اليمن… احتجاجات في عدن على انقطاع الكهرباء
شهدت مدينة عدن جنوبي اليمن، أمس الثلاثاء، احتجاجات منددة بتردي الخدمات الأساسية وخاصة انقطاع التيار الكهربائي في المدينة المعلنة عاصمةً مؤقتةً للبلاد.
وأفاد مصدر في السلطة المحلية بمدينة عدن لوكالة “سبوتنيك”، بأن محتجين أغلقوا شوارع رئيسية وفرعية في مديريات الشيخ عثمان والمنصورة وخورمكسر والمعلا، مستخدمين الإطارات التالفة بعد إشعال النار فيها، تنديداً بانقطاع الكهرباء الذي تجاوز ثماني ساعات إطفاء مقابل ساعتي تشغيل.
وأضاف أن المدينة تشهد حالة من الاضطراب وتوقفاً في الحركة بمناطق عدة منها، جراء منع المحتجين السيارات من المرور في الطرق.
وذكر أن ثلاثة أشخاص أصيبوا إثر تفريق قوة أمنية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي [مطالب بانفصال جنوب اليمن] بالرصاص لمحتجين أغلقوا طريقاً رئيسياً في مديرية خورمكسر شرق عدن.
في السياق، قالت إدارة أمن عدن في بيان عبر صفحتها في “فيسبوك”، إنها “تقدر حالة الغضب الشعبي لأبناء عدن بسبب الانقطاع شبه الكلي للتيار الكهربائي، ونفاد الوقود المشغل لمحطات التوليد”، داعيةً إلى “الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، والتنبه لأي محاولات لاستغلال حالة الغضب الشعبي لأعمال تخريبية”.
وأكدت إدارة أمن عدن:
“وقوفها إلى جانب المواطن في التعبير السلمي والحضاري للمطالبة بحقوقه المشروعة، وعدم سماحها بأي أعمال فوضى أو تخريب يطال الممتلكات الخاصة والعامة”.
وأشارت إلى “العمل على تفريغ حمولتي سفينتي وقود ديزل ومازوت تم إدخالهما إلى غاطس ميناء الزيت في الساعات الأولى من مساء الثلاثاء”، مؤكدةً أنه “سيتم تزويد المحطات فور الانتهاء من إجراءات الفحص، لإعادة الخدمة لوضعها السابق”.
وتشهد عدن للشهر الثاني توالياً، اختناقات في توفير الوقود لمحطات التوليد جراء الأزمة المالية التي تمر بها الحكومة اليمنية نتيجة توقف صادراتها من النفط الخام، إثر استهداف جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) موانئ التصدير في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأدت الاختناقات في توفير وقود محطات توليد الكهرباء في عدن إلى انخفاض قدرتها، الأمر الذي انعكس على ارتفاع مدة الانطفاءات، ما فاقم الأوضاع المعيشية المتدهورة خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في المدينة الساحلية، التي تصل إلى 37 درجة مئوية.
وانعكس الصراع الدائر بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة “أنصار الله” على السلطة في اليمن للعام التاسع توالياً، على الخدمات الأساسية في البلد، وخاصة قطاع الكهرباء إذ دفع توقف محطة مأرب الغازية [بقدرة 341 ميغاوات] عن تزويد المحافظات اليمنية بالطاقة، وتهالك عدد من محطات التوليد وتضاؤل قدراتها، الحكومة إلى شراء الطاقة الكهربائية من شركات محلية لتغطية العجز، ما مثل عبئاً إضافياً على الموازنة.
وتسيطر جماعة “أنصار الله” منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس من 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.