“الخلافات” مع الحزب الحاكم تطيح بوزير الدفاع الإثيوبي
في تعديل وزاري مفاجئ، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الثلاثاء، تنحية وزير الدفاع، لما مجرسا، وهو الأبرز في التغييرات الجديدة، التي شملت أيضا حقيبتي المعادن والعلوم والتعليم العالي.
ويعد هذا التعديل هو الثاني لرئيس الوزراء الإثيوبي منذ توليه منصبه أبريل/نيسان 2018، حيث كان آخر تعديل له في أبريل/نيسان العام الماضي.
وتمثل إقالة وزير الدفاع الإثيوبي، لما مجرسا، وتعيين قنأ يادتا، خلفا له الحدث الأبرز حيث تعقدت الخلافات بينه، وبين الحكومة الإثيوبية بعد أن قرر الأول الاختفاء عن الأنظار وعدم الحضور والمشاركة في اجتماعات الحزب الحاكم والحكومة، ما أدى إلى تجميد عضويته في اللجنة المركزية والتنفيذية بالحزب الحاكم الشهر الجاري ليصدر قرار إقالته اليوم.
بداية الخلافات
وتعود الخلاف بين مجرسا، وحزب الازدهار الحاكم إلى ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد أن قام آبي أحمد، بتشكيل ائتلاف جديد باسم حزب الازدهار، وحل الائتلاف السابق الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية التي وصلت إلى الحكم بعد الإطاحة بنظام مينغستو هيلي ماريام العسكري في العام 1991.
وكان مجرسا، قد أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، عن عدم موافقته وتحفظه إزاء دمج الائتلاف المنحل “الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية” في حزب واحد (الازدهار)، ووصفه بأنه “اندماج متسرع للأحزاب السياسية”، ليقرر بعدها الاختفاء عن الأنظار وعدم المشاركة في اجتماعات الحزب، ليتم تجميد عضويته في حزب الازدهار في الـ9 من الشهر الجاري في اجتماع تقيمي للحزب.
وكان مسؤولون في حزب الازدهار قد وجهوا انتقادات حادة ،لمجرسا، واعتبروا مواقفه مزدوجة وغير واضحة من التحول الذي تشهده إثيوبيا، وعلى رأسهم، تاكلي أوما، عضو اللجنة التنفيذية بحزب الازدهار الحاكم، وعمدة مدينة أديس أبابا، الذي قال إن “مجرسا، أصبحت مواقفه مزدوجة وغير واضحة في الفترة الأخيرة”.
وأضاف أوما، في مقابلة تلفزيونية محلية، أن “الخلافات والتباينات بين، مجرسا، والازدهار يمكن أن تحل داخل أروقة الحزب وليس خارجها”.
وأشار إلى أن “السلوك الذي كان يمارسه مجرسا، مؤخرا كان مناقضا حيث أنه يقف ما بين الحكومة والمعارضة”.
وتابع: “لا أحد ينكر الدور الذي لعبه، مجرسا، في عملية التحول والتغير التي تشهدها إثيوبيا بوصول آبي أحمد، لكن ذلك لا يعفيه مما قام به من مخالفات للوائح والنظم الحزبية وهو عضو تنفيذي في الحكومة”.
ولفت إلى أنه “تم تقيمه بقصوره في القيام بمسؤولياته الكاملة بالحزب والحكومة ما أى إلى تجميد عضويته”.
كما وجه، مسؤول العلاقات العامة بحزب الإزدهار بإقليم أوروميا، تاي دندا، ونائبة رئيس إقليم أوروميا، جالتو ساني، انتقادات مماثلة لـ”مجرسا”، مشيرين إلى أنه لم يقوم بتحمل مسؤولياته الحزبية والحكومية فضلا عن تداوله معلومات مع معارضين للحكومة الإثيوبية وحزب الإزدهار الحاكم ما يجعله سلوك غريب لرجل مثل مجرسا.
وكانت اللجنة التنفيذية لحزب الازدهار الحاكم قد عقدت اجتماعا موسعا، الإثنين، قامت خلاله بتقييم المكاسب التي تحققت والتحديات التي تمت مواجهتها والآمال التي ظهرت بعد مبادرات الإصلاح”.
وقال بيان صادر عن اللجنة، إنها استعرضت التحديات من تلك القوى التي حاولت إفشال الإصلاح والاستيلاء على السلطة وتفكيك الأمة دون أية تفاصيل.
لكن البيان قال إن محاولاتهم أحبطت بسبب القيادة المستقرة والحكيمة التي قدمها الحزب الحاكم.
يذكر أن وزير الدفاع الإثيوبي، لما مجرسا، كان قد تولى حقيبة الدفاع، في أبريل/نيسان 2019 خلفا لعائشة محمد قبل أن يتم إعفائه اليوم من منصبه وكان من أقوى الشخصيات المؤثرة في إقليم أوروميا.
وهو مواليد شرق وللجا بإقليم أوروميا (وسط غرب إثيوبيا)، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة أديس أبابا في العلوم السياسية والعلاقات الدولية والماجستير في العلاقات الدولية.
وشغل مجرسا منصب رئيس برلمان إقليم أوروميا قبل أن يصبح رئيسا للإقليم في أكتوبر/تشرين أول 2016.