“الصين والعالم”.. كتاب جديد لـ”حسين إسماعيل”
صدر حديثًا عن مجموعة بيت الحكمة للثقافة، كتاب “الصين والعالم: كيف ترى الصين العالم وكيف يرى العالم الصين”، لمؤلفه حسين إسماعيل خبير الشؤون الصينية. يقدم الكتاب من خلال فصوله الأربعة، قراءة متأنية لجوانب رئيسية من المجتمع الصيني والثقافة الصينية والتطورات التي شهدتها الصين خلال السنوات العشرين الماضية مما جعلها في بؤرة اهتمام العالم؛ حيث يسعى إلى إلقاء الضوء على أبرز التحولات في مجتمع الصينيين وفكرهم وثقافتهم ورؤيتهم لبلادهم وللعالم، من خلال جملة من القضايا الرئيسية التي تشغل الصينيين في المرحلة الحالية وفي المستقبل، ويقع الكتاب في 395 صفحة من القطع الكبير.
يسعى الكتاب إلى الإجابة عن التساؤلات التي تشغل كثيرا من المهتمين، بل وغير المهتمين بالشأن الصيني، والذين يستقي معظمهم معارفهم العامة البسيطة أو لنقل “السطحية” عن الصين من مصادر غير مباشرة. لا يخاطب الكتاب دوائر المثقفين ممن يمتلكون فرصا متعددة للوصول إلى المعلومات الصحيحة أو الرسمية عن الصين، بقدر ما يخاطب عموم الناس من القراء. ولعل انتشار فيروس كورونا المستجد في مطلع عام 2020، جعل من الصين مادة إعلامية حرة سواء في بعض المحطات الفضائية أو منصات التواصل الاجتماعي، تفتقد لمعايير ومدونات السلوك الإعلامي المتعارف عليها، فتهاجم الصين تارة لكونها- إن لم يثبت غير ذلك لاحقا- أول دولة ظهرت بها أول إصابة بفيروس كورونا المستجد، وتسلط الضوء على بعض العادات الخاصة بالثقافة التقليدية للطعام بالصين، وتارة أخرى تمتدحها لكونها أكثر البلدان نجاحا في السيطرة على انتشار الوباء. وهذا الكتاب يأتي ليس للرد على هذا أو ذاك، وإنما لينقل صورة هي الأقرب لواقع الصين، البلد الذي يمتلك تاريخا ممتدا، وحاضرا قادرا على المنافسة في شتى المجالات على المستوى الدولي الإقليمي والدولي.
والكتاب يقدم وصفًا شيقًا وموجزا لكثير من ملامح الثقافة الصينية وعادات وتقاليد الصينيين، بوصفها مدخلا رئيسيا لقراءة الصين ككل، فيتناول الكتاب على سبيل المثال، الحديث عن أسماء الصينيين وألقابهم، وهيئة الصينيين وملامحهم التي ربما تختلف باختلاف قومياتهم وأعراقهم، والملابس والأزياء الصينية التقليدية والمعاصرة، ويجيب عن تساؤل: هل الصينيون هم الأكثر أرقًا؟ كما يتحدث عن المرأة في الصين ودورها الاجتماعي والمكانة التي أهداها المجتمع الصيني لنسائه، كما يتناول الحديث عن الأطفال في الصين، وبعض القضايا ذات الطابع الخاص مثل الإنجاب وأنواع الطلاق وتعليم الفتيات والروح الصينية وثقافة الانضباط وعقيدة الاستقرار لدى الصينيين، وصولا للحديث حول مبادئ الحكم في الصين القديمة والحديث عن الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، وغيرها من المحاور.
ويعد كتاب “الصين والعالم: كيف ترى الصين العالم وكيف يرى العالم الصين”، الصادر عن بيت الحكمة، محاولة لفهم التطورات التي شهدتها الصين، سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، في السنوات الأخيرة، من خلال مقاربة موضوعية تقرن تلك التطورات بالتفاعلات الدولية والإقليمية، التي لها تأثير بشكل أو بآخر على المنطقة العربية. حيث يطرح مجموعة من الأسئلة من بينها: هل ستحتل الصين المسرح العالمي؟ وكيف يرى العالم الصين وطموحاتها؟ وما مدى توافق أو تعارض تلك الطموحات مع مصالح القوى الكبرى عالميًّا وإقليميًّا؟ وما المواقف مما يسمى بـ”صعود الصين”؟ وما موقع الدول العربية من كل هذه التفاعلات الصينية- العالمية؟ وهي أسئلة كثيرة لا يمكن تقديم إجابات قاطعة لها، ولا يمكن مناقشتها بمعزل عن واقع الصين وما يجري داخلها أو حولها.
من جانب آخر، يقدم الكتاب إطلالة على رؤية العالم لما يسمى بـ”صعود الصين”، واستشرافًا لمدى تأثير هذا “الصعود” على بنية النظام الدولي وعلاقات الأطراف الفاعلة فيه ومراكز القوى الرئيسية القائمة ومواقفها تجاه الصين، ويتضمن الكتاب أيضًا عرضًا للعلاقات العربية- الصينية وتطورها خلال السنوات الخمس والستين الماضية، منذ تأسيس العلاقات العربية- الصينية في عام 1956، عندما أقامت مصر العلاقات الدبلوماسية مع الصين في ذلك العام.
خلال العقدين اللذين انفرطا من القرن الحادي والعشرين، لم يهتم العالم بدولة قدر اهتمامه بالصين، كما أن الصين ذاتها، لم تهتم بالعالم الخارجي في أي فترة من تاريخها مثلما حدث خلال السنوات العشرين الماضية، وأصبحت الصين أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة إلى المستثمرين والقوى العالمية الأخرى؛ لأنها تتطور بسرعة كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي. وأصبحت أيضًا أكثر نشاطًا على المستوى الدولي في السنوات الأخيرة، الأمر الذي جذب الانتباه في جميع أنحاء العالم.
حصل حسين إسماعيل، على جائزة الصداقة الصينية عام 1999، وهو عضو جمعية الصداقة المصرية- الصينية، وعضو الجمعية الصينية للمترجمين. تخرج في قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بجامعة القاهرة، عمل محررًا سياسيًّا بالهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ومراسلًا من بكين للعديد من محطات الإذاعة والتليفزيون العربية، ونشر العديد من المقالات والبحوث حول الصين باللغات العربية والإنجليزية والصينية، وألف وترجم مجموعة كبيرة من الكتب حول الصين، وأسس وأشرف على تحرير مجلة (بيت العرب) لبعثة جامعة الدول العربية في الصين من عام 1996 حتى نهاية عام 2005.