الدنمارك ستحظر حرق المصحف.. كشفت أسباب قرارها ووضعت عقوبات على الجاني
وخلال مؤتمر صحفي قال وزير العدل إن القانون الذي عرضته الحكومة “سيحظر التعامل بطريقة غير مناسبة مع أشياء تكتسي أهمية دينية كبيرة لدى ديانة ما”، موضحاً أن التشريع يهدف خصوصاً إلى حظر عمليات حرق هذه الأشياء والرموز وتدنيسها في أماكن عامة.
الوزير أضاف أن حرق المصحف، الذي وصفه بأنه “ينم في الأساس عن الازدراء وعدم التعاطف… يسيء إلى الدنمارك ويضر بمصالحها”.
من المقرر إدراج النص الجديد في الفصل الـ12 من قانون العقوبات الذي يتعلق بالأمن القومي، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وأضاف الوزير أن “هذا في صميم ما نقوم به ودافعه… لا يمكننا أن نبقى مكتوفي الأيدي بينما يقوم عدد قليل من الأفراد بكل ما في وسعهم لإثارة ردود فعل عنيفة”.
سينطبق البند القانوني أيضاً على تدنيس الكتاب المقدس أو التوراة أو الرموز الدينية مثل الصليب، على أن يعاقب الجاني بغرامة وبالسجن مدة عامين.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الدنماركي، لارس لوكه راسموسن، إن حكومة بلاده ستسعى إلى تجريم تدنيس القرآن والكتب المقدسة الأخرى أمام السفارات الأجنبية في الدولة الإسكندنافية.
وأضاف راسموسن في حديث، على الإذاعة الدنماركية العامة، إن “حرق الكتب المقدسة يخدم فقط غرض خلق الانقسام في عالم يحتاج في الواقع إلى الوحدة”.
وتابع: “لهذا السبب قررنا في الحكومة أننا سننظر في أنه كيف يمكننا، في مواقف خاصة جداً، وضع حد للسخرية من البلدان الأخرى، والتي تتعارض بشكل مباشر مع المصالح الدنماركية وسلامة الدنماركيين”.
والجمعة 11 أغسطس/آب 2023، أكملت مجموعة عنصرية مناهضة للإسلام في الدنمارك، مسلسل اعتداءاتها على المصحف الشريف بالعاصمة كوبنهاغن، وأقدم أعضاء في مجموعة عنصرية تسمي نفسها “الوطنيين الدنماركيين (Danske Patrioter)”، على حرق نسخ من المصحف الشريف، أمام سفارات باكستان والجزائر وإندونيسيا والمغرب، كما أقدموا على حرق نسخة أخرى أمام مسجد في كوبنهاغن.
بثت المجموعة مشاهد حرق المصحف الشريف على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، حاملين لافتات مناهضة للإسلام، ومرددين هتافات ضده. وأفاد مراسل الأناضول بأن الاستفزازات وقعت تحت حراسة الشرطة.
استمرار حرق المصحف في الدنمارك
يأتي حرق المصحف بعد أيام قليلة من أفعال مشابهة، حيث سبق أن شهدت العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، الثلاثاء، عمليات اعتداء جديدة على المصحف الشريف.
وقال مراسل الأناضول إن أعضاء مجموعة تدعى “الوطنيون الدنماركيون”، حرقوا نسخاً من المصحف أمام سفارات تركيا والجزائر وباكستان وإندونيسيا وإيران في كوبنهاغن.
وأشار إلى أن الأعمال الاستفزازية جرت تحت حراسة من الشرطة الدنماركية، وأن أعضاء المجموعة العنصرية والمعادية للإسلام رددوا هتافات ضد المسلمين. كما نشر أعضاء المجموعة لحظات الاعتداء على المصحف الشريف عبر مشاهد حية من صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.
وتكررت مؤخراً في السويد والدنمارك حوادث الإساءة إلى المصحف من قبل يمينيين متطرفين أمام سفارات دول إسلامية، ما أثار ردود فعل عربية وإسلامية غاضبة رسمياً وشعبياً، إضافة إلى استدعاءات رسمية لدبلوماسيي الدولتين في أكثر من بلد عربي.
يذكر أنه في 26 يوليو/تموز 2023 تبنت الأمم المتحدة قراراً بتوافق الآراء، صاغه المغرب، يدين جميع أعمال العنف ضد الكتب المقدسة، باعتبارها انتهاكاً للقانون الدولي.