آخر الأخبارأخبار عالمية

«الذباب المدمر».. «طنين» يصم جبهات أوكرانيا

نجحت الطائرات دون طيار من طراز FPV المعروفة بـ”الذباب المدمر”، في تغيير خطوط المواجهة والتحول لمعضلة حقيقية لقوات أوكرانيا.

تشكل الطائرات دون طيار تحولًا جوهريًا في تكتيكات الحرب، حيث توسعت من مجرد أداة ثانوية إلى عنصر أساسي في العمليات العسكرية. تتمتع هذه الطائرات بالقدرة على العمل بصورة مستقلة وتنفيذ مهام مختلفة في وقت واحد بفاعلية ودقة، من خلال التحليق على ارتفاعات عالية، إلى جانب تكلفتها المنخفضة مقارنة بالأسلحة التقليدية، وفقًا لصحيفة “الغارديان” البريطانية.

تم استخدام أنواع مختلفة من الطائرات دون طيار، بما في ذلك الطائرات الانتحارية، والمخصصة للاستطلاع، والهجوم، وأخرى تعتمد على الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لجأت موسكو في الأيام الأخيرة من العام الماضي إلى تكثيف استخدام مُسيّرات FPV، التي أثبتت فاعليتها في ساحات المعارك.

وأكد الخبراء الروس أن الفترة المقبلة قد تشهد تسارعًا غربيًا أوكرانيًا في تطوير تقنيات مضادة لهذه المسيّرات، وزيادة الاستثمار في رفع مستوى استقلالية المسيّرات الهجومية.

إحدى طائرات الذباب المدمر

وفي خضم تكثيف الهجمات الروسية على الأراضي الأوكرانية باستخدام مُسيّرات “الذباب المدمر”، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، اعترف جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية بفشل أنظمة الدفاع الجوي في التصدي لهذا النوع من المُسيّرات الروسية.

مشكلة كبيرة

وقال كيريل بودانوف، رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، إن الطائرات الروسية المسيرة من طراز FPV، التي تعمل بالألياف الضوئية، أصبحت مشكلة كبيرة لأنظمة الدفاع الجوي الأوكراني. ولا يمكن إيقافها باستخدام وسائل الحرب الإلكترونية المتطورة، بحسب وكالة “أر بي كا” الأوكرانية.

كما ذكرت ماريا برلينسكايا، رئيسة مركز دعم الاستطلاع الجوي الأوكراني، أن الشركات الغربية لا تقدم المساعدة التكنولوجية الكافية للقوات الأوكرانية ولا تنقل التقنيات باهظة الثمن إلى الجانب الأوكراني، خوفًا من استغلالها.

إحدى طائرات الذباب المدمر

 

يتم التحكم في مُسيّرات FPV عن طريق الألياف البصرية والكابل الضوئي، وهذا الكابل مرتبط بالشخص الذي يتحكم بالطائرة.

خطوط مواجهة من نوع آخر

أصبحت خطوط المواجهة، التي كانت يومًا ما قريبة بما يكفي لإطلاق النار المباشر، الآن مناطق قتل تمتد لأميال. تتبادل الفرق الروسية والأوكرانية للطائرات دون طيار الهجمات من مسافات تصل إلى ثلاثة أميال من الخطوط الأمامية.

ويقول دينيس، جندي في لواء “خيزاك” الأوكراني، بنبرة حزينة: “في عام 2022، كنا لا نزال نجري في خطوط الأشجار حاملين الرشاشات”.

ورغم استمرار القصف المدفعي وقذائف الهاون في الحرب الأوكرانية، أصبحت طائرات FPV الصغيرة، التي يبلغ حجمها حوالي سبع بوصات وقادرة على حمل كيلوغرام من المتفجرات، أداة شائعة تُدار عبر نظارات خاصة وجهاز تحكم يدوي.

وقد تطور هذا السلاح من “سلاح حديث في عام 2022” إلى “أحد الأسلحة المفضلة في عام 2023″، ليجوب كل الفضاء التكتيكي.

ما هي قدرات المسيرة؟

تصل سرعة الطائرات الصغيرة FPV إلى حوالي 37 ميلًا في الساعة. كما أنها تجبر المركبات المدرعة على التحرك بسرعة من وإلى خطوط المواجهة لنقل الجنود أو المصابين. بالإضافة إلى ذلك، فإن الكاميرات الحرارية تمكنها من العمل بفعالية ليلاً.

ورغم أن بطارية الطائرة تحد من وقت طيرانها، يمكن للطائرة الانتحارية FPV السفر لمسافة تصل إلى 20 كيلومترًا في ظروف جوية جيدة. لكن التركيز ينصب على توفير المال باستخدام الطائرات العائدة، مما يجعل نصف القطر التشغيلي الفعّال أقرب إلى 5 كيلومترات.

إحدى طائرات الذباب المدمر

تُعتبر طائرة FPV واحدة من النوعين الرئيسيين في ساحة المعركة. النوع الآخر هو الطائرات الرباعية التجارية “مافيك” المصنوعة من قبل شركة DJI الصينية. لكن طائرات FPV أبسط وتصمم محليًا في أوكرانيا (أو روسيا)، رغم أن العديد من المكونات لا تزال تأتي من الصين.

وقد كثفت وزارة الدفاع الأوكرانية جهود الإمداد، حيث أعلنت أنها أرسلت لقواتها 1.1 مليون طائرة FPV انتحارية بحلول منتصف ديسمبر/كانون الأول، بالإضافة إلى 100,000 طائرة أخرى أكثر تطورًا.

وفي المقابل، أفادت التقارير أن روسيا زودت قواتها بنحو “1.2 مليون إلى 1.4 مليون” طائرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى