الكاتب اليمني الجنوبي الحزيبي: المجلس الانتقالي مقبلٌ على إجراءات مهمة لاستعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة
حوار/ أوبينيا تايمز
منذ بدء الحرب على اليمن بشطريه الشمالي والجنوبي من قبل ما يسمى “بقوات التحالف العربي” بقيادة السعودية، وبدعم من بعض الدول العربية، وسَمِهم إن شئت الإخوة “الأعدقاء”، وبدعوى لاستعادة الشرعية بعد انقلاب جماعة الحوثي على الحكومة القائمة حينها، وحماية الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية من هجماتهم المتكررة.
وفي ظل الانتهاكات الإنسانية الجسيمة التي تعرض لها اليمن، وهدر مقدراته واستنزاف خيراته منذ ما يقارب ثمانية أعوام، أي عمر الحرب التي تدور رحاها إلى الآن، والشعب اليمني للأسف هو من يدفع ثمنها بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى مطامع جيرانها المدفوعة بمصالحهم، والتي تدفع نحو تمزيقه وتفتيته لخدمة هذا التوجه.
وفي ظل التحديات والأوضاع الاقتصادية والإنسانية المأسوية التي تعيشها البلاد، ووسط التساؤلات عن توقيت ودلالات انفصال جنوب اليمن عن شماله، ينتظر الشارع اليمني عودة يمنه السعيد إلى الحياة كما كان يوماً ما.
ولكننا ..نجد أن إعادة تشكيل هيئة رئاسة الانتقالي ماهو إلا تمهيدا لإعلان فصل جنوب اليمن عن شماله، وإزاء هذه التطورات، رأت “أوبينيا تايمز” أن تضع أسئلتها على طاولة الكاتب السياسي اليمني الجنوبي يوسف الحزيبي.
– هل ساهمت سيطرة وسطوة الشماليين على احتكار الأراضي والامتيازات النفطية الجنوبية في زيادة الانقسام في قطع شعرة معاوية وربما الكفر بالوحدة، والدعوة للانفصال؟
بالنسبة لسؤالك، فعلاً أثبتت سياسة الشماليين في السيطرة ونهب الأراضي وثروات الجنوب تحت مسميات مختلفة، وتقاسم تلك الثروة والأراضي بين تلك الأطراف الشمالية المتسيدة، والمعروفة لدى الجميع، لجميع الجنوبيين أن الجنوب فعلا محتل، ولن تكون الوحدة سوى غطاء لذلك الاحتلال الممنهج الذي احتل الجنوب واضطهد شعبه ثلاثون عاماً..وهذا كان له الأثر السلبي على جميع الجنوبيين، وذلك بالمطالبة بالانفصال واستعادة الدولة، ومن خلالها بدأت تلك الثورات السلمية المطالبة بذلك، والتي كانت تُقمع بكافة أنواع القمع والقتل والتنكيل بحق أبناء الجنوب، ومع استمرار الثورة تم طرد “المحتل” بقوة السلاح والذي تشكل من تحالف القوى الشمالية مع مليشيات الحوثي لاجتياح الجنوب عام 2015، ولكنه عاد بشكل وصور أخرى محاولا حتى اللحظة من عملية التشبث والبقاء للاستمرار بعملية النهب، الأمر الذي لا يتقبله أبناء شعب الجنوب المطالب بحق تقرير مصيره في استعادة الدولة وهو ما يحدث حالياً، من خلال انعقاد مؤتمر الحوار الجنوبي الذي قاده المجلس الانتقالي الجنوبي ممثل الجنوب، وما خرج به من نتائج إيجابية وميثاق وطني جنوبي يؤكد للعالم أجمع أن ما يسمى بالوحدة انتهى، وأن الجنوب قادر على استعادة دولته وبنائه مهما كلفه الثمن، وأول مراحل بناء الدولة بدأ تأسيسها باجتماع كل المكونات الجنوبية وتوقيعها لميثاق وطني جنوبي يسعى لبناء دولة الجنوب وكيفية إستعادة دورها السيادي والسياسي والمؤسسي بكافة المجالات.
– ما دور العامل الخارجي في حالة الانقسام التي يعيشها اليمن؟ وهل هناك ثقة في هؤلاء الذي يستخدمون اليمنيين خدمة لمصالحهم أولا؟
بالتأكيد للعامل الخارجي أثر كبير، قد يكون بعضه ايجابي وبعضه الآخر سلبي، خاصة وأن هناك دولاً عبر أذرعتها لا ترغب بأن يكون هناك أي استقرار في الوطن العربي، وهذه الدول هي من فجرت ذلك الربيع، وذلك لتحقيق أهدافها وأطماعها بعيدة المدى.
واليمن واحدة من تلك الدول التي كان للعامل الخارجي أثر سلبي في ذلك الصراع بل وتغذيته ليستمر، فالكل يبحث عن تحقيق مصالحه وأطماعه الإستراتيجية، فمن خلال مساعي ممثل الجنوب “المجلس الانتقالي الجنوبي” نجد أن هناك دولا لها مصالح كبيرة وتاريخ عريق مع الجنوب العربي، إذ أصبح للجنوب علاقات دولية مع العديد من الدول العربية ودول الإقليم والمجتمع الدولي بشكل عام.
