“الكلاب سترحب بهم” لو اقتحموا سور البيت الأبيض.. ترامب يعلق على التظاهرات ويشيد بالشرطة السرية
أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بطريقة تعامل جهاز الخدمة السرية أمام البيت الأبيض مع متظاهرين غاضبين من مقتل رجل أسود، قائلاً: “لو تسللوا إلى مقر الرئاسة لواجهوا الكلاب الأكثر شراسة”.
السلطات في مدينة منيابوليس الأمريكية كانت وجهت السبت 30 مايو/أيار 2020، تهمة القتل لأحد أفراد شرطة المدينة بعد أن ظهر في تسجيل مصور وهو يضغط بركبته على عنق رجل أسود أعزل مما تسبب في وفاته، في واقعة أطلقت شرارة احتجاجات عنيفة على مدى أربع ليال.
ترامب ذكر في سلسلة تغريدات على تويتر، أن عناصر الخدمة السرية (المعنية بحماية كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية) أدوا “عملاً جيداً”، قائلاً: “إنهم لم يظهروا مهنيتهم التامة فحسب، بل وكانوا رائعين”.
الرئيس أشاد بكيفية استبدال الخدمة السرية عناصرها في الخط الأمامي أمام المتظاهرين، مشيراً إلى أن حشد المتظاهرين كان كبيراً ومنظماً بشكل مهني، غير أنه لم يستطع أي منهم الاقتراب من سياج البيت الأبيض.
أضاف ترامب: “لو تمكنوا من ذلك، كانت سترحب بهم الكلاب الأكثر شراسة والأسلحة الأكثر رعباً، وكان هؤلاء الناس سيصابون بجروح بليغة على الأقل، وكان كثير من عناصر الخدمة السرية في الانتظار مستعدين للتصرف”.
وأعرب الرئيس عن إعجابه بأفراد الخدمة السرية، ونقل عن أحدهم قوله: “عناصر شابة كانوا متمركزين في الخط الأمامي لأنهم يحبون ذلك، وهذه هي تجربة جيدة”.وحول المتظاهرين، غرد ترامب “هذه مجموعات منظمة لا علاقة لها بمقتل جورج فلويد، محزن”.
في تغريدة أخرى، انتقد ترامب عمدة واشنطن الديمقراطية موريل باوزر، قائلاً: “إنها تبحث دائماً عن الأموال والمساعدة لكنها لم تسمح لشرطة المدينة بالتدخل بدعوى أن هذه ليست مهمتهم”.
واقعة القتل: بعد يوم من الحادثة ألقت السلطات القبض على الشرطي ديريك تشوفين بتهمة القتل من الدرجة الثالثة والقتل غير العمد لتسببه في وفاة جورج فلويد (46 عاماً) يوم الإثنين. وقد أقالت السلطات الشرطي وثلاثة من زملائه شاركوا في الواقعة.
في لقطات مصورة التقطها أحد المارة بهاتفه المحمول وانتشرت على الإنترنت على نطاق واسع، ظهر الشرطي وهو يضغط بركبته على رقبة فلويد الذي كان يحاول التنفس ويتأوه قائلاً “من فضلك، لا أستطيع التنفس” في حين تجمع حشد من المارة وصاحوا في وجه أفراد الشرطة لتركه وشأنه.
وبعد عدة دقائق بدا فلويد بلا حراك ثم أعلنت وفاته لاحقاً في أحد المستشفيات.
فيديو أشعل الاحتجاجات: المقطع المصور أشعل فتيل غضب يقول ناشطون في مجال الحقوق المدنية إنه يستعر منذ وقت طويل في منيابوليس وعدد من المدن في أنحاء البلاد بسبب التحيز العنصري المستمر في نظام العدالة الجنائية الأمريكي.
المدعون في مقاطعة هينبين وجهوا الاتهامات للشرطي بعد ليلة ثالثة من الحرق والنهب والتخريب أضرم فيها المحتجون النار في مركز للشرطة مما استدعى نشر الحرس الوطني للمساعدة في إعادة النظام في أكبر مدن ولاية مينيسوتا.
كانت السلطات تأمل أن يؤدي اعتقال الشرطي إلى تهدئة الغضب العام ووقف الاضطرابات المستمرة. لكن في تحد لحظر التجول الذي فرضه رئيس بلدية المدينة جيكوب فراي اعتباراً من الثامنة مساء، اشتبك نحو 500 متظاهر مع شرطة مكافحة الشغب مجدداً مساء الجمعة أمام أحد مراكز الشرطة.
وأقامت الشرطة منطقة عازلة حول المركز وأطلقت الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية وقنابل الصوت لتفريق الحشد.
وفي وقت لاحق تجمع حشد قرب مركز آخر للشرطة التي استخدمت أيضاً الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية لفض التجمهر. وأضرمت النيران في بنك قريب ومكتب للبريد.
مايك فريمان ممثل الادعاء لمقاطعة هينبين قال إن أحد الأدلة الرئيسية في القضية هو المقطع المصور الذي ظهر فيه الشرطي تشوفين وهو يتعامل مع فلويد بعنف. وأضاف أن التحقيق مستمر مع تشوفين الذي قد يحكم عليه بالسجن 25 عاماً في حالة إدانته. وأضاف ممثل الادعاء أنه يتوقع توجيه اتهامات للضباط الثلاثة الآخرين.
وفاة فلويد أعادت إلى الأذهان واقعة مقتل رجل أسود أعزل آخر في مدينة نيويورك يدعى إريك جارنر والذي لفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن طرحه أحد أفراد الشرطة أرضاً وخنقه مما جعله يردد نفس العبارة “لا أستطيع التنفس”.
وأعلن حاكم مينيسوتا حالة الطوارئ واستدعى الحرس الوطني للولاية.