العراق يحبط هجوما هائلا يستهدف مليارات الدولارات…
وأعلنت قيادة القوة البحرية، ظهر الإثنين 4 كانون الثاني/يناير، إبطال مفعول اللغم الذي كان ملتصقاً بالناقلة (POLA) بعد أن نزعته من بدن الناقلة أمس الأول، واحتجزته في منطقة معزولة تماما ثم قامت بتفجيره في تمام الساعة 11:30 هذا اليوم.
وأكدت القيادة في بيان، أن إبطال مفعول للغم تم من دون أن يتسبب بأي خسائر أو أضرار.
وتحدث الخبير الاقتصادي العراقي البارز، صالح الهماش، عن اللغم البحري والخسائر التي قد يوقعها لو انفجر قبل إبطال مفعولة من قبل القوات الأمنية في عملية نوعية، قائلاً:
حتى اللحظة لم تكشف الحكومة العراقية، من أين جاء هذا اللغم، وكان من المفترض أن تدرسه وتفحصه وتكشف منشأه وصناعته من أي جهة جاء، أن الصناعة الحربية والألغام تكون معروفة بالنسبة للمتفجرات والجهات العسكرية وكان بالإمكان أن يتم طلب مساعدة دولية في تحديد صناعة اللغم لكن الحكومة حتى الآن متكتمة عليه”.
خسائر مالية
وأضاف الهماش، أن اللغم كان استهداف منشأة اقتصادية مهمة جدا وإلا وهي الموانئ – المنفذ البحري الوحيد لدى العراق والمطل على الخليج العربي ومنها: ميناء أم قصر الشمالي والجنوبي وميناء أم فلوس والمعقل، واللغم كان يستهدف ميناء أم قصر الذي يعد أكبر الموانئ وأكثرها نشاطا وحيوية، بمحافظة البصرة جنوبي البلاد.
وأوضح، كاد أن يتسبب هذا اللغم بخسائر كبيرة بعضها دولية، لأنه هناك بواخر عالمية تنقل بضائع وسلع، وبضائع أسعرها قيمتها بمليارات الدولارات.
وكشف الهماش، أن حوالي 25 مليار دولار سنويا قيمة استيراد العراق أغلبها 60 إلى 70 % هي عبر الموانئ باستثناء المنافذ الحدودية التي مع إيران وتركيا والتي لا تتجاوز 20 مليار دولار تقريبا ً من التبادل التجاري.
كارثة هائلة
وتابع الهماش، أن اللغم كان يستهدف الاقتصاد العراقي ولو انفجر كان قد تسبب بكارثة هائلة وبالأساس الاقتصاد العراقي يعاني من مشكلة الركود والعجز المالي ولا يتحمل العراق أي صدمة اقتصادية أو ضرر.
وأكمل، كما أنه كان قد يؤدي لو انفجر إلى التأثير على سمعة الميناء عالميا والشركات العالمية لن تدخل الميناء مجددا، ولو دخلت فأن تأمينها سيكون مرتفعا وباهظاً في العراق كما حالة التأمين على الطائرات والنقل الجوي مرتفع جدا لذلك نشاهد تذاكر السفر من خلال الخطوط الجوية باهظة الثمن وذلك بسبب ارتفاع التأمين وبالتالي ارتفاع تكاليف نقل المواد والسلع إلى العراق وبالتالي ارتفاع السوق إضافة إلى الانخفاض في الدينار العراقي مقابل ارتفاع سعر صرف الدولار الذي حصل مؤخرا.
وأختتم الخبير الاقتصادي العراقي، مشيرا إلى أن اللغم كان قد يؤدي إلى كارثة كبيرة للاقتصاد العراقي، أما مصدر للغم فكان المفروض من الحكومة أن تطلب من الأمم المتحدة أو دولة أو جهة أخرى لديها خبرة في الصناعات الحربية تستطيع أن تحدد هذا اللغم من أين جاء وكيف صنع وممكن تتبعه من خلال الأقمار الصناعية وهو لغم كبير جدا ومعدن وممكن مراقبته ومعرفته بسهولة.
وكانت خلية الإعلام الأمني العراقي قد أعلنت في بيان الخميس الماضي 31 ديسمبر/ كانون الأول 2020، في تمام الساعة الرابعة من عصر الخميس، لوحظ وجود جسم غريب التصق بإحدى السفن في منطقة انتظار السفن بالمياه الدولية، وتبعد 28 ميلا بحريا عن موانئنا النفطية أمام الموانئ العراقية.
وأضافت الخلية، تبين أن هذه السفينة مؤّجرة من شركة سومو للتسويق النفطي، وبجانبها سفينة أخرى تتزود بالوقود منها، وعلى الفور تم تشكيل فريق معالجة المتفجرات من وزارة الداخلية، وتم نقله جوا إلى الفاو، وبالتنسيق مع القوة البحرية العراقية توجه إلى السفينة المعنية، ورغم ارتفاع وشدة حركة الأمواج تمكن من إخلاء السفينة الأخرى والإبقاء على السفينة التي تبين التصاق لغم بحري كبير بها.