المخابرات الأمريكية أبلغت ترامب في وقت مبكر باحتمال حدوث جائحة كورونا.. لكنه تجاهلها
كشف مسؤولون أمريكيون أن وكالات الاستخبارات الأمريكية أصدرت تقارير تحذيرية وسرية في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط حول الخطر العالمي الذي يشكله فيروس كورونا، في الوقت الذي قلل فيه الرئيس ترامب وبعض النواب من هذا التهديد وامتنعوا عن اتخاذ إجراءات كان من الممكن أن تبطئ انتشار الفيروس.
لكن وفقاً لما نشرته صحيفة The Washington Post الأمريكية، الجمعة 20 مارس/آذار 2020، فإن هذه التقارير الاستخبارية لم تتنبأ بالموعد المحتمل لوصول الفيروس إلى الولايات المتحدة ولم توصِ بخطوات معينة يلتزم مسؤولو الصحة العامة باتخاذها.
الاستخبارات الأمريكية حذرت من فيروس كورونا
لكنها تتبعت انتشار الفيروس في الصين، وفي دول أخرى لاحقاً، ولفتت إلى أن المسؤولين الصينيين يقللون من شدة تفشي المرض على ما يبدو.
مسؤول أمريكي كان بإمكانه الاطلاع على التقارير الاستخباراتية التي وُزعت على أعضاء في الكونغرس وموظفيهم وكذلك مسؤولين في إدارة ترامب، تحدَّث، إلى جانب آخرين، بشرط عدم الكشف عن هويته نظراً لحساسية المعلومات: “وكالات الاستخبارات كانت تحذر من ذلك منذ يناير/كانون الثاني”.
كما قال هذا المسؤول: “ربما لم يكن دونالد ترامب يتوقع ذلك، لكن الكثير من الأشخاص الآخرين في الحكومة فعلوا، ولكنهم لم يتمكنوا من حمله على فعل أي شيء حيال ذلك. كان النظام يدق ناقوس الخطر”.
لكن لا أحد تعامل مع الأمر بجدية
بينما قال مسؤولون مطلعون على التقارير إن تحذيرات وكالات المخابرات الأمريكية زادت قرب نهاية يناير/كانون الثاني وبداية فبراير/شباط. وفي ذلك الوقت، كانت معظم التقارير الاستخبارية المدرجة في أوراق الإحاطة اليومية والتقارير المختصرة من مكتب مدير المخابرات الوطنية ووكالة المخابرات المركزية عن كوفيد-19، حسبما قال بعض المسؤولين الذين قرأوا هذه التقارير.
وفقاً لمسؤولين حاليين وسابقين على دراية بالعملية، تتمثل المهمة الرئيسية للمحللين أثناء تفشي الأمراض في تحديد ما إذا كان المسؤولون الأجانب يحاولون تقليل آثار تفشي هذه الأمراض أم يتخذون خطوات لإخفاء أزمة صحية عامة.
كما أشار أحد المسؤولين إلى أنه جرت مناقشة الأمر في اجتماع انعقد خلال الأسبوع الثالث من يناير/كانون الثاني، في الوقت نفسه الذي أظهرت فيه حركة البرقيات أن الدبلوماسيين الأمريكيين في ووهان قد أعيدوا إلى بلادهم على متن طائرات مستأجرة، وهي علامة على أن مخاطر الصحة العامة كانت كبيرة. وقال هذا المسؤول: “كان هناك الكثير من الحديث في يناير/كانون الثاني بكل وضوح”.