الصين تحث إسرائيل على تقديم “ضمانات أمنية وتسهيل التطعيم” بغزة
حث المندوب الصيني الدائم لدى مجلس الأمن جينغ شوانغ يوم الخميس، إسرائيل على تقديم “ضمانات أمنية وتسهيل حملة التطعيم” ضد شلل الأطفال بقطاع غزة.
وأضاف جينغ شوانغ، أمام جلسة لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية، أن “إسرائيل تقيد عمل فرق الأمم المتحدة في قطاع غزة، وترفض بشكل متكرر تسليم الإمدادات مثل الوقود”، مشددا على أنه “يجب ألا نسمح بتكرار مأساة غزة في الضفة الغربية”.
وخلال الجلسة نفسها، تعهد نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة روبرت وود بدعم بلاده الكامل لحملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة. وحث وود، إسرائيل على التوقف عن إصدار أوامر الإخلاء أثناء حملة التطعيم، مؤكدا أن “حياة الأطفال تعتمد على نجاحها”.
وأعرب وود عن القلق بشأن إطلاق الجيش الإسرائيلي النيران على قافلة مساعدات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، وقال: “يجب أن تقر إسرائيل بأخطائها وتضمن عدم تكرار إطلاق قواتها النار على موظفي الأمم المتحدة”.
واختتم بالقول إن “اجتماع مجلس الأمن اليوم يشدد على أن الوقت قد حان للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى”.
وتعليقا على استهدف إسرائيل قافلة برنامج الغذاء العالمي بغزة، قال جيمس كاريوكي، نائب المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة إنه الصراع “الأكثر دموية” على الإطلاق للعاملين في المجال الإنساني.
وأضاف كاريوكي، أن تكثيف إسرائيل لأوامر الإخلاء القصيرة الأمد بالقطاع، بما في ذلك المناطق التي من المفترض أن توفر ملجأ آمنًا، يترك الفلسطينيين “بدون مكان آمن يلجؤون إليه”.
أما القائمة بأعمال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية جويس مسويا، فقالت إن الوضع في غزة “يائِس للغاية”، وأضافت أن المدنيين جوعى وعطشى ومرضى وبلا مأوى، وأنه “تم دفعهم إلى ما هو أبعد من حدود التحمل، وما هو أبعد مما يمكن لأي إنسان تحمله”.
وشددت مسويا، أنه “لا يمكننا التخطيط لأكثر من 24 ساعة مقدما لأننا نكافح لمعرفة الإمدادات التي سنحصل عليها، ومتى سنحصل عليها أو أين سنتمكن من تسليمها. إن حياة 2.1 مليون إنسان لا يمكن أن تعتمد على الحظ والأمل وحدهما”.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي في أغسطس، أثرت على ربع مليون شخص في 33 حيا في مدينتي دير البلح وخان يونس وشمال غزة، ولفتت مسويا، إلى أن أمر الإخلاء الصادر في 25 أغسطس أدى إلى أكبر عملية نقل لموظفي الأمم المتحدة منذ أن أجبروا على مغادرة شمال غزة في أكتوبر 2023.
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت حركة “حماس” أن الجيش الإسرائيلي استهدف “متعمدا” قافلة مساعدات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي في قطاع غزة، بهدف “ترويع وإرهاب” المؤسسات الإنسانية عن إغاثة الشعب الفلسطيني.
ومساء الأربعاء، أعلن البرنامج التابع للأمم المتحدة تعليق أنشطته في غزة “حتى إشعار آخر”؛ بعد تعرض مركبة ضمن قافلة تابعة له لإطلاق نار قرب نقطة تفتيش إسرائيلية مساء الثلاثاء.
وحملت “حماس” في بيان، الجيش الإسرائيلي “المسؤولية الكاملة عن جريمة إطلاق النار” التي تعرضت لها قافلة برنامج الأغذية أثناء مرورها قرب حاجز عسكري إسرائيلي في المنطقة الوسطى لقطاع غزة.
وأكدت أن الهجوم الذي استهدف القافلة بعد أن أوصلت شحنة مساعدات إنسانية “نعتبره هجوما متعمدا يهدف لترويع وإرهاب المؤسسات الإنسانية عن تقديم واجبها في إغاثة شعبنا الذي يتعرض لحرب إبادة”.
ومنذ أشهر، تشكو منظمات إغاثية فلسطينية ودولية من عدم توفر الحماية لفرقها، ما أدى إلى مقتل وإصابة الكثير من العاملين في المجال الإنساني بنيران إسرائيلية؛ وهو ما يزيد من معاناة الفلسطينيين في ظل حاجتهم الملحة للمساعدات المنقذة للحياة.
وتشن إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023 حربا على غزة؛ أسفرت عن أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة. وطلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وحولت تل أبيب قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ 18 على التوالي، وأجبرت حربها نحو مليونين من مواطنيه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.