الغرام القاتل
بقلم : زينة مرشد
في هذا العالم، هنالك من يستقبل الصباح كل بطريقته، فبين فنجان قهوة ورياضة صباحية أو صلاة فجر، أحدهم تغريه سيجارة مخادعة وتراوده بأن يرتشف دخانها، لتتبع تلك الرشفة ابتسامة باهتة.
يا ترى هل هي دليل على راحة شعر بها، أم أنه يسخر من فعلته؟ . فبمجرد أن تفتح المتاجر أبوابها، يفتح محفظته لا لصدقة أو رغيف خبز، بل لدخان هارب ينتشي به.
هو لا يدري أنه أصبح عبدا لورقة ملفوفة تحترق، هو لا يدري أنه أصبح قاتلا لمن هم حوله بدخان يستنشقونه وينفثه هو.
حتى مفردات تلك الكلمة مرعبة حين تجتمع لتصبح دخان..
فداله.. دمار لمجتمع كل من فيه يتباهى بأنه مدخن.
وخائه.. خيانة تلك السجائر لصاحبها.
وألفه.. ألف آه تخرج من رئة تلتقط النفس.
أما نونه.. نقمة لمريدها في حاضره ومستقبله.
لذلك يا أصدقائي.. لن نكون ممن يستسلم لتلك السجائر، لن نكون ممن يهرب إليها عند حزننا أو ما شابه. لا.. بل ولأننا صناع الغد والأمل سلاحنا، فلنهزم الحزن والمشاكل بأن نغني مثلا، لنرسم أو نكتب أو حتى نرقص، ولا نكون لقمة سهلة لذاك الغرام القاتل، ويحضرني بيت شعر للشاعر علي دمر وهو يقول:
يا ويح من يشتري خصما ليقتله بالمال، مهما يكن في شك إقلال
لذلك.. لن نضع مجسما لنفق الموت في أفواهنا، لن نشاهد أحلامنا تحترق كما تلك السجائر، ولنؤمن بأن من وضعها في فمه مرة، وضعته في قبره بسرعة.
فأن تترك إرادتك مقيدة ومشلولة، وليس بوسعك فعل شيء، فحينها لن تفيدك دموع أحبتك، حتى وإن أوقفت التدخين، فإحدى رئتيك قد انتهت.
لذا لا تجرب.. ويخدعك الغرام القاتل، وضع بين عينيك أن الوقاية خير من أحبة يضعون الورد على قبرك عند اشتياقهم لرائحتك.