاه بهلوي، في مصر رغم مطالبة طهران بعدم استقباله، ومنذ ذلك الوقت، مرت العلاقات بين البلدين بمحطات مختلفة، وشهدت محاولات متكررة للتقارب.