انتخابات لبنان.. هل يملأ السنيورة فراغ الحريري؟
تقدم يأتي في وقت بدأ فيه العد التنازلي لموعد غلق باب الترشحات في 15 مارس/آذار الجاري.
ورغم العوائق اللوجستية من تمويل وكهرباء ووضع أمني غير مضبوط الكامل، يصر وزير الداخلية بسام المولوي على أن وزارته ستنجز الاستحقاق ولديها خططا لإزالة العقبات.
وعلى مستوى القوى السياسية، ورغم الإرباك الذي خلّفه انسحاب سعد الحريري من الحياة السياسية، إلا أن القوى الأخرى بدأت تحضيرات جدية استعداداً للمنازلة.
كتلة بديلة
وتقول مصادر مقربة من السنيورة إن الرجل يهدف لخلق كتلة نيابية سُنية مستقلة داخل المجلس النيابي تحت إدارته المباشرة، وتكون بديلة عن “تيار المستقبل” يجري تجييرها بمواجهة حزب الله، ولذلك حاول إقناع نواف سلام (سفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة) لما يمثله من ثقل في بيروت للترشح على أحد دوائر العاصمة.
وعلاوة على ما تقدم، طرأ تطور مهم يكمن في تقديم النائب السابق مصطفى علوش استقالته من التيار في اتصال أجراه مع الحريري، فيما قرر الأخير اعتبار الاستقالة نافذة.
ويعتبر علوش من الشخصيات المعروفة والمحبوبة في منطقة الشمال، وسقفه مرتفع بمواجهة “حزب الله”، وسبق أن حصل تباين مع الحريري خلال التسوية الحكومية التي عقدها الأخير مع الرئيس ميشال عون وربط النزاع مع “حزب الله” ما دفع الحريري إلى إبعاده عن موقع القرار في تياره، ليعود إلى الواجهة بعد خلاف الحريري وعون.
وبحسب المصادر، فإنه في حال نجح رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة بضم سلام في بيروت، بالإضافة إلى انضمام علوش في منطقة الشمال، فإن الأمر يعني بداية قطع خطوات نحو التنسيق على مستوى لبنان وتحت شعارات لها علاقة بشكل أساسي بالرؤية السيادية للبلد ومواجهة إيران.
وتابعت المصادر أنه إذا كان هناك شخصيات ترغب بخوض الانتخابات بهذا الشكل فنحن مستعدون، كما أن فؤاد السنيورة قال بالحرف “على الأقل لنحافظ على بعض التماسك بانتظار عودة سعد الحريري”.
في السياق نفسه، يقول المحلل والكاتب السياسي اللبناني رضوان عقيل، إن حركة السنيورة تواجه معوقات أساسية، تبدأ برفع “المستقبل” الغطاء عن قراره بسبب مخاوف لدى الحريري من انتظام الشارع السني من دونه، ما يعني قطع الطريق عليه في حال عاد عن اعتزاله السياسي.
ويضيف الخبير في حديث، أن “رئيس تيار المستقبل لا يريد الصدام المباشر مع السنيورة، وفي الوقت نفسه متفهّم لموقف مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان القلق على الطائفة السنية في حال المقاطعة، ولكن لا يستطيع ترك النواب والمقربين منه بناء زعامات محلية على اسمه ومن رصيده يصعب تخطيها وضبطها لاحقا”.
ويتابع: “يحاول السنيورة بما له من خبرة وعلاقات سياسية تدوير الزوايا منطلقا من مبدأ أن المقاطعة مكلفة على الطائفة وعلى تيار المستقبل وليست حلا للأزمة، لأنها تزيد من نفوذ حزب الله وتساهم بعزلة الطائفة السنّية وابتعادها عن مواقع القرار.
مع ذلك، يرى عقيل أن الضبابية التي تحيط حركة القوى السياسية الدائرة في فلك “المستقبل” من شأنها أن تنتهي قريبا، وأن الحسم لن يطول لدى التيار والسنيورة مع بداية العد العكسي للمهل القانونية للترشح التي ستنتهي في 15 مارس/ آذار الجاري.
في المقابل أعلنت مليشيات “حزب الله” مرشحيها في الدوائر الانتخابية التي له حضور فيها، وشدد أمينه العام حسن نصرالله، خلال إطلالته التلفزيونية، على أنه سيدعم تيار رئيس الجمهورية ميشال عون، بقيادة صهره جبران باسيل، والذي يمكن أن يخلق إشكالات بين حلفائه الآخرين الرافضين للتعامل مع “التيار الوطني الحر”.