يتطرق الكتاب إلى الأسطورة ودورها في الحياة، ويورد بعضاً من أساطير النشوء، والموت ودورة الحياة المتكررة، وأساطير السحر. ويعرض أيضاً جانباً من معتقدات السكان الأصليين في جزر التروبرياند حول الروح ورحلتها إلى العالم الآخر، وتواصلها مع الأحياء وعودتها إلى قراها في أثناء العيد السنوي، ودورها في السحر؛ وأكثر ما يلفت الانتباه فيما يتعلق بهولاء الناس الذين أجرى المؤلف بحثه الميداني بينهم في بدايات القرن الماضي، جهلهم بعملية التكاثر ودور الأب فيها، ونظرتهم إليه على أنه غير ذي صلة بأطفال زوجته.
ويعالج الكتاب مشكلة المعنى في اللغات البدائية معالجة بارعة، ويؤكد أن إدراك المعنى في تلك اللغات غير ممكن من دون معرفة ثقافة المجتمع. الكتاب قيّم من وجوه عدة، يحوي خلاصة فكر أحد أبرز رواد المدرسة الوظيفية في الأنثروبولوجيا، ويعالج موضوعات مهمة، نظرية وتطبيقية، لها أثر واضح في عالم اليوم، ولا تخلو من فائدة ومتعة.
