المحكمة العليا الإسرائيلية ترجئ قرار إخلاء “الشيخ جراح”.. وأهالي الحي يرفضون التفاوض مع المستوطنين
بحسب وسائل إعلام محلية فإن المحكمة قد أرجأت قرارها حتى 10 من مايو/أيار الجاري، وذلك تحت وقع احتجاجات شعبية وتنديد دولي.
قرار الأهالي محسوم
كانت المحكمة العليا، قد أمهلت الأحد الماضي، أهالي الحيّ، حتى اليوم؛ للتوصّل إلى اتفاق مع المستوطنين حول منازلهم قبل إخلائها، لكنّ الجواب كان عند الأهالي محسوماً، وهو تمسّكهم بمنازلهم.
حيث قدم أهالي حيّ الشيخ جرّاح في القدس المحتلّة، ردّهم للمحكمة العُليا الإسرائيليّة، الخميس، مؤكدين رفضهم لأيّ صفقة مع المستوطنين، بشأن إخلاء منازلهم.
وبحسب التفاصيل المتوفّرة، فإن الرفض القاطِع من قِبل الأهالي، جاء أساسًا لأنّ الاتفاق الذي عرضه مستوطنون، ينصّ على اعتراف الأهالي بملكية المستوطنين للأرض، واعتبار الأهالي “مستأجرين محميّين”.
واليوم الخميس، دعا الاتحاد الأوروبي إسرائيلَ إلى التخلي عن قرارها بناء مستوطنات جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مُحذّراً من تداعيات إجراءات سلطات الاحتلال المتمثلة بسرقة وهدم المباني وتهجير الفلسطينيين في القدس المحتلة، ومشدّداً في الوقت ذاته على أن الاتحاد لن يعترف بالتغييرات التي ستُجرى على حدود عام 1967، وبضمنها القدس، دون اتفاق.
احتجاجات وقمع واعتداء
وقد واصلت القوات الإسرائيلية القمع والاعتداء على المعتصمين في حي الشيخ جراح تصديا لمخطط إخلاء عائلات فلسطينية وتسليم عقاراتها ومنازلها للمستوطنين.
حيث اقتحمت قوات الاحتلال، مساء الأربعاء، منزل عائلة الكرد المهدد بالإخلاء، واعتدت على السكان المتواجدين فيه، كما أطلقت قنبلة غاز مسيل للدموع داخله.
ووفقاً للهلال الأحمر بالقدس، سجلت 22 إصابة جراء اعتداءات قوات الاحتلال على المعتصمين في حي الشيخ جراح، مساء أمس، حيث تم نقل إصابتين للمستشفى، وباقي الإصابات تم علاجهم ميدانياً، جراء الاختناق من الغاز والضرب المبرح.
وأفاد شهود عيان بأن شرطة الاحتلال اعتدت بالضرب على المقدسيين الذين حضروا للاعتصام في المنازل الأربعة المهددة بالاستيلاء عليها لصالح المستوطنين، كما أطلقت تجاههم قنابل الغاز المُسيل للدموع والقنابل الصوتية ورشتهم بالمياه العادمة.
واعتقلت قوات الاحتلال خمسة ناشطين على الأقل، بادعاء “الإخلال بالنظام والاعتداء على عناصر الشرطة”، حسبما جاء في بيان صدر عن شرطة الاحتلال.
وقال شهود عيان إن جنود الاحتلال رشوا عدداً من المعتصمين بالمياه العادمة، فيما ردد المستوطنون الهتافات العنصرية الداعية إلى الاعتداء على العرب وتفريغ حي الشيخ جراح من سكانه.
الحي مهدد بالزوال
ويتهدد أربع عائلات مقيمة في هذا الحي، تضم 30 فرداً، بينهم 10 أطفال، الإخلاء من منازلهم فورا، فيما سلم الاحتلال 3 عائلات أخرى تضم 25 فرداً بينهم 8 أطفال، موعد إخلاء حتى مطلع أغسطس/آب 2021.
وبالإضافة لمن حدد موعد ترحيلهم بشكل نهائي، فإن أكثر من 500 مقدسي يقطنون في 28 منزلاً بالحي مهددون بالترحيل في أي لحظة على أيدي جمعيات استيطانية، بعد سنوات من التواطؤ مع محاكم الاحتلال، التي أصدرت مؤخراً قراراً بحق العائلات السبع المذكورة.
ومنذ عام 1972، يواجه أهالي الشيخ جراح مخططاً إسرائيلياً لتهجيرهم وبناء مستوطنة على أنقاض بيوتهم، بزعم أن الأرض التي بُنيت عليها منازلهم من طرف الحكومة الأردنيّة، كانت مؤجرة في السّابق، قبل قيام دولة الاحتلال، لعائلات يهودية.