ايران تنشر نص نداء خامنئي إلى الحجاج
نشر موقع (KHAMENEI.IR) الإعلامي النص الكامل للنداء الذي وجهه المرشد الإيراني، علي خامنئي إلى الحجاج بتاريخ 11 من الشهر الجاري.
وجاء في النص “إن النداء الإبراهيمي الرخيم، الذي يدعو على مدى العصور، وبأمر من الله، جميع الناس إلى الكعبة في موسم الحج، قد جذب هذا العام أيضا قلوب جموع من المسلمين حول العالم إلى معقل التوحيد والوحدة هذا، وأفضى إلى هذه الحشود الشعبية العظيمة والمتنوعة، مستعرضا امتداد الإسلام البشري وقوة عنصره المعنوي أمام العدو والصديق”.
وأضاف: “ومتى ما جرى النظر بعين التدبر إلى اجتماع الحج العظيم ومناسكه المفصلة، يبث رباطة الجأش في المسلم، ويمنحه الطمأنينة، وينشر الرعب والرهبة في العدو والمبغض.”
وتابع: “ولا عجب إن استهدف الأعداء والمتربصون سوءا بالأمة الإسلامية هذين الجانبين من فريضة الحج بهجمات التشويه والتشكيك، سواء عبر إبراز التباينات المذهبية والسياسية، أو من خلال تهميش الجوانب القدسية والمعنوية.”
وأردف: “يقدم القرآن الحج مظهرا للعبودية والذكر والخشوع، وتجسيدا لكرامة البشر المتساوية وانتظام حياتهم المادية والمعنوية، وتجليا للبركة والهداية والسكينة الأخلاقية، ومشهدا لبغض الأعداء ومجابهتهم باقتدار”.
وذكر: “إن التدبر في الآيات المرتبطة بالحج، والتمعن في أعمال هذه الفريضة، يعرضان لنا، من خلال التركيبة العميقة للحج، هذه الأمور وأسرارا ومكنونات من قبيلها”.
وقال خامنئي: “إنكم أيها الإخوة والأخوات الحجيج، تقفون الآن في ساحة التدرب على هذه الحقائق والتعاليم الساطعة، فلتدنوا منها فكركم وعملكم أكثر فأكثر، ولتعودوا إلى دياركم بهذه الهوية المصقولة بالمفاهيم السامية، هذه هي الهدية القيمة والحقيقية لرحلة حجكم”.
وأشار إلى أن “قضية البراءة، هذا العام، هي أبرز من أي زمن مضى، ففجائع غزة المنقطعة النظير في تاريخنا المعاصر، وعنجهية الكيان الصهيوني عديم الرحمة وهو مظهر القسوة والعتو والآيل إلى الزوال بالتأكيد، لم تدع مجالا للتهاون لدى أي فرد أو حزب أو حكومة أو فرقة مسلمة، يجب أن تتواصل البراءة هذا العام بنحو يتخطى موسم الحج وميقاته، إلى الدول والمدن التي يقطنها المسلمون في أرجاء العالم كله، وتتعدى الحجاج إلى كل فرد من الناس”.
وأوضح: “إن هذه البراءة من الكيان الصهيوني وداعميه، ولا سيما الإدارة الأمريكية، ينبغي أن تتجلى قولا وعملا لدى الحكومات والشعوب، فتضيق الخناق على الجلادين”.
وتابع: “يجب، وبكل الطرق، مساندة المقاومة الفولاذية لفلسطين، ودعم أهالي غزة الصابرين المظلومين، الذين دفعت عظمة صبرهم ومقاومتهم العالم إلى الإشادة بهم وتبجيلهم”.
وختم خامنئي نداءه: “أسأل الله لهم نصرا تاما وعاجلا، ولكم أيها الحجاج الكرام حجا مقبولا”.