انفجار القارة العجوز إثر قطع الغاز عن دولتين.. وروسيا: لا نبتز أوروبا
ففي الوقت الذي وصف فيه الاتحاد الأوروبي قطع روسيا الغاز عن الدولتين بأنه “ابتزاز”، نفت موسكو ابتزازها لأوروبا، مشيرة إلى أنها حددت شرطا لاستئناف صادرات الغاز.
أوروبا: قطع الغاز عملية ابتزاز
وصف زعماء أوروبيون، الأربعاء، إعلان روسيا عن قطع إمدادات الغاز عن بولندا وبلغاريا بأنه “ابتزاز” وأشادوا بتضامن الاتحاد الأوروبي مع الدول المجاورة.
وأبلغت شركة غازبروم الروسية المملوكة للدولة كلا من دول الاتحاد الأوروبي أمس الثلاثاء، أنها ستوقف إمدادات الغاز بعد أن رفضت دفع تكاليف الشحنات بالروبل – وهو إجراء فرضته موسكو على ما يسمى المشترين الأجانب “غير الودودين”، ردًا على العقوبات بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا.
ويأتي حوالي نصف الغاز البولندي المستورد من روسيا، وفقًا لمركز أبحاث Forum Energii. وترتفع الحصة بشكل أكبر بالنسبة لبلغاريا التي تحصل على ما لا يقل عن ثلاثة أرباع وارداتها من الغاز من روسيا.
وأضافت أن ذلك “غير مبرر وغير مقبول” لكنها سعت إلى توجيه رسالة مطمئنة، مؤكدة أن التكتل الذي يضم 27 دولة “مستعد لهذا السيناريو” و”وضع خطط طوارئ لمثل هذا السيناريو فقط وعملنا معهم. بالتنسيق والتضامن”.
الرد الروسي
قال الكرملين، اليوم الأربعاء، إن مدفوعات الغاز من قبل بولندا وبلغاريا بالشكل المناسب (إشارة للدفع بالروبل) ستكون أساسا لاستمرار الإمدادات إلى بولندا وبلغاريا، وفقا لـ investing.
وبينما أعلنت النمسا والمجر عن استعدادهما لسداد ثمن الغاز الروسي عبر الآلية الجديدة، فإن ألمانيا التزم بفتح حسابات لشركاتها لدى Gazprombank.
وانتقد الكرملين اتهامات رئيسة المفوضية الأوروبية بالابتزاز بسبب الانتقال إلى مدفوعات الغاز الروسي بالروبل.
وأضاف بيسكوف إلى أن السبب وراء التحول في مدفوعات الغاز الروسي إلى الروبل هو الخطوات غير الودية ضد روسيا حيث تمت سرقة قدر كبير من الاحتياطيات الروسية.
وقال وزير المالية الروسي، في وقت سابق، إن العقوبات الغربية طالت نحو 300 مليار دولار من إجمالي الاحتياطيات الأجنبية الروسية التي جمدها الغرب.
وأضاف بيسكوف: “لا شيء يتغير بحكم الأمر الواقع بالنسبة لمشتري الغاز الروسي عند التحول إلى السداد بالعملة الروسية، إذ أنهم بحاجة فقط إلى فتح حسابات جديدة ولا يوجد تغيير في الأسعار.
وستقوم الشركات الأوروبية بتحويل ثمن الغاز الروسي باليورو فيما سيقوم غازبروم بنك بتحويل أموال اليورو في بورصة موسكو إلى الروبل الروسي ومن ثم إرسالها إلى شركة غازبروم.
روسيا وأوربا
تعد روسيا أبرز موردي الغاز الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي، حيث توفر قرابة 40% من حاجات الاتحاد ، وتقوم روسيا بتزويد الدول الأوروبية بنحو 160 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.
ووفقا لبيانات شركة غازبروم أكسبورت فقد صدرت روسيا في العام 2020 إلى الدول الأوروبية 158.5 مليار متر مكعب من الغاز، وتعد ألمانيا أهم الأسواق الأوروبية للغاز الروسي، حيث استوردت 45.84 مليار متر مكعب.
أظهرت البيانات أن إيطاليا استوردت 20.80 مليار متر مكعب، فيما اشترت النمسا 13.22 مليار متر مكعب، في حين استوردت هولندا 11.81 مليار متر مكعب.
وكشفت البيانات أن بولندا وبلغاريا، اللتين رفضتا سداد ثمن الغاز بالروبل، استوردتا في العام 2020 غازا من روسيا بواقع 9.67 مليار متر مكعب و2.29 مليار متر مكعب على التوالي.
قرار بوتين
في 31 مارس/آذار الماضي، وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مرسوما يحدد نظاما جديدا لدفع ثمن إمدادات الغاز الروسي من قبل المشترين من الدول غير الصديقة لروسيا، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي.
وبموجب المرسوم يتوجب على الشركات الأوروبية من الدول غير الصديقة فتح حسابين في بنك “غازبروم بنك” الأول باليورو والثاني بالعملة الروسية الروبل.
ويعني ذلك أن الشركات الأوروبية عمليا ستسدد ثمن الغاز الروسي باليورو لكن إلى حساب جديد.
جازبروم تمتنع
وبحسب رويترز، امتنعت شركة جازبروم الروسية عن التعقيب على تقرير لبلومبرج بأن عشر شركات أوروبية فتحت حسابات لدى مصرف جازبروم بنك لتلبية مطالب روسيا للدفع بالروبل مقابل الغاز.
وقال تقرير بلومبرج إن عشر شركات أوروبية فتحت بالفعل حسابات لدى جازبروم بنك مطلوبة لتلبية مطالب روسيا للدفع.
وقال أيضا إن أربعة مشترين أوروبيين للغاز دفعوا بالفعل بالروبل مقابل إمدادات من الغاز، مثلما طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحسب مصدر قريب من عملاق الغاز الروسي جازبروم.
وامتنعت جازبروم أيضا عن التعقيب على ذلك.