لهذا نجد أن أنظار دول العالم والإقليم والمنطقة تتجه نحو قضية الجنوب اليوم ، وهناك تحركات دولية واسعة تسعى لترسيخ العلاقات الدبلوماسية مع القيادة السياسية الجنوبية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرأسه الرئيس عيدروس الزبيدي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
ما أثر التجربة الكفاحية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لكل من اليمن الديمقراطي وجمهورية اليمن في فشل تجربة الوحدة..؟
أثر التجربة أن اليمن الديمقراطي وجمهورية اليمن،مرت بعدة تجارب ومنعطفات تاريخية أكسبتها معرفة وأهمية في كل مرحلة تاريخية مرت بها..، الشيء الآخر أن اليمن الجنوبي كان أكثر وعيا وثقافة وتطورا من الآخر ولديه القدرة لاستيعاب الأحداث، كما يمتلك الجنوب الكفاءات والقدرات مالا يمتلكه الآخر، وبنفس الوقت اليمن الجنوبي تأثر بسياسة المحتل البريطاني واستفاد منها كثيرا، فهو كالبحر لا يقبل أي جسم غريب وكل شيء سيئ تقذفه تلك الأمواج.
وبالتالي فإن ما يسمى بالوحدة اليمنية بعد إعلان الحرب على الجنوب واحتلاله، أصبح ماضٍ ولم يعد له أي أثر اليوم في الجنوب، نتيجة لفشلها للأسباب التي ذكرناها سابقاً.
هل كشفت عملية اغتيال 158 سياسيا من جنوب اليمن في الفترة ما بين 1991 و1993 أن هناك من يستهدف رجالات اليمن الجنوبي تحت لافتة الوحدة تمهيدا للسيطرة عليه؟
بالنسبة لهذا الأمر كانت النية مبيتة منذ أول يوم، والاغتيالات التي تمت دليل على ذلك، وتم النكث بكل اتفاقيات الوحدة حول الأخذ بالأفضل في التجربتين.
ونجد أن أسباب فشل الوحدة تكمن في عدم التجانس بين الشعبين والاختلاف في نمط الحياة والقوانين والنظم الاجتماعية، حيث في الجنوب تنظيم مدني وفي الشمال تنظيم قبلي.
هل جاء تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي كخيار فكري وسياسي واقتصادي ردا على تعامل أطراف متنفذة شمالية مع الجنوب كغنيمة ؟
بعد نضالٍ وحراكٍ جنوبي كبير ظل لسنوات عديدة، جاء تشكيل المجلس الانتقالي كضرورة ملحة كحامل للقضية الجنوبية، وذلك لتحرير كامل أرض الجنوب من هذا الغزو الذي توحدت فيها قوى الشمال لغزو الجنوب.
حنيها توِّج هذا النضال في تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي في إعلان عدن التاريخي 4 مايو لعام2017، وتفويض الانتقالي كحامل وممثل شرعي للجنوب وقضيته في حق تقرير مصيره باستعادة دولة الجنوب.
أشرت في حديث سابق عن توقيع ميثاق وطني جنوبي، ماذا بعد هذا التوقيع هل هناك ما سيتم إقراره من قبل المجلس الانتقالي فيما يخص دولة الجنوب…!
وهل بات قيام دولة الجنوب أمر واقع يرافقه تأييد دولي وإقليمي ؟
بالتأكيد لقد تم عقد لقاء تشاوري اجتمعت فيه كل القوى والمكونات الجنوبية وتم التوقيع على ميثاق وطني جنوبي، وبالتالي فيما يخص الإجراءات القادمة التي سيتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي، فإن هناك إجراءات قادمة على قدم وساق، وذلك من خلال توسعة دوائر وهيئات المجلس الانتقالي وضم الجميع فيها لما يضمن المشاركة الفاعلة لكافة القوى الجنوبية في رسم وبناء الدولة الجنوبية المستقلة.
وبالتالي فإن المجلس الانتقالي أعلن عقد دورته السادسة للجمعية الوطنية “البرلمان الجنوبي” في محافظة حضرموت الجنوبية اليوم الأحد 21مايو والذي يستمر حتى23 الشهر الجاري، هذا ويأتي انعقاد الدورة السادسة تأكيداً على أن المجلس الانتقالي مقبلٌ على إجراءات وإقرارات مهمة تخص استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة.
ولهذا بالتأكيد على سؤالك إن قيام الدولة الجنوبية بات أمر واقع، إذ نجد أن هناك تأييدا دوليا وإقليميا في هذا الشأن خاصة وأن الجنوب اليوم قد اجتمع بكل قواه تحت مظلة واحدة، ووقّع الجميع على الميثاق الوطني الجنوبي، وهذا ما يريده المجتمع الدولي سابقا وتتجه إليه أنظار العالم اليوم .