الفرنسيون يلتهمون 4 آلاف طن أرجل ضفادع سنويا.. بيزنس بالمليارات
يلتهم الفرنسيون نحو 4 آلاف طن من أرجل الضفادع سنويا، لإعداد واحدا من أهم الأطباق “الفاخرة” على المائدة الفرنسية، بيد أن اعتماد البلاد على استيرادا 99% من الضفادع، دفع أحد رجال الأعمال إلى استغلال هذا البيزنس الذي تتخطى قيمته مليارات الدولارات.
باتريس فرنسوا، رئيس شركة “فرنسوا برودوكسيون” اتجه عام 2010 إلى تأسيس مزرعة لتربية الضفادع في مسعى لنيل حصة من هذا السوق المربح.
وقد حذا قليل من المبادرين المقدامين حذوه في هذا النشاط مذاك في فرنسا.
ويقول فرنسوا: “بدأنا نحقق نتائج جيدة.. ثمة حفنة من مزارع تربية (الضفادع) في فرنسا لكن أصحاب المطاعم يواجهون صعوبة في التزود بما يكفي من الضفادع”.
وأضاف: “99 % من الضفادع المستهلكة في فرنسا مصدرها بلدان شرق أوروبا للطازجة منها، ومن آسيا لتلك المجلّدة”.
ويلتهم الفرنسيون ما يقرب من 4 آلاف طن من أرجل الضفادع سنويا، وفق أرقام نشرتها وكالة سلامة الغذاء (أنسيس) سنة 2017.
وصُنفت الضفادع أجناسا محمية منذ 2007، ويُمنع سحب أي كميات منها من الطبيعة لغايات تجارية.
أفضلية الضفدع الطازج
ومن بين المؤسسات التي نجح باتريس فرنسوا في استقطابها أخيرا، مطعم بوكوز العريق الحائز نجمتين في دليل ميشلان الشهير للمطاعم، في منطقة كولون أو مون دور قرب ليون، والذي بات يستعين بضفادع من مزرعته لاستخدامها في أطباق مقدمة ضمن قائمة الطعام لموسم الخريف.
ويقول المربي مفاخرا “هم الذين اتصلوا بي، في بادرة تقدير لطيفة”.
ويشيد جيل راينهارت الذي يعمل طاهيا في مطعم بوكوز منذ 22 عاما، بهذا الخيار قائلا “قبلا، وبسبب عدم توافر بدائل، كنا نتزود من الخارج. لكن هذه الضفادع الفرنسية الطازجة للغاية أمر مختلف تماما. الزبائن يعشقونها”.
ويصف هذه الضفادع المحلية قائلا “جلدها أرق بكثير، والضفادع أكثر سماكة وتماسكا كما أنها مقرمشة مع حفاظها على سلاسة الطعم”.
ويوضح الطاهي أن شركة “فرنسوا برودوكسيون تزودنا مئتي قطعة مرتين أسبوعين، أي 400 رجل ضفدع. كلها تباع رغم الوضع الحالي خلال (جائحة) كوفيد والغياب شبه التام للزوار الأجانب”.
الكبيرة تلتهم الصغيرة
وفي المزرعة، كل مرحلة لها “أحواضها” الخاصة… من التكاثر إلى فقس البيض مرورا بكل مراحل التحوّل الطبيعي التي تستمر سنة تقريبا حتى تصبح بالغة بوزن يراوح بين 50 جرام و100 قبل أن ينتهي بها المطاف في أطباق الفرنسيين.
ويوضح فرنسوا “نتحكم بكل السلسلة، من التكاثر إلى مرحلة القضاء عليها بعد تخديرها على البارد وتقطيعها وتوزيعها”.
ويشير إلى أن “هدفنا يكمن في أن تكون لدينا أحواض بأكبر قدر ممكن من التجانس تفاديا لافتراس الحيوانات الكبيرة لتلك الصغيرة”.
ويشير المربي البالغ 56 عاما إلى أن “الضفادع البرية تقتات على الطرائد الحية والحشرات وكل ما يتحرك” أمامها.
ويحصل التزاوج في أحواض التكاثر بين ديسمبر/ كانون الأول وأغسطس/ آب، مع موسم ذروة في الربيع.
ويغطي الذكر الأنثى لتحفيز الإباضة. وعندما تخرج الأنثى ما بين ألف بيضة و1500، يطلق الذكر بذرته للتخصيب. وتسجل هذه الإباضة الخارجية نجاحا متفاوتا، “من 0% إلى 100%” وفق المربي.
ويقول فرنسوا “لدينا، من أصل مليون بيضة، 100 ألف تتحول إلى ضفادع، أي ما نسبته 10 %”. أما في الطبيعة، نسبة الضفادع التي تصمد هي 2 من كل ألف، إذ تقع البقية ضحية افتراس حيوانات أخرى”.