“المركزي الأمريكي” يعترف: عودة كورونا تضعف التعافي الاقتصادي

أكد مسؤول بارز بالمركزي الأمريكي، أن تزايد الإصابات بفيروس كورونا يضعف التعافي الاقتصادي

وقال روبرت كابلان رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في دالاس، الأربعاء،  إن عودة فيروس كورونا إلى وتيرة انتشاره القوية تضعف التعافي الاقتصادي.

وأضاف، أنه يجب على الكونجرس أن يدعم الاقتصاد من خلال الاستمرار في تقديم إعانات بطالة ومساعدات لحكومات الولايات والإدارات المحلية.

وأوضح كابلان خلال مقابلة مع شبكة “سي.إن.إن” الأمريكية: “أعتقد أن الاقتصاد يحتاج إلى استمرار إعانات البطالة… ربما ليست ثمة حاجة لأن تكون على نفس شكلها الحالي، لكننا بحاجة إلى استمرارها”.

وامتنع كابلان عن أن يفصح تحديدا عن حجم المساعدة التي يعتقد أن على المشرعين تقديمها، لكنه قال إن الدعم، إلى جانب الاستخدام الواسع للكمامات، أمر حاسم لمساعدة الاقتصاد على التعافي.

وتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بمعدل سنوي يبلغ 20% في الربع الثالث، لكنه لا يزال يتوقع أن ينكمش الاقتصاد الأمريكي بنحو 5% للعام بكامله.

وقال كابلان إن وتيرة التعافي ستعتمد على مدى انتشار الفيروس.

وأضاف أنه قد تكون هناك حاجة إلى المزيد من الإغلاقات في بعض مناطق البلاد إذا بدا أن أنظمة الرعاية الصحية معرضة لخطر استنفاذ قدرتها على العمل.

وأكد أن الاستخدام الواسع النطاق للكمامات يمكن أن يساعد في خفض العدوى إلى مستوى يمكن التحكم فيه.

وقال إن “المشكلة في عودة الفيروس هي أنها أبطأت أو قللت إلى حد ما التعافي الذي كنا نتوقعه… لذا، كلما نجحنا في التصدي للفيروس مرة أخرى، كلما زادت وتيرة انتعاشنا”.

وفي سياق متصل، قالت لوريتا ميستر رئيسة بنك الاحتياطي الاتحادي في كليفلاند الأربعاء، إن النشاط الاقتصادي للولايات المتحدة زاد في الأسابيع القليلة الماضية، وإن مرحلة إعادة فتح البلاد قد تستغرق وقتا أطول مما توقعه الكثيرون في البداية.

وأضافت أن بعض الولايات الأمريكية أوقفت خططها لإعادة فتح الشركات وأعادت فرض قيود جديدة بعد أن شهدت زيادة في الإصابات بفيروس كورونا، وهو اتجاه يدفع المستهلكين لخفض الإنفاق.

وقالت ميستر في تعليقات مكتوبة ستلقيها في منتدى افتراضي في وقت لاحق اليوم “مرحلة إعادة الفتح اتضح أنها صعبة… وعليه فإنها قد تستغرق فترة أطول مما توقع الكثيرون عندما بدأت.”

وقالت أيضا إنها تتوقع أن يظل معدل البطالة في الولايات المتحدة مرتفعا عند حوالي تسعة بالمئة في نهاية 2020، وتتوقع أن الناتج الاقتصادي سينخفض بنسبة 6 بالمئة مقارنة مع نهاية 2019 .

ومضت قائلة “الضبابية التي تحيط بهذه التوقعات مرتفعة للغاية. نحن في وضع لم يسبق له مثيل والنتائج تعتمد ليس فقط على السياسات الاقتصادية الملائمة بل أيضا على اعتبارات الصحة العامة.”

من جهته واصل البيت الأبيض الإثنين محادثاته مع القادة الديمقراطيين في الكونجرس بشأن مساعدات طارئة جديدة لمواجهة تداعيات كوفيد-19، في الوقت الذي حض فيه رؤساء شركات أميركية كبرى المشرّعين على وضع خلافاتهم الحزبية جانبا ومساعدة الشركات الصغيرة.

– الشركات تحذر

ومن جانبهم، حذّر رؤساء شركات وولمارت وفيسبوك ومايكروسوفت والفابيت وستاربكس وغيرها من تأثيرات “كارثية” على الاقتصاد والتوظيف في حال تم حجب جولة جديدة من المساعدات الفيدرالية عن الشركات التي تواجه متاعب بسبب إجراءات الإغلاق.

هذا وعقدت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي اجتماعا جديدا الاثنين الماضي، مع وزير الخزانة ستيفن منوتشين وكبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز استمر لساعتين ووصفته بأنه كان “مثمرا”.

وتحدث زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر عن حصول تقارب بين الجانبين، ولكن بعد مراجعة أرقام المساعدات التي يسعى كل جانب الى الدفع بها فإن “هناك الكثير من القضايا التي لا تزال عالقة”.

ولم يتضح بعد ما إذا كان سيتم التوصل الى اتفاق قريبا، لكن ملايين العمال فقدوا إعانات البطالة الفيدرالية الأسبوعية التي تبلغ 600 دولار، كما أن هناك عائلات تواجه خطر إخلاء منازلها.

ورفضت بيلوسي اقتراحا جمهوريا بخفض إعانات البطالة الأسبوعية الى 200 دولار في الأسبوع لأنها لا تلبي احتياجات العائلات الأمريكية على حد وصفها.

وقالت “يعاني الملايين من الأطفال في بلادنا من انعدام الأمن الغذائي. ويشعر الملايين بالقلق من اجبارهم على إخلاء منازلهم”، لكنها اعتبرت أن المحادثات تتحرك “على المسار الصحيح” على الرغم من التباينات.

وفي رسالة إلى الكونجرس، توقع رؤساء شركات أمريكية “موجة إقفالات نهائية” إذا لم يتمّ اتخاذ أي تدابير من الآن حتى مطلع  سبتمبر/ أيلول المقبل.

وقالت الرسالة “إن الشركات الصغيرة مهمة للغاية بالنسبة الى قوة الاقتصاد ولا يجب أن ندعها تفشل”، مضيفة “في هذه اللحظة من الأزمة، نحثكم على الترفع عن الحزبية” لإقرار حزمة إنفاق.

ومنح الكونجرس وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الربيع السابق قروضاً تفوق قيمتها 521 مليار دولار للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، إلا أن هذا البرنامج يوشك على الانتهاء.

وأشار أصحاب الشركات في الرسالة إلى أن برنامجاً جديداً من هذا النوع “سيساعد بالطبع عدداً من هذه الشركات، لكن القطاعات الأكثر تضرراً ستحتاج إلى دعم أكبر وأطول”.

وأعلنت وزارة الخزانة الإثنين انها تعتزم اقتراض تريليون دولار إضافي حتى نهاية سبتمبر/أيلول المقبل “تحسبا لإقرار تشريع إضافي لمواجهة تفشي كوفيد-19″، “بالإضافة إلى اقتراض 1.2 تريليون دولار أخرى في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام.

وأقر مساعد وزير الخزانة مايكل فوكندر بأن “موجة جديدة من المساعدات الفيدرالية المالية يمكن أن تدعم الاقتصاد”.

لكن منوتشين أعلن الأحد عن معارضته دعم الحكومات المحلية، وقال لشبكة “آي بي سي” بأن هذا شيء “لن نقوم به لإنقاذ تلك الولايات التي تعاني من مشاكل مالية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى