“الشرير دحلان” بمسلسل تركي.. دراما عن المخابرات تلمّح لدور الإمارات في استهداف أنقرة
تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني أوضح الأربعاء، 7 أبريل/نيسان 2021، أن الزعماء الأتراك لم يُخفوا مقتهم لزعيم حركة فتح الفلسطيني المنفي محمد دحلان.
إذ وصفه وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو بأنّه “زعيم خلية إرهابية”، وأضافت الحكومة اسمه رسمياً إلى قائمة أخطر الإرهابيين المطلوبين، وعرضت 700 ألف دولار مقابل أي معلومات عن مكانه.
“زعيم” فلسطيني يشبه محمد دحلان
Teskilat أو المنظمة هو مسلسل فريد من نوعه، وكان الأكثر شعبية على التلفزيون منذ إذاعته خلال الأسابيع الخمسة الماضية. ولم يسبق أن تعمّق أي مسلسل تلفزيوني تركي في عمليات المخابرات بهذه الدرجة من قبل.
إذ تدور قصة مسلسل المنظمة حول مجموعة من العملاء السريين الذين يتركون حياتهم الخاصة بكل ما فيها وراءهم، من أجل الكشف عن مؤامرةٍ أجنبية تستهدف أهم أسرار أنقرة: تصاميم طائراتها المسيّرة الشهيرة.
ثم يلتقي المشاهدون بزايد فادي، الزعيم الفلسطيني الذي غيّر موقفه بعد التعذيب الشديد على يد المخابرات الإسرائيلية، وكان كُتاب السيناريو واضحين بشأن أصول الشخصية، بدءاً من الاسم.
ويشير تقرير “ميدل إيست آي” إلى أن اسم زايد اختير في إشارةٍ واضحة إلى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الذي عيّن دحلان مساعداً له في الشرق الأوسط. أما اسم العائلة فادي فهو كنية دحلان في الحياة الحقيقية، إذ يُعرف على أرض الواقع باسم أبو فادي.
لم ينكر كتاب السيناريو في مقابلةٍ مع موقع Middle East Eye البريطاني أنّهم استخدموا خصم تركيا الإقليمي، الإمارات العربية المتحدة، كمصدر إلهامٍ للمسلسل.
دعم الإمارات لحزب العمال الكردستاني
حسب الموقع البريطاني، يجري تسليط الضوء بإيجاز على الجهود الإماراتية لدعم المنظمة السورية المنبثقة عن حزب العمال الكردستاني في الحلقة الأولى. حيث يدخل بطل مسلسل المنظمة التركي سردار، أو جيمس بوند تركيا، سوريا، بغرض إفشال هجومٍ إرهابي.
في الوقت نفسه يخدم زايد فادي مجموعةً تُدعى Company أو الشركة، “وتهدف إلى القضاء على تركيا باعتبارها قوةً إقليمية”، بحسب تقرير الموقع.
لكن مسلسل المنظمة يُقدم أكثر من مجرد نظرة ثاقبة على أنشطة دحلان، الذي اتُّهِم بتأدية دورٍ حيوي في محاولة الانقلاب عام 2016 ضد الحكومة المدنية في تركيا.
كما أن مسلسل المنظمة نفسه هو تعبير عن حجم نمو جهاز الاستخبارات الوطنية التركي بقيادة هاكان فيدان خلال السنوات الماضية، من وكالة كانت مهتمةً في الأغلب بالشؤون المحلية البسيطة والتهديدات الداخلية، مثل الجماعات الكردية والإسلاموية المتشددة، إلى جهازٍ يعمل على المستوى الإقليمي.
صورةٌ جديدة ومُحسّنة
في Teskilat، يُصادف الجمهور وكالة استخبارات عصرية، تسودها المساواة بين الجنسين، وتقودها النساء.
إذ ترأس المشرفة زهرة، الأم العزباء، عمليةً حساسة ومعقدة تتضمن طائرات مُسيّرة وقوات خاصة في سوريا للقبض على زعيمٍ إرهابي. وتُسقِط رجلاً عنصرياً في ألمانيا لحماية امرأةٍ مسلمة خلال مهمتها. بينما تمنع عميلةٌ أخرى تسليم معلومات حساسة تخص الدولة التركية في باريس.
يتضمّن مسلسل المنظمة بعض المشاهد المصورة داخل حرم جهاز الاستخبارات الوطنية التركي الجديد في أنقرة، الذي يُوصف بـ”القلعة”، إلى جانب مشاهد أخرى داخل المبنى. ما يشير إلى أنّ المخابرات قدّمت بعض العون للمسلسل.
إذ قال تشاغلار أرطغرل، الذي يؤدي دور سردار في المسلسل، للموقع البريطاني، إنّه استشار بعض عملاء المخابرات المتقاعدين لتجهيز نفسه للدور. وساعده أيضاً تدريبه على بعض الفنون القتالية في إتقان الشخصية.
أضاف: “في النهاية، يمكن القول إنّنا جارينا السيناريو المكتوب. عرفنا القصص الحقيقية من الضباط المتقاعدين، لكنهم رفضوا مشاركة غالبية التفاصيل بسبب حساسيتها، ورغم ذلك كانت قصصهم مصدر إلهامٍ حقيقي”.
“جيمس بوند” تركيا
لا يخفي المخرج ياغيز ألب أكايدين حقيقة أنّ المسلسل هو محاولةٌ لخلق النسخة التركية من شخصية جيمس بوند الأسطورية.
إذ قال: “لدينا أبطالٌ سريون لا يمكنهم أيضاً الاحتفال بانتصاراتهم. ويكرسون حياتهم لخدمة البلاد، لقد أثار هذا الأمر إعجابي أثناء العمل على الشخصيات”.
كما تفاخر أردوغان، العام الماضي، بأن جهاز الاستخبارات الوطنية يمتلك الآن طائرات مسيرة، ومركبات استخباراتية بحرية، وقمراً صناعياً، ووحدةً متخصصة في العمليات السيبرانية واستخبارات الإشارة.