بحار سوري يعود لوطنه بعد 4 سنوات عاشها وحيدا على متن باخرة في السويس

بعد أن أمضى نحو أربع سنوات على متن باخرة محتجزة في خليج السويس بمصر، عاد منذ أيام بحار سوري إلى منزله في طرطوس طاويا صفحة مأساوية من حياته قضاها وحيدا هناك.

القبطان السوري محمد عائشة لم يكن على علم حينها، بأن عمله الجديد على متن السفينة البحرينية “أمان” كان بمثابة حكم بالسجن طيلة هذه السنوات، علما أن مدة عقد عمله لم تتجاوز ستة أشهر فقط.

فقد تنقلت السفينة خلال أسبوعين بين عدة موانئ ووصلت إلى ميناء “أدبية” في خليج السويس ليتم الحجز عليها بسبب عدم تسديد صاحبها التزامات مالية.
وﻷن قبطان السفينة -وهو مصري الجنسية – لم يكن متواجدا للتوقيع على محضر الحجز اضطر القبطان السوري محمد عائشة للتوقيع في أيار /مايو من العام 2017 على المحضر كونه برتبة ضابط ملاحة أول الأمر الذي أبقاه على متن السفينة حتى نيسان/ أبريل من العام الحالي 2021 بسبب امتناع مالك السفينة عن تسديد المستحقات ولكون القبطان أصبح حارسا قضائيا على متنها لتستمر هذه الحال حتى مطلع هذا الشهر حيث أسدل الستار عن قصة مأساوية وفريدة من نوعها عاشها البحار السوري.
القبطان السوري محمد عائشة أمضر أربع سنوات على متن باخرة محتجزة في قناة السويس في مصر
القبطان السوري محمد عائشة أمضر أربع سنوات على متن باخرة محتجزة في قناة السويس في مصر

خلال تلك السنوات التي تحاكي فيلما دراميا، كان القبطان محمد يقطع في كل يوم مسافة  250 متر سباحة نحو الميناء ليقوم بشحن هاتفه ويشتري الطعام وبعض الحاجيات الضرورية ثم ليعود سباحة إلى الباخرة كونه ممنوع من مغادرتها وليبقى وحيدا هناك كل تلك المدة الطويلة دون أن يتمكن من رؤية والدته التي توفيت منذ نحو سنتين.

القبطان محمد عائشة ولدى عودته إلى منزله في سوريا تحدث إلى “سبوتنيك” عن قصته الغريبة فقال: “بدأت العمل على متن السفينة في 7 أيار/ مايو عام 2017 وبدأت مشكلتي حين تم حجزها في الميناء المصري أدبية بسبب شهادات معدات كانت منتهية الصلاحية وهي قضية روتينية بالنسبة لعملنا وتحدث باستمرار بالنسبة للسفن فحين تنتهي صلاحيات المعدات تعطى مهلة ليتم القيام بالصيانة والإصلاح ثم يتم بعدها تجديد هذه الشهادات، وخلال قيامنا بإجراءات الصيانة وتجديد الشهادات وصل إلى السفينة بلاغ من محكمة السويس وهو عبارة عن محضر حجز تحفظي بسبب أن إحدى شركات التوريد في السويس كان لها مستحقات مالية على مالك السفينة الذي لم يسدد ولم يتدخل في القضية ولم يعد يتواصل معي وبالتالي تم احتجاز ها في الميناء المصري.

وأضاف: “كان ذلك بعد شهرين من التحاقي بالعمل على متنها ومنعت من السفر حتى يتم تسديد المستحقات بحكم أن قبطان السفينة كان موجودا في منزله بالسويس إذ يحق له مغادرة السفينة وكنت الضابط الوحيد الموجود على السفينة وينبغي أن أحل محله لاتسلم المحضر وأوقع على استلامه”.

وأردف: ” قبل أن أوقع على المحضر سألت من بلغني إن كان يترتب على توقيعي أية مسؤولية فأكدوا لي أن هذا المحضر ما هو إلا مجرد إبلاغ بالحجز ولا يترتب على ذلك أية مسؤولية،  وبعد ذلك تابعنا أعمال الصيانة، وحين تأخر صاحب السفينة بالتسديد طلبت من السلطات المصرية مغادرة السفينة فقيل لي حينها أنه لا يحق لي ذلك بموجب التوقيع على المحضر فأصبحت الحارس القضائي على السفينة ومنذ ذلك الوقت وأنا عالق هناك حتى 22 من شهر أيريل الجاري، وبعد انتشار قصتي على الإنترنت ووسائل الإعلام وتدخل عدة جهات لدى القضاء المصري حتى عولجت قضيتي وتم إخلاء سبيلي ﻷعود إلى منزلي وعائلتي في سوريا”.

ويشار أن القبطان محمد عائشة عانى ظروفا صحية صعبة ومن آلام في قدميه وفقر في الدم خلال وجوده على متن السفينة وفقد 15 كيلو غرام من وزنه فضلا عن الضرر الذي تركته هذه التجربة على نفسيته طيلة أربع سنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى