القبائل الليبية تعقد أكبر مؤتمر لدعم الجيش في ترهونة
استقبل القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر وفدا من أعيان ومشائخ قبيلة ورفلة وعميد بلدية بني وليد وممثلي كل المكونات الاجتماعية بالمدينة في مكتبه بمقر القيادة العامة بالرجمة.
وأكد الوفد، بحسب بيان عن القيادة العامة، دعم قبائل ورفلة وانحيازها الكامل للقوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب، كما أكدوا رفضهم التام للتدخل التركي في شؤون البلاد وجلب حكومة الوفاق غير الدستورية لمرتزقة سوريين لقتال أبناء الشعب الليبي.
ومن جانبه، عبّر القائد العام عن شكره للمواقف المُشرفة لقبيلة ورفلة وكل القبائل الليبية في دعمهم المتواصل لجيشهم في حربه على الإرهاب ورفض التدخل التركي الغاشم في شؤون البلاد.
المؤتمر القبلي الأكبر
ومن المقرر أن تعقد القبائل الليبية مؤتمرا حاشدا يعد هو الأكبر في تاريخ ليبيا المعاصر، ويضم أكثر من ألف ممثل لكل القبائل والمكونات الاجتماعية الليبية من عرب وطوارق وتبو وأمازيغ، في مدينة ترهونة على حدود العاصمة طرابلس، يومي 19 و20 من الشهر الجاري.
وتشير المعلومات الأولية، حسب مصدر من قبائل مدينة ترهونة، إلى أن “المؤتمر سيحضره العديد من قيادات القبائل البارزين مثل الشيخ السنوسي حليق شيخ قبيلة الزوية التي سبق وأعلنت إغلاق النفط في مناطقها، والشيخ صالح الأطيوش شيخ قبيلة المغاربة الذي ساعد الجيش في تحرير الموانئ النفطية في الفترات السابقة من المليشيات والتنظيمات الإرهابية”.
كما سيشارك بحسب مصدر لـ”العين الإخبارية” كل من “شيوخ قبائل الطوارق وقيادات عسكرية من الطوارق وممثلين عن قبائل الأمازيغ، وغيرهم من كل قبائل ونخب ليبيا شرق وغرب وشمال ووسط وجنوب ليبيا، بالإضافة إلى أكاديميين ونشطاء وبعثة الأمم المتحدة وممثلي الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية”.
الدبلوماسية الشعبية
ومن جانبه، اعتبر اللواء صالح رجب المسماري، رئيس المجلس الأعلى لقبائل الأشراف والمرابطين، أن حضور ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية لمؤتمر القبائل المزمع عقده في ترهونة جاء نتيجة لاستخدام الدبلوماسية الشعبية وإجبار الجميع على الاستماع لمطالب الشعب الليبي وشروطه.
وقال المسماري، إن “القبائل قبلت اللقاء بهذه المنظمات لرفع الضغط والحرج عن الجيش الليبي حول أي اتهام له بالمساهمة أو المشاركة أو حتى الإيحاء بإغلاق إنتاج النفط الذي تذهب عائداته لاستجلاب الإرهابيين والمرتزقة”.
ولفت إلى أن “القبائل ستعمل على إيصال رسالة مهمة وقوية للمنظمات الدولية مفادها إن كنتم تطالبون بإعادة إنتاج النفط تحت دعوى مصالح الشعب الليبي فها هو الشعب الليبي هو نفسه من أغلق إنتاج النفط لأنه متضرر ويُقتل أبناؤه من عائداته عوضا عن استخدامها في الإعمار وبناء المستشفيات والمدارس”.
وشدد على أن “رسالة الشعب الليبي وقبائله الشريفة واضحة وسيقولها في وجه كل من يلتقي به، في إطار دعمه المستمر وغير المتناهي للجيش الليبي والجهات الشرعية، وحربه على الإرهاب والمليشيات، والقضاء على أي أجنبي مسلح تطأ قدمه أرض البلاد”.
وأشار المسماري إلى أن “الشعب الليبي وكياناته المجتمعية لا يزال في جعبته العديد من الخطوات التصعيدية ضد أي تدخل أجنبي او أي مستعمر يريد احتلال ليبيا”، مؤكدا أن “القبائل قد تلجأ إلى تجنيد كل شاب يقدر على حمل السلاح وإعلان حالة النفير الشامل وتوقيف جميع الأعمال في الدولة لصالح المجهود الحربي إن استدعى الأمر ذلك”.
ردع شعبي
ومن جانبه يرى الدكتور عبدالحكيم، فنوش المحلل السياسي الليبي، أن “هذا اللقاء في مثل هذا التوقيت مهم جدا لأنه يؤكد حالة شعبية تردع محاولات الأطراف الأخرى إعطاء طابع عسكري صرف لفعل تحرير طرابلس يختزل تحرك القوات المسلحة في فكرة الصراع على السلطة”.
وأكد فنوش، أن “هذا اللقاء سيرسل رسالة للعالم كله أن تحرير العاصمة هو فعل تحرير وخلاص ممن يشكلون إرادة خارجية مفروضة على ليبيا”.
وتابع أن “هذا اللقاء سيكون له دور مهم وسيشكل رسالة قوية للخارج بأن الجيش الليبي ودوره هو حالة شعبية، كما سينزع من خلالها الطابع الجهوي الذي حاولت الجماعات والمليشيات التي تمثل حالة الاحتلال التركيز عليه في خطابهم الإعلامي”.
وحول جدوى هذا الاجتماع يقول “فنوش” إن “اجتماع جميع القبائل ومن كل المدن الليبية في ترهونة بعد الحراك الشعبي والمظاهرات التي حدثت في بنغازي، الجمعة، سيجعل الأطراف الخارجية تراجع رهاناتها وستعلم أن محاولاتها فرض السراج ومن معه رهان خاسر”.