المطرود: اجتماع موسكو السوري التركي “نقطة تحول” في مسار الحرب على دمشق
أعربت أوساط إعلامية سورية عن أملها في أن تفضي اللقاءات السورية التركية إلى انفراجات قريبة على الأراضي السورية.
ورأت الأوساط أن المحادثات التي جرت، أمس، بين وزير الدفاع السوري ومدير إدارة المخابرات العامة السورية مع نظيريهما التركيين في موسكو بمشاركة روسية تمثل نقطة تحول تجاه الحرب المفروضة على سوريا منذ 12عاما.
في هذا السياق أوضح الدكتور خالد المطرود رئيس تحرير موقع “البوصلة السورية” في تصريح خاص لـ”سبوتنيك” أن “الأتراك بدؤوا إعادة التموضع تجاه الحرب على سوريا نظراً لتعذر تحقيق أهدافهم من جهة، وبسبب ارتدادات ناتج الحرب في سوريا على الداخل التركي وعلى الأمن القومي التركي من جهة ثانية، خاصة وأن الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) مقبل على انتخابات مفصلية في العام القادم، ويريد تحسين صورته على المستوى الإقليمي من جهة وعلى مستوى الداخل التركي أيضا”.
وأضاف المطرود: “الاجتماع الأخير في موسكو جرى بمبادرة روسية ومن الطبيعي أن يكون هناك اجتماعات تنسيقية على المستوى العسكري بعد الاجتماعات التي تمت سابقاً بين الجانبين السوري والتركي على المستوى الأمني، وفي حال تم تحقيق نتائج تنعكس على الأراضي السورية وتظهر استعداد القوات التركية للانسحاب من شمال سوريا ووقف دعم الإرهاب ربما سيتم الانتقال بالمباحثات إلى مستوى وزراء الخارجية كمرحلة أولى”.
وأكمل المطرود حديثه، قائلاً: “أعتقد أن تركيا اليوم لم تعد تفكر بأن تربح في سوريا لكنها تعمل كي لا تخسر في سوريا وفي الداخل التركي، وهي تحاول أن تستثمر في التناقضات الموجودة على المستوى العالمي بين روسيا والولايات المتحدة من جهة، وعلى المستوى الإقليمي بين إيران ودول الغرب من جهة ثانية، ولايخفى على أحد أن روسيا وإيران هما حليفا سوريا الموثوقين اللذين وقفا معها ولم يتخليا عنها”.
وتابع: “باعتقادي إن اجتماع أول أمس في موسكو كسر الجليد ولعل تظهير هذا الاجتماع على وسائل الإعلام دليل أن هناك نتائج إيجابية تمخضت عنه، وهو ما أشار إليه بيان وزارة الدفاع السورية وربما تكون هذه النتائج مقدمة لاجتماعات قادمة بين الجانبين على مستوى اللجان العسكرية واللجان الأمنية.
وأوضح المطرود: “اللقاء سيمثل هذا نقطة تحول في مسار الحرب على سوريا، وسينعكس على بقية الساحات إن كان في الجبهة الجنوبية أو الجبهة الشرقية، وأعتقد إذا ما توجت اللقاءات السورية التركية عن طريق الحليف الروسي بشكل إيجابي وبسرعة أعتقد أن ذلك سيصب في مصلحة الجميع وهذا ما تعمل عليه الدولة السورية وحلفاؤها”.
وفي وقت سابق أول أمس، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عقد جلسة مباحثات ثلاثية بين وزراء دفاع سوريا وتركيا وروسيا في العاصمة موسكو ناقشوا خلالها سبل حل الأزمة السورية والجهود المشتركة لمكافحة التطرف.
وقالت الدفاع الروسية في بيان إن “أطرف الحوار أشاروا إلى الطبيعة البناءة للحوار الذي جرى بهذا الشكل، وضرورة مواصلته لدعم استقرار الأوضاع في الجمهورية العربية السورية والمنطقة ككل”.
من جانبها وصفت وزارة الدفاع السورية اجتماع وزير الدفاع السوري علي محمود عباس مع نظيره التركي خلوصي أكار الذي عقد في موسكو بمشاركة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بالإيجابي.
وقالت الدفاع السورية في بيان مقتضب: “جرى اليوم لقاء جمع وزير الدفاع السوري واللواء مدير إدارة المخابرات العامة السورية مع نظرائهم وزير الدفاع التركي ورئيس جهاز المخابرات التركية في العاصمة الروسية موسكو بمشاركة الطرف الروسي وبحث الجانبان ملفات عديدة وكان اللقاء إيجابياً”.
وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف صرح في 16 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بأن موسكو تتعامل بإيجابية كبيرة مع فكرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعقد لقاء لقادة تركيا وسوريا وروسيا.
وكشف الرئيس التركي يوم 15 ديسمبر الجاري، أنه اقترح على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد اجتماع ثلاثي يجمعهما بالرئيس السوري بشار الأسد داعياً في الوقت نفسه إلى عقد لقاء لوزراء دفاع وخارجية الدول الثلاث قبل القمة المرتقبة.