بحار سوري يعود لوطنه بعد 4 سنوات عاشها وحيدا على متن باخرة في السويس
القبطان السوري محمد عائشة لم يكن على علم حينها، بأن عمله الجديد على متن السفينة البحرينية “أمان” كان بمثابة حكم بالسجن طيلة هذه السنوات، علما أن مدة عقد عمله لم تتجاوز ستة أشهر فقط.
خلال تلك السنوات التي تحاكي فيلما دراميا، كان القبطان محمد يقطع في كل يوم مسافة 250 متر سباحة نحو الميناء ليقوم بشحن هاتفه ويشتري الطعام وبعض الحاجيات الضرورية ثم ليعود سباحة إلى الباخرة كونه ممنوع من مغادرتها وليبقى وحيدا هناك كل تلك المدة الطويلة دون أن يتمكن من رؤية والدته التي توفيت منذ نحو سنتين.
القبطان محمد عائشة ولدى عودته إلى منزله في سوريا تحدث إلى “سبوتنيك” عن قصته الغريبة فقال: “بدأت العمل على متن السفينة في 7 أيار/ مايو عام 2017 وبدأت مشكلتي حين تم حجزها في الميناء المصري أدبية بسبب شهادات معدات كانت منتهية الصلاحية وهي قضية روتينية بالنسبة لعملنا وتحدث باستمرار بالنسبة للسفن فحين تنتهي صلاحيات المعدات تعطى مهلة ليتم القيام بالصيانة والإصلاح ثم يتم بعدها تجديد هذه الشهادات، وخلال قيامنا بإجراءات الصيانة وتجديد الشهادات وصل إلى السفينة بلاغ من محكمة السويس وهو عبارة عن محضر حجز تحفظي بسبب أن إحدى شركات التوريد في السويس كان لها مستحقات مالية على مالك السفينة الذي لم يسدد ولم يتدخل في القضية ولم يعد يتواصل معي وبالتالي تم احتجاز ها في الميناء المصري.
وأضاف: “كان ذلك بعد شهرين من التحاقي بالعمل على متنها ومنعت من السفر حتى يتم تسديد المستحقات بحكم أن قبطان السفينة كان موجودا في منزله بالسويس إذ يحق له مغادرة السفينة وكنت الضابط الوحيد الموجود على السفينة وينبغي أن أحل محله لاتسلم المحضر وأوقع على استلامه”.
وأردف: ” قبل أن أوقع على المحضر سألت من بلغني إن كان يترتب على توقيعي أية مسؤولية فأكدوا لي أن هذا المحضر ما هو إلا مجرد إبلاغ بالحجز ولا يترتب على ذلك أية مسؤولية، وبعد ذلك تابعنا أعمال الصيانة، وحين تأخر صاحب السفينة بالتسديد طلبت من السلطات المصرية مغادرة السفينة فقيل لي حينها أنه لا يحق لي ذلك بموجب التوقيع على المحضر فأصبحت الحارس القضائي على السفينة ومنذ ذلك الوقت وأنا عالق هناك حتى 22 من شهر أيريل الجاري، وبعد انتشار قصتي على الإنترنت ووسائل الإعلام وتدخل عدة جهات لدى القضاء المصري حتى عولجت قضيتي وتم إخلاء سبيلي ﻷعود إلى منزلي وعائلتي في سوريا”.
ويشار أن القبطان محمد عائشة عانى ظروفا صحية صعبة ومن آلام في قدميه وفقر في الدم خلال وجوده على متن السفينة وفقد 15 كيلو غرام من وزنه فضلا عن الضرر الذي تركته هذه التجربة على نفسيته طيلة أربع سنوات.