باسيل يحذر من “لعبة دولية” في لبنان.. رحب بمفاوضات النقد الدولي لكن: ليس على حساب سيادة البلاد
قال جبران باسيل، السياسي اللبناني البارز، الثلاثاء 7 يوليو/تموز 2020، إن لبنان يواجه “حصاراً مالياً” تفرضه القوى الدولية، وإن أولى أولوياته هي درء الفتنة وإبعاد البلاد عن الفوضى الناجمة عن الانهيار الاقتصادي.
تصريح باسيل يأتي في وقت جُمّدت فيه المحادثات مع صندوق النقد الدولي، الأسبوع الماضي، والتي بدأت في مايو/أيار، بسبب نزاع على الصعيد اللبناني بشأن حجم الخسائر في النظام المالي، وانتظاراً لبدء إصلاحات اقتصادية لمعالجة جذور الأزمة التي تُعتبر أكبر تهديد للبلاد منذ حربها الأهلية بين عامي 1975 و1990.
ضغوط ومفاوضات: باسيل، وهو صهر الرئيس ميشال عون، أوضح أنه يؤيد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، على أمل أن يضغط على الدولة لإجراء إصلاحات تشتد الحاجة إليها، لكنه أفاد بأن الوقت ينفد أمام لبنان، وبأن أي مساعدة خارجية لا يجب بأي حال أن تكون على حساب السيادة.
ومضى يقول في هذا الإطار إن على الحكومة “القيام بالإصلاحات بمعزل عن أي شروط أو أي ضغط. إذا كانت هذه الإصلاحات تتناسب في الأولوية والبرمجة مع المجتمع الدولي أو مع صندوق النقد فهذا عظيم، ولكن لا يجب أن تتحرك الحكومة اللبنانية على وقع رغبة أو طلبات المجتمع الدولي إلا إذا كانت هذه الأمور تتناسب مع مصلحة البلد”.
ولم تشرع حكومة رئيس الوزراء حسان دياب، حتى الآن، في أي إصلاحات جادة مثلما دعت الجهات المانحة، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا.
يقول باسيل: “ما نتعرض له نحن هو حصار مالي واقتصادي وسياسي يترجم علينا بهذا الضغط المالي، وهذا لا يعفي الدولة ولبنان واللبنانيين من الأخطاء، لا بل الخطايا المالية والنقدية والاقتصادية التي ارتكبوها وعلى رأسها الفساد”.
كما أضاف: “عندما تكون هناك إرادة لمساعدة لبنان، غداً تفتتح الأبواب. وعندما تكون هناك قوى كبرى تصدّ الأبواب فلن يكون للبنان القدرة وحده أن يفتحها، ولن يكون أمامه سوى الصمود والإصلاح”.
أولويات باسيل: تسببت الأزمة الطويلة في فقدان الليرة اللبنانية 80% من قيمتها، ما أدى إلى زيادة التضخم والفقر. وحُرم أصحاب الودائع إلى حدّ بعيد من القدرة على السحب من حساباتهم الدولارية، واندلعت احتجاجات عنيفة منذ أكتوبر/تشرين الأول.
قال باسيل “الأولوية المطلقة هي كيف نستطيع أن نبعد عن لبنان الفوضى والخراب والفتنة. ثانياً كيف نستطيع أن نبعد عن اللبنانيين الجوع المدقع والحاجة الكبيرة. وثالثاً كيف نستطيع أن نحقق الاستقرار السياسي، الذي شرطه اللازم اليوم صار الذهاب إلى الدولة المدنية”.
هذا وتصنِّف الولايات المتحدة حزب الله منظمة إرهابية، وزاد تأثير الجماعة الشيعية على شؤون الدولة منذ فوزها وحلفاؤها بأغلبية برلمانية. ويقول خصوم إن التحالف الذي شكّله عون وباسيل مع حزب الله يوفر غطاء سياسياً لترسانته من الأسلحة.
وعلى الرغم من أن منتقدي باسيل يقولون إنه يمارس نفوذاً واسعاً على الحكومة فإنه قال “إن التيار الوطني (الحر الذي يرأسه) غير ممثل بهذه الحكومة”، ودعاها إلى الإسراع في تنفيذ الإصلاحات. ووصف انتقاد معارضيه له بأنه عقبة أمام الإصلاح بأنه “صاراً نمطياً تقليدياً بدون أساس من الصحة”.
وقال عن الحكومة “نحن من جهتنا لا نقبل بهذا النمط من قلة الإنتاجية بالمرحلة الأخيرة”، قائلاً إنها قد لا تستمر إذا فشلت في فعل المزيد.
الموقف من الحكومة: رداً على سؤال عمّا إذا كان يرى خطراً على السلم الأهلي، قال باسيل: “طبعاً هذا الخوف موجود، لهذا فإن الردّ هو بالوحدة الوطنية، مهما اختلفنا سياسياً ممنوع أن نقطع الحوار بين بعضنا البعض”.
محذراً من “لعبة دولية” في لبنان لإحداث الفوضى وإضعاف البلاد “أو فريق بلبنان مثل حزب الله”.
كما قال أيضاً “سوريا يجب أن تكون تجربة للكل، حرام أن نأخذ لبنان على طريق التدمير مرة ثانية مثلما صار بسوريا، لأن النتائج ستكون عكسية”.
دعم إيراني: في السياق نفسه، أعلنت جماعة حزب الله اللبنانية، الثلاثاء، أنها في محادثات مع الحكومة حول احتمال أن تزود إيران لبنان بمنتجات نفطية مكررة في مقابل ليرات لبنانية.
الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قال إن “نقاشاً هادئاً” يجري مع حكومة بيروت حول الفكرة، التي من شأنها أن تخفف الضغوط على احتياطيات البلاد من العملة الصعبة.
إذ يعاني لبنان أزمة مالية حادة ونقصاً شديداً في سيولة العملة الصعبة. وفقدت الليرة اللبنانية حوالي 80% من قيمتها منذ أكتوبر/تشرين الأول، عندما برزت الأزمة.
نصر الله صرَّح في خطاب أذيع تلفزيونياً “بدأنا نقاشاً… وعرضنا على المسؤولين اللبنانيين في نقاش هادئ بعيداً عن الإعلام، لنرى هذا الخيار إلى أين يمكن أن يوصل”.
كما أضاف “هذا الخيار له بركات كبيرة جداً على موجودات المصرف المركزي اللبناني، وعلى البنوك، وعلى المودعين، وعلى الزراعة، وعلى الصناعة، وعلى معامل الكهرباء… وعلى قيمة العملة الوطنية، وعلى الميزان التجاري. هذا تفصيله يأتي لاحقاً، ولكن هذا مسار جارٍ الآن”
المتحدث نفسه أكد أن إيران ستعلن موقفها الرسمي من هذا الأمر في الوقت المناسب.