آخر الأخبارتحليلات و آراء

الكاتب الفلسطيني محمد حسين سارد وجع الشتات

عقيل هاشم…

ناقد وكاتب… العراق

في ادبيات الكاتب محمد حسين نجد أن مهمته الادبية هي الاعلاء من شان المقاومة وفضح المؤامرة ضد شعبه. وهذا شان الكاتب الفلسطيني. حيث يخوض تجربة الكتابة الروائية كفعل مقاوم. هو ينظر لمأساة الشعب الفلسطيني من منظور أنساني وصاحب حق، ينفتح ومن خلال سرديات على زوايا متعددة تشمل الإنسان والمكان ، بحيث يطل منها على قطاع واسع جدا من الشخصيات وعلاقتها بالمكان ،الهوية.
ينكشف ذلك من خلال حوادث مطردة، متلاحقة، تتكئ على مفاصل تاريخية لا تخلو فداحة الأحداث من وظيفة تؤديها أداءً فنيًا، فهي أن تمثل هيكلا يجمع ما في هذه السرديات من حوادث متناثرة، ومتداخلة، تسودها تقنية التقديم والتأخير تارة، والاسترجاع باستدعاء الماضي تارة، والاستشراف أو التنبؤ بواقع يحدث تارة أخرى، وهذه المفاصل التاريخية تساعدُ على تنضيد تلك الحوادث المتناثرة في نسق يخدُم القضية.
أما الحدَث الذي يحتل موقع البؤرة في البناء السردي لهذه السرديات، هو الصراع الازلي بين الاحتلال والشعب الفلسطيني ابتداء من دخول قوات الاحتلال الي المدن وتهجير أهلها بكل ما جبلوا عليه من وحشية، وما فطروا عليه من قسْوة، وما يمتلئ به المكان من فواجع.
هذه المشاهد القاسية وصفها بدقة ربما كان للضرورة الفنية هي التي أملت على الكاتب ذلك،وظهر ذلك جليا من خلال اللجوء إلى البناء الدرامي، جعل متانة في الحبكة.
فالراوي في هذه السرديات هو يمثل، شئنا أم أبينا، صوْتُ المؤلف.
وكأنه مراسلاحربيا التقط صورا من قلب الحدث وبدقة،واحتراف. وعمق، هي بالتالي مأساة الشتات الفلسطيني، وسعي المشردين الذين تقاذفتهم المنافي في فضاءات بعيدة بعد أن اقتلعوا من أرضهم، ومدنهم ليزرعوا في أرض أخرى، مايحصل اليوم في غزة دليل إدانة على همجية الخصم وتنبؤ الكاتب لما يحصل لأهله في قادم الأيام من خلال الذكرى والهوية والتمسك بالأرض مهما طال الزمن وبعد المكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى