منذ إطلاق برامج الذكاء الاصطناعي الشهيرة مثل ChatGPT، يبدو أن كل تطبيق تقريبًا يحتوي على ميزة الذكاء الاصطناعي هذه الأيام، حيث أحدث الذكاء الاصطناعي سهل الاستخدام ثورة في الطريقة التي نتفاعل بها مع أجهزتنا الإلكترونية، مع التكنولوجيا الذكية القادرة على الاستجابة للأوامر البسيطة المكتوبة أو المنطوقة مع نتائج مبهرة في كثير من الأحيان.
كما يمكنه حل المشكلات وتنفيذ المهام بسرعة البرق – وسيصبح قويًا بشكل متزايد مع اعتماد المزيد والمزيد من الصناعات له، ومما لا شك فيه أن المزايا هائلة – بدءًا من زيادة الكفاءة وتوفير الوقت واتخاذ القرارات بشكل أسرع وحتى أتمتة المهام المتكررة، ومع ذلك، هناك جانب آخر حقيقي لعملة الذكاء الاصطناعي، وهو احتمال فقدان الوظائف.
مع بدء المزيد والمزيد منا في دمج الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، هناك مخاوف متزايدة بشأن مستقبل المهن البشرية، وبالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى تغيير مهنتهم، أو الذين لا يزالون في مرحلة التعليم، فمن المفيد التفكير في نوع الوظائف الآمنة من الذكاء الاصطناعي إذا كنت ترغب في تأمين سبل عيشك في المستقبل.
وهنا، يكشف خبير المهن والتعليم روبي براينت، من كلية الدراسة المفتوحة البريطانية، عن المهن الخمس التي لن يتم استبدالها أبدًا بالذكاء الاصطناعي – ولماذا، وذلك بحسب موقع mirror البريطاني.
المدرسين:
في حين يمكن للتكنولوجيا أن تعزز تجربة التعلم من خلال الموارد عبر الإنترنت ومنصات التعلم التكيفية، هناك حاجة إلى المزيد لاستبدال الإلهام والإرشاد والتوجيه الذي يقدمه المعلمون في الفصل الدراسي، لذلك، في حين أن الذكاء الاصطناعي قد يصبح جزءًا من التعلم، إلا أنه لا يستطيع استيعاب القيادة والإبداع والمهارات الاجتماعية التي يمكن للمعلم البشري توفيرها، التواصل مهم جدًا للتعلم، فكر في ذلك المعلم الذي كنت تعشقه في المدرسة!
الطهاة
من منا لا يحب الخروج لتناول العشاء؟ إن عمل الطهي هو أكثر من مجرد اتباع الوصفة؛ يتمتع الطهاة بأهمية كبيرة لأنه يمكنهم استخدام إبداعاتهم ومهاراتهم لخلق تجربة فريدة من نوعها، يتطلب كونك طاهيًا قدرًا كبيرًا من الحدس، وهو أمر لا يستطيع الذكاء الاصطناعي فهمه بشكل أساسي، يستطيع الذكاء الاصطناعي إنشاء وصفات، لكنه لا يتمتع بالحواس والعواطف التي تعتبر ضرورية لأي طاهٍ ناجح.
السباكين
يتحمل السباكون مسؤولية تركيب وصيانة وإصلاح عدد كبير من الأنظمة المعقدة، ويتطلبون التفكير النقدي والبراعة والمهارات الاجتماعية لإنجاز المهمة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخبرك بالمشكلة في حوضك، ولكنه متأخر جدًا في المهارات اللازمة لتكون سباكًا.
الاستشاري النفسي:
في عالم تتزايد فيه مشكلات الصحة العقلية، أصبحت الحاجة إلى مستشارين ومعالجين متعاطفين أكبر من أي وقت مضى، يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات وتقديم الحلول القائمة على الخوارزميات، لكنه لا يستطيع أن يحل محل القدرة البشرية على التعاطف والتفاهم والتواصل العاطفي، إن القدرة على الاستماع والتعاطف وتقديم الدعم الشخصي هي ما يميز المستشارين البشريين في مجال رعاية الصحة العقلية.
متخصصو الرعاية الصحية
وفي حين سيكون الذكاء الاصطناعي قادراً على تقديم الكثير من الخير في المجال الطبي، مثل تشخيص الأمراض، وتحليل الصور الطبية، والتوصية بالعلاج، فإن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع تطبيق التفكير النقدي المطلوب للطبيب أو الممرضة أو الجراح. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تعمل خدمات الطوارئ الطبية أيضًا في المواقف سريعة الخطى، والتي قد تكون خطيرة والتي تخضع لعوامل لا يمكن التنبؤ بها. إن الحساسية التي تتطلبها هذه الوظائف لن يتم حتى التفكير في استبدالها.
الوظائف في خطر
هناك إجماع كبير على أن الوظائف المعرضة لخطر الاستعاضة عن الذكاء الاصطناعي ستكون وظائف إدارية، وخاصة تلك التي لا تتطلب قدرا كبيرا من الإبداع أو القوة البدنية. مع تزايد قلق العديد من الأشخاص بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على وظائفهم، هناك القليل من الأشياء التي من شأنها أن تساعد في جعل هذا الدور غير قابل للاستبدال.
أحد المواضيع الرئيسية للوظائف التي لن يتم استبدالها هي تلك التي تتطلب التواصل البشري والذكاء العاطفي، وبالتالي فإن الوظائف الإدارية أقل قابلية للاستبدال، فكر في الاستثمار في مؤهلات إضافية وتدريب للعمل في أدوار إدارية من شأنها أن تبقي وظيفتك خارج نطاق تطوير الذكاء الاصطناعي.
مخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي
بحثت دراسة استقصائية أجرتها وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا في التأثير الملحوظ للذكاء الاصطناعي وما يعتقده الناس في المملكة المتحدة أن أكبر المخاطر الناجمة عن استخدامه موجودة في المجتمع اليوم، ويعتقد 45% من المشاركين أن الخطر الأكبر هو أن الذكاء الاصطناعي سوف يستولي على وظائف الأشخاص بشكل فعال مع استمرار التكنولوجيا في التقدم.
وأعرب حوالي 35% أيضًا عن قلقهم من أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى فقدان الإبداع البشري ومهارات حل المشكلات التي نحتاجها في الحياة اليومية، والاعتماد بشكل أكبر على التكنولوجيا لاتخاذ هذه القرارات.